الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخوة .. رخوة

محمود المصلح

2009 / 10 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


نفتقد نحن العرب عموما المؤسسات المبنية على قواعد ونظم ثابتة ، لا تزعزعها الأحوال المتغيرة ولا تغير المناصب والحكومات ، مؤسسات ذات رؤية واضحة المعالم ورسالة مبنية على قواعد ثابتة ، وقيم مستمدة من روحنا كشرقيين وعرب .

نفتقد المؤسسات ذات الأهداف والغايات المحددة المتخصصة ، التي تهب في لحظات الأزمات تماما كما تكون مستعدة ، متهيئة على طول الوقت ، بكادرها المدرب وأجهزتها ومعداتها المتوفرة الكافية القادرة على تلبية النداء حين النداء . جنبا إلى جنب مع المؤسسات ذات العلاقة من خلال التنسيق المسبق ، وتوفير ضباط الارتباط وأجهزة الاتصال والتواصل الفعالة الفعالة المتطورة .

نفتقد المؤسسات التي تعمل على بناء الذات والتي تطور ذاتها بذاتها ، بل ربما تتجاوز ذلك إلى الاعتماد على الذات من حيث التوريد والتزويد ، بما تتيحه لإفرادها من فرص للنماء والانتماء والإبداع والتطور والتطوير
الذي يلبي الاحتياجات المؤسسية من جانب ويرضي طموح الأفراد فيها من جانب آخر .

بحيث يشعر الفرد في المؤسسة أنه معني بالنجاح كما هو معني بالإخفاق والفشل ، وان كل نجاح يعد نجاحا شخصيا للفرد بذاته كما أن كل فشل يعد فشلا للفرد بحد ذاته . لينمو عند الفرد شعور المراقبة الذاتية، ويزداد الحافز للعمل والانتماء للمؤسسة كمؤسسة تكاد تكون شخصية .

نكتشف ضعف قدرتنا ومدى حاجتنا إلى المساعدة عند كل أزمة صغيرة أو كبيرة ، على المستوى الفردي والجماعي والمؤسساتي ، فينتج عن ذلك التخبط والتسرع والتوتر الذي يولد بالتالي نتائج عكسية بل ربما مدمرة في أكثر الأحيان .. نكتشف ضعف قدراتنا التدريبية على القيام بالأعمال التي من المفروض أن نقوم بها في مثل هذه الحالات ، ونكتشف بالتالي ضعف التجهيزات المعدة لمجابهة هذه التحديات .. حتى البسيط منها .. نكتشف ضعف ثقتنا بأنفسنا كنتيجة حتمية لسلسة الإخفاقات التي نقع فيها ..

حيث تقول القاعدة ( النجاح يولد نجاحا آخر والفشل يولد فشلا آخر )

نكتشف إننا لا زلنا نقدم الخدمة وقت ألازمات على نظام النخوة والفزعة .. تلك العبارات التي أكن لها في عقلي وقلبي المزيد من الاحترام والتقدير .. ولكنها في مجمل العمل المؤسساتي الخدمي وقت ألازمات غالبا ما تكون كارثية ومدمرة .. وذلك لانعدام الخبرة والتدريب والتجهيزات الفردية والمعدات ، بالإضافة لانعدام التنسيق بين الأفراد الذين يسارعون إلى تقديم الخدمة .. فضلا عن التنسيق بين المؤسسات ذات العلاقة .

ان بناء مؤسسات خدمية تقدم خدمة ذات مستوى راق ، على قاعدة كلنا شركاء .. في إطار العدالة والمساواة لجميع الأفراد في المجتمع وفي جميع الأوقات والظروف . بات أمرا ملحا أكثر من أي وقت مضى ، خصوصا في هذا العصر الذي باتت فيه الفردية هي سيدة الأمر الواقع لما أملته علينا ظروف الحياة العصرية التي استوردنا اغلبها في قالبها الغربي البعيد عن كل قيمنا وعاداتنا .. وبالتالي لا تناسبنا.. خصوصا ونحن نركن إلى عقلية قديمة ( متخلفة عن ركب الحضارة العصرية التي انغمسنا بها ) في الوقت الذي لم نستورد القيم الأخرى ذات العلاقة التي تخدم الحياة العصرية التي انغمسنا فيها .

سيكون للتدريب والتجهيز و محاكاة الواقع لكل الحالات المتوقعة للفئات المستهدفة الأثر الأكبر في دفع عجلة التقدم إلى الأمام ، والذي سنعكس بالتالي ايجابيا على الأفراد والمجتمع عموما لما سيخلفة ذلك من إحساس بالأمن والأمان .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة وزراء إيطاليا في ليبيا لبحث التعاون المشترك بين البلدي


.. العراق.. زفاف بلوغر بالقصر العباسي التراثي يثير استفزاز البع




.. المخاوف تتزايد في رفح من عملية برية إسرائيلية مع نزوح جديد ل


.. الجيش الإسرائيلي يعلن أنه شن غارات على أهداف لحزب الله في 6




.. إنشاء خمسة أرصفة بحرية في العراق لاستقبال السفن التجارية الخ