الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علامات على الطريق - اليسار العربي

يحيى رباح

2009 / 10 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


العنوان هو للكتاب الذي صدر مؤخرا عن دار الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق، ودار ديسان للنشر والتوزيع في بيروت، في طبعته الأولى 2009، للقائد والمفكر التقدمي الأخ والصديق العزيز نايف حواتمة "أبو خالد" أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
ولقد كانت فرصة طيبة بالنسبة لي ولغيري من الكتاب والمثقفين في قطاع غزة بوصول هذا الكتاب الهام جدا، الذي يقع في 415 صفحة من القطع المتوسط، وهو يتكون من خمسة فصول، أولها تحت عنوان اليسار العربي، رؤيا النهوض الكبير، نقد وتحليل، أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان في الرؤيا والممارسة، وجاء الفصل الثالث ليتحدث عن مقاربة بين اليسار العربي البديل واليسار الفلسطيني، ونموذجه الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على وجه الخصوص، أما الفصلان الرابع والخامس فهما عبارة عن وثائق مهمة في مسار النضال، وألبوم ثري من الصور والأحداث البارزة في مسيرة النضال للأخ نايف حواتمة.
الموضوع الجوهري في الكتاب هو الذي يقع في محتوى الفصل الأول، حول اليسار العربي والرؤيا التي يقدمها نايف حواتمة لإعادة النهوض الشامل، ليعود اليسار العربي ويلعب دورا محوريا في حياة المنطقة وخاصة بعد سنوات من التراجع إلى الخلف، والردة الطاحنة التي أصابة العالم العربي، وجعلت أسواره تنهار أمام موجات متعاقبة من الهجوم الرجعي والظلامي والإرهابي، وخاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي والنظام الدولي السابق، والترويج لفكرة خاطئة مفادها أنه لم يعد هناك دور لليسار في العالم العربي، وتعرض الدعوات لتحرير العقل، وإعادة النظر في التراث، وإعادة قراءة وتقيم النصوص، وإحياء مفاهيم العدالة الاجتماعية إلى موجات من التكفير وصلت إلى حد القتل والملاحقة للعديد من أقطاب الفكر التنويري، الأمر الذي جعل الملايين في العالم العربي يذعنون مرة أخرى إلى سلطة الأموات، وإلى إعادة اجترار النقل وتغيب العقل، والتسليم بالظلم، وانبعاث الأمراض المزمنة من بحيرات الوحل والزيف في التاريخ العربي القديم، مثل إعادة انتعاش الطائفية والمذهبية وتراشقات الفرق الباطنية.
الكتاب في فكرته الجوهرية، يدعو إلى مراجعة جادة لتجربة اليسار العربي، لاستخلاص العبر، والتقاط وتجميع عناصر النهوض من وسط هذا الركام الكبير، بروح جدلية نقدية ملموسة وعملية، وجدناها دائما في المبادرات الفكرية والسياسية الجريئة التي طرحها نايف حواتمة على امتداد سنوات نضاله الخصبة، معتبرا مرة أخرى أن الحالة الفلسطينية هي المنصة الموضوعية الصالحة لإطلاق التجربة الجديدة، حيث الحالة الفلسطينية بخصوصياتها المعروفة، تمثل عنصر الاشتباك الأول في مواجهة ظاهرة الردى التي استشرت على امتداد الوطن العربي.
ويركز الكتاب على التحولات الكبرى اليسارية والديمقراطية الجارية اليوم في أميركا اللاتينية، ودول البحر الكاريبي، والنهوض الكبير في الصين والهند وفيتنام وجنوب شرق آسيا وأفريقيا السوداء، وهي تحولات جذرية تؤثر حثيثا على رسم خارطة للعالم الجديد انطلاقا من قواعد اشتراكية ويسارية.
كما يحلل الكتاب الأزمة الأخيرة العاصفة التي تعرضت لها الرأسمالية العالمية المتوحشة، مما دفع بلدان المركز الرأس مالي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان وكندا وغيرها، إلى طلب الإنقاذ من التجارب الاشتراكية، عن طريق تأميم البنوك، والتدخل أكثر من قبل الدولة في المسارات الاقتصادية، مما يؤكد سقوط وانهيار النظريات الرأس مالية التي بشرت بنهاية التاريخ عند حدود العولمة الرأس مالية والنيولبرالية.
هل نبقى في العالم العربي محبوسين داخل أسوار سلطة الموتى، وإعلان الحرب على العقل، وتقديس ما هو غير مقدس، والتعامل مع النصوص التي هي من إنتاج التاريخ السياسي ثم تقديسها وعبادتها كما لو أنها آتية من السماء؟؟؟
القائد والمفكر التقدمي نايف حواتمة، وكما عرفناه دائما، يطرق أبواب العقل، ويطرح علينا أسئلة بالغة الأهمية، وكتابه الجديد اليسار العربي دعوة مفتوحة لشجاعة المراجعة وتوسيع مساحة الرؤيا، ومكاشفة الذات العربية، وأدعوكم إلى البحث عن الكتاب في المكتبات، ومراءته، وحضوره شاهدا في مكتباتكم الشخصية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن