الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وزارة الصحة بين حفنة من اللصوص وواجهة للحسينيات

سمير عادل

2004 / 6 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كما يعرف العديد إن وزارة الصحة في العراق سَلمت إلى حزب الدعوة كجزء من عملية المحاصصة بين القوميات والطوائف في مجلس الحكم. ويعرف العديد أيضا إن هذه الوزارة تعرضت إلى اكبر عملية سرقة منظمة في عهد النظام البعثي وخاصة في فترة الحصار الاقتصادي الذي دام اثني عشر عاما. حيث كان تسرق الأدوية والمعدات الصحية من المخازن لتباع في السوق السوداء دعما لعصابة قصي وعدي وال مجيد.. في حين كان الأطفال والنساء يموتون جراء نقص الأدوية. وطبعا يجب إن لا ننسى لولا شحة الأدوية وعدم وصول جميع المعدات والتقنيات في الحقل الطبي في العراق جراء الحصار الاقتصادي الوحشي لما حاولت هذه العصابة من استغلال تلك الأوضاع.
إلا إن هذه الفترة الحالية فترة مجلس الحكم هي أخصب من تلك الفترات السابقة والتي مرت بجماهير العراق. إذ كما صرح وزير الصحة عباس خضير عن اختفاء 13 طن من الأدوية والمعدات الطبية إثناء نقلها من مخازن الدباش في بغداد إلى المستشفيات حيث لم تصل حتى شاحنة واحدة إليها. ويدعي الوزير الموقر بأنه سيشكل لجنة تحقيقية لمعرفة الأيدي الخفية وراء تلك السرقة الكبيرة. إلا إن الإعلان عن تلك السرقة لم يكن له أن يرى النور في وسائل الإعلام لو لا افتضاح أمر السرقة وتناولها من خلال أحاديث الأطباء المرضى والمراجعين إلى المستشفيات والمستوصفان. لكن ماذا حول استلام الوزارة المذكورة مبلغ مليار دولار من سلطة التحالف كميزانية للتمويل الصحي في العراق إلى جانب استلام مبلغ 800 مليون دولار من الدول المانحة لصندوق أعمار العراق. إن وزير الصحة بذخ مبالغ طائلة من التي استلمها لترميم وزارته وشراء أفخم أنواع الأثاث لها في حين إن المرضى في المستشفيات يعانون من آلامهم وليس هناك دواء لعلاجهم.
بيد إن وزير الصحة ابتكر علاجا جديدا للمرضى بدلا من البحث عن السراب واقصد الدواء، وهو رفع اللافتات الدينية وملئها في المستشفيات وفرض سماع الكاسيتات والمحاضرات الدينية على الأطباء والعاملين في سلك الصحة . لان المريض إذا لم يجد الدواء فيمكن له إن يصبر على ألمه ومعاناته والطبيب سيكتب له علاجا وهو الإصغاء وسماع الشعائر الدينية بدلا من الدواء الذي يتاجر به من هو اعرف بقوانين السوق ومصلحة المريض. فكما يقولون العلاج هو علاج الروح وان الجسد فاني وزائل.
مرة أخرى يضرب أعضاء مجلس الحكم دروسا في نكران الذات والتضحية من اجل جماهير العراق. وفي الحقيقة وحتى نكون منصفين فأن ليس وزير الصحة لأنه في حزب الدعوة له هذا النوع من الصولات والجولات، فالفضيحة هي اكبر في وزارة النفط على سبيل المثال لا الحصر، التي من دون الوزارات العراقية حافظت القوات الأمريكية عليها من السرقة. فقال بن بحر العلوم وهو وزير النفط بأن التلاعب بوثيقة النفط مقابل الغذاء وسرقة الملايين من الدولارات لا يعرف عنها شيئا وانه بريء من القضية. ولا ندري هل هناك أحمق ليس في العراق بل في العالم يصدق هذا التصريح من وزيرا يدعي انه يمسك بزمام أموره في الوزارة.
هناك اكبر عملية سرقة منظمة تحدث في دوائر ووزارات الدولة وتشرف عليها سلطة التحالف عشية ما يسمى"تسليم السلطة للعراقيين". ولقد بينت الأيام إن القبول والخضوع للسياسة الأمريكية في العراق من قبل السادة الموقرين في مجلس الحكم والدفاع عن الهوية القومية والطائفية بدلا من الهوية الإنسانية ليس لان المجتمع العراقي إسلامي أو تعددي اثني كما يدعون بل من اجل سرقة اكثر ما يمكن من ثروات المجتمع. وإذا أردت إن اختم مقالي هذا فلابد من القول، بالرغم من كل السرقات والاختلاسات التي تدور رحاها في الأروقة والدوائر العراقية وتحت أشراف جميع الأحزاب المشاركة في مجلس الحكم، إلا إن وزارة الصحة التي يديرها حزب الدعوة هو محل مثيرا للسخرية. فالذي يحتار في الحصول على دوائه هم من المحرومين والفقراء. وفي أيدلوجية هذا الحزب إن الإنسان حقير كما يرددونها في شعائرهم الدينية، وإذا كان فقيرا فدرجة الحقارة أدنى فعليه أن لا يعالج في هذه الدنيا التي هي متاع زائل كما تؤكد عليها نفس الأيدلوجية المذكورة. فعليه إن هؤلاء لا يستحقون الحصول على الدواء وان الحياة لا ترحم فعليهم بالرحيل من هذه الدنيا فعسى ولعل يثابون بالجنة في الآخرة. وهذا يفسر سر اختفاء شاحنات الأدوية والمليارات..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق