الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماء أغلى من دماء العراقيين..!

خدر خلات بحزاني

2009 / 10 / 26
حقوق الانسان


أصبحت مسالة قتل العراقيين والمتاجرة بدمائهم مسالة سياسية ودعاية انتخابية، ودعاية مضادة.. لا أكثر..!
وأصبح المواطن العراقي المقتول، رقما قد يرفع أو يقلل من حجم ارتفاع الحاجب فوق العين عندما يطالع الآخرين الأرقام التي تنتج عنها العمليات الدموية من قتلى وجرحى في شتى أنحاء العراق..
لقد أصبح الدم العراقي ارخص من المياه (ليس مياه الشرب بالضرورة) في ظل فوضى سياسية عارمة، وتجاذبات وتحالفات واختلافات وائتلافات، اتفقت على كل شيء، بدءا من منصب رئيس الجمهورية، وصولا إلى فراش الوزير في الوزارة الفلانية، لكنهم لم يفقهوا قيمة الدم العراقي الطهور والمستباح للجميع..
الدم العراقي ليس دما، انه ارخص من أقذر بضاعة تايوانية أو ماليزية، لان ساستنا الأذكياء لا يهتمون بدماء القتلى العراقيين (أنا أتعمد أن أقول عنهم قتلى)، بل إن ساستنا يهتمون بأصوات العراقيين وليس بدمائهم.. و جلّ ما يصدر عن ساستنا وقادة الكتل الحزبية والطائفية، بعد كل عمل إرهابي ضخم هو التنديد والاستنكار، ودعوة الشعب المظلوم إلى الوقوف بوجه المخططات..!!!
وأنا لا اعرف كم هي حجم المخططات التي تم إعدادها لإبادة شعبنا، كما لم ولن افهم مخططات ساستنا الجهابذة في مواجهة تلك المخططات، التي لم يعد بأي حال من الأحوال يقف خلفها الاستعمار أو الامبريالية..
كما إن دول الجوار بريئة مائة في المائة من أية عملية دموية تقع في العراق، لأننا سنجد من يبرّئ سوريا ويتهم السعودية، كما سنجد من يتهم إيران ويبرّئ قطر أو الأردن أو الإمارات أو مصر، وووو الخ..
المهم إن المحصلة تقول إن كل دول الجوار وما بعد الجوار متهمون وأبرياء في نفس الوقت..
وفي ظل هذا الكرم الحاتمي الحكومي بدماء الشعب العراقي، أقول إن الحكومة التي تسكت عن مهرجان دموي شهري، لا تستحق أن تقود شعبا يتكون من بضعة آلاف.. و إن حكومة تنظر إلى أعراس دراكولا الحمراء القانية حسب الاستفادة الانتخابية لا تصلح لقيادة قبيلة أمازونية لم تكتشف العجلة بعد..
إن الحكومة التي تقاتل من اجل الحصول على المياه من دول الجوار وتغض النظر عن نهر الدماء المنسكب من أبناء شعبها لا تستحق أن تسمى حكومة، لان الحكومة تحكم، ولا يجوز أن تكون محكومة..
و إن الحكومة المحكومة بأجندات خارج الحدود، أو الحكومة التي تخشى مواجهة قتلة شعبها وجها لوجه، لم ولن تصلح لقيادة شعب تكالبت على قتله كل دول الجوار، تافهها ورذيلها..
إن الرد على الاحتفالات الدموية لشعبنا النازف منذ تحريره من نيّر الدكتاتورية لا يكون بتحمّل المزيد من الخسائر.. بل يكون من خلال الرد بالمثل على مصادر الشر..
مثلا تفجيرات دموية في أسواق كوالالامبور المزدحمة، أو تدمير وزارة الداخلية في سلطنة بروناي، أو إسقاط طائرات مدنية في مطار جزر المالديف، أو اغتيال أعضاء حكومة طالبان في منطقة القبائل الباكستانية..
لان الذي لا يفهم غير لغة القتل والدم، لن يفهم لغة الحوار.. وعلى حكومة هونولولو أن تستعد لحصد ما زرعته أيادي الاسكيمو..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان وأزمة اللاجئين السوريين.. -رشوة- أوروبية أم حلول ناقصة


.. وقفة لرفض اعتقال ناشط سياسي دعا لا?سقاط التطبيع مع الاحتلال




.. الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلالية المحكمة الجنائية


.. مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون بتل أبيب للمطالبة




.. ميقاتي: الحديث عن رشوة أوروبية للبنان من أجل إبقاء النازحين