الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف اتحاد الشيوعيين في العراق بصدد انتقال السلطة واعلان الحكومة العراقية المؤقتة

اتحاد الشيوعيين في العراق

2004 / 6 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ليس خافيا على أحد بان الإدارة الأمريكية تعاني من مأزق حاد في العراق وتسعى بشتى السبل للخروج منه دون تعرض هيمنتها ومصالحها للخطر. فقد كانت أمريكا والطغمة العسكرية المهيمنة على الإدارة الأمريكية بعد ان شربت نخب انتصارها على النظام البعثي المهزوز توهمت ان بإمكانها، بالنظر لامتلاكها لاحدث وسائل العنف والدمار والقهر، ان تتغلب بواسطة الضربة العسكرية على مناوئيها واحدا تلو الآخر بدءا من إيران وسوريا والدول الأخرى وصولا إلى تحجيم دور غرمائها ومنافسيها الدوليين في العالم مثل روسيا او الاتحاد الاوربي الذي ادعت الادارة الامريكية بانها مصممة على إعادة تعريفه وهيكلته ناعتا قسم منه بالعجوزة والبقية الباقية السائرة في ركابها بأوروبا الشابة !
الا ان رياح الأحداث لم تجري كما اشتهت السفن والاسطول الحربي الأمريكي، فعقب مرور مدة وجيزة على سقوط النظام البعثي البائد بات واضحا بان تغييب وتهميش دور الشعب العراقي في عملية اسقاط النظام كان له نتائج كارثية على المجتمع العراقي برمته كما ان تهميش دورهم في رسم المستقبل السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلد واللعب على الأوتار الرجعية والطائفية والمذهبية في الحدود المرسومة لها وابقاء أبواب العراق مفتوحة لتدفق القوى الارهابية الاسلامية المتطرفة لخوض المعركة الاخيرة ضد "الارهاب" على ارض العراق حسب زعم دونالد رامسفيلد، و......الخ ان كل ذلك كان يكفي لتداعي كل المنظومة الأمنية والسياسية والاجتماعية مسببة ورائها دمارا هائلا وارهابا منفلتا من عقاله يصعب السيطرة عليه.
وبدلا من اتساع نطاق المعركة المزعومة لتشمل ايران وسوريا وغيرهما بات الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية هو في كيفية تعاون هذان البلدان في استتباب الأمن في العراق والسيطرة على الأوضاع المتدهورة، وبدلا من حذف الأمم المتحدة بات السعي للتحرك تحت مظلتها وكسب مساندتها بغية شرعنة الاحتلال واطالة أمده المهمة الرئيسية لأمريكا في الوقت الراهن. وقد حل التنازل عن جزء من الغنيمة للدول الأساسية في الاتحاد الأوروبي وروسيا والرضا بحصة الأسد فقط محل حذف الغرماء والمنافسين الدوليين في العراق.
في خضم ظروف كهذه جرت مفاوضات ومداولات مكثفة خلف الكواليس و وراء الأبواب المغلقة بين أمريكا والقوى والأطراف البرجوازية العراقية التي تمثل شتى الأطياف القومية والمذهبية وبين مبعوث الامين العام للأمم المتحدة بغية تنفيذ اتفاقية نقل السلطة المبرم بين سلطة التحالف وبين مجلس الحكم الانتقالي. وقد تمخضت هذه المفاوضات والمداولات عن إعلان الحكومة العراقية المؤقتة في يوم 1/6/2004 برئاسة اياد علاوي وتوزيع معظم الحقائب الوزارية بين القوى البرجوازية العراقية الطائفية والقومية المختلفة مع اعطاء منصب رئيس جمهورية العراق الى شيخ عشيرة الشمر غازى عجيل الياور.
لاشك بان الشعب العراقي يتعطش لانهاء الاحتلال الامريكي الجاثم على صدره وبناء دولة عراقية معاصرة ذات سيادة كاملة تمثل طموحاتها وتطلعاتها في نيل الحرية والازدهار، الا ان الاتفاق الذي جرى بين امريكا ومجلس الحكم العراقي بصدد انتقال السلطة الى العراقيين والمفاوضات الأخيرة التي جرت خلف الكواليس وبعيداً عن أنظار الشعب العراقي لتنفيذ هذا الاتفاق وحيثياته واخيرا تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة وفق سياقها الحالي ان كل ذلك لايستجيب لطموحات الشعب العراقي للاسباب التالية أدناه:
1/ تأتي عملية تشكيل واعلان الحكومة العراقية المؤقتة لتكرس الاحتلال وتضفي الصفة الشرعية عليه طالما ان القوات الامريكية تسرح وتمرح في البلد وتمارس صلاحياتها العسكرية بصورة تامة والحكومة العراقية الحالية تم تشكيلها من الشخصيات والاطراف التي لها ولائها الواضح للمصالح الأمريكية وليست لها كلمة الفصل في بقاء تلك القوات في العراق من عدمه، وحتى ان كانت صاحبة هذه الكلمة فانها ستستخدمها لصالح بقاء تلك القوات المحتلة في العراق.
2/ ان آلية تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة استبعدت تماما دور وارادة الشعب العراقي. فعوضا عن الشروع في مرحلة انتقالية جديدة وتشكيل حكومة مؤقتة لاحول لها ولاقوة كان من المفروض إشراك الشعب العراقي، بعد سنة من زوال النظام البعثي البائد، في ترسيم السلطة السياسية المقبلة واتباع آليات من شانها تفعيل دوره لانهاء الوضع الانتقالي الحالي ، كان من المفروض اشراك المنظمات الجماهيرية والعمالية والقوى التحررية والتقدمية ومنظمات المجتمع المدني ومجمل الاحزاب السياسية بما فيها "اتحاد الشيوعيين في العراق" في آلية نقل السلطة وحسم شكل ومضمون السلطة السياسية المقبلة.
وفي غياب هذه الآليات باتت كعكة السلطة تسيل لها اللعاب وتصب الزيت على نار الصراع الجاري بين الأطراف والقوى البرجوازية العراقية. ولاشك فيه بان اتباع تلك السياسات والاستمرار في تنفيذها وتغييب دور العمال والكادحين والشرائح المسحوقة سيكون لها نتائج كارثية لا على المجتمع العراقي برمته بل على مصير الحكومة المؤقتة الراهنة ايضاً.
3/ ان المهمة الأساسية الراهنة في العراق تكمن في تفعيل دور الشعب العراقي وبخاصة دور ورأي العمال والكادحين وايجاد وتنشيط المنظمات والاتحادات الجماهيرية ومؤسسات المجتمع المدني وتفعيل دورهم السياسي و الاجتماعي والاقتصادي بغية الإنهاء العاجل للمرحلة الانتقالية الحالية وبناء حكومة مدنية وعلمانية بحيث يكون برنامجها الأساسي إزالة مخلفات النظام البعثي البائد وإنهاء الاحتلال و وضع برنامج شامل لنزع السلاح وحل الميللشيات الموجودة ونبذ الارهاب وتجفيف منابعه عبر تكريس القيم العلمانية والتقدمية والانسانية والقيام باصلاحات شاملة في الوضع المعاشي للعمال والكادحين بالاعتماد على العائدات النفطية والموارد المتاحة وبخاصة تامين وتوفير فرص العمل واعطاء ضمان البطالة للعاطلين عن العمل وحل مشكلة السكن وغيرها من المشاكل العويصة.
ان اية حكومة لاتستطيع تنفيذ الحد الادنى من البرنامج المذكور لن تتمكن من الوقوف على قدميها ولن تنال ثقة الشعب العراقي.

اتحاد الشيوعيين في العراق
اللجنة المركزية
2/6/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجوع يفتك بالسودان.. فما التداعيات؟ وهل من حل للأزمة؟ | #را


.. عين نتنياهو على النووي الإيراني.. إسرائيل تعيد تشكيل فرَق مر




.. كيف تؤثر المناظرة الرئاسية المرتقبة على حظوط كل من بايدن وتر


.. إسرائيل وحزب الله.. سباق الدبلوماسية والنار | #ملف_اليوم




.. -بدون جمهور وردود محددة المدة-.. تفاصيل أول مناظرة مرتقبة بي