الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت الروح ... ام وجعها

بشرى ناصر

2004 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اسقطت احداث 11 سبتمبر ورقة التوت التي ظلت تستر فشلنا امام اية فكرة خلاقة او مشروع حضاري نهضوي ؛
فقد ظللنا عاجزين عن استيعاب مشروع (الدولة / الأمة ) ذلك النموذج الأمثل للتطور والرقي ... ورحنا نستعين بالبخور والرقي والتراتيل والدعاء في قضاء حوائجنا
التاسع عشر ؛ حيث بدأت البرجوازيةبتكوين صراعات على شاكلة الصراع بين الفكر الماركسي والفكر البرجوازي القومي حول قضية ( القومية) التي طالب بها الإسلام اصلا باعتباره اول دولة في التاريخ للإسلام وتنطق بلسان عربي ...ومع هذا ظل مصطلح القومية غريبا وغامضا حتى صار مرتبطا بالأحزاب او البرجوازية الصغيرة والمتوسطة كما نرى في تجربة الناصرية والبعثيين ؛ ولهذا فشلت القومية العربية : لأنها لم تتمكن من اعادة صيغ القيم الإسلامية بما يوافق مصالح البرجوازية الجديدة ... فتركيا كبلد اسلامي مر بتجربة ناضجة للبرجوازية ولهذا خاضت معركتها الأنتلجنسيا التركية ضد اللاهوت الديني والغت ( منصب الخلافة) عام 1924 .. واذا تأملنا خطاب اكبر منظر للقومية العربية (ساطع الحصري) نرى شغفه في بداية حياته بتمجيد الوحدة الإسلاميةوليس القومية العربية ...وظلت تلك المفردة مشروعا هجينا وناقصا ..ولم يتيسر لنا عبر التاريخ المعاصر من اعادة الفكرة الحالمة والرومانتيكية ذلك لما نتحمل من اعباء التبعية الاقتصادية او بالأحرى المأزق الرأسمالي فقانون الاقتصاد افرز عبر التجربة : تزداد ارتباطات الدول العربية باقتصاديات السوق العالمية الرأسمالية تضعف الروابط بين الدول العربية بعضها ببعض ؛ وتبعا لهذا صرنا ومع دخولنا الألفية الثالثة من يقدم نموذج الحكم الإسلامي القائم على الخلافة رغم ادعاء بعض الدول العربية لتبني ( العولمة ) او كما يتظاهر اضافة الى ان القوى الإسلامية ما زالت تقيم نظريتها السياسية على ارض ( ثيوقراطية) .
الآن صرت مؤمنة اكثر من اي وقت مضى بأننا ما عدنا ( خير امة اخرجت للناس ) فقبل سنوات كنا نقف على تصادم بين الماضي والحاضر وقد ظل واقعنا يعكس نزعات ضرورية تدخل في تركيب العناصر الأساسية للمجتمعات العربية المعاصرة وقد كنا حتى وقت قريب نتسائل : كيف تنعكس التبعية البيوية والتخلف الناتج عن هذه التبعية في منظومة علاقات الإنتاج لتتبدى واضحة في خطابنا العربي ؟
انكشفت ورقة التوت لتبدي عرينا وهشاشة فكرنا لنصبح مجرد امة تقف موقف الدفاع عن نفسها والاستجابة السريعة لشروط ومطالب الغرب المتحضر وما يتبعها من تغيرات تطال بنيتنا الثقافية والتربوية والحقوقية
؛ الحقيقة التي اعرف : ان المثقف انقرض دوره الذي كان اكثر فاعلية في الثلاثينيات من القرن الفائت ... والأن يتوجب على المثقفين استيعاب حقيقة انهم لا يسيرون العالم فالسياسة والصناعة اهم من كل ما عداها ... لذلك يتوجب عليهم وضع حل لهذا المأزق والدفاع عن الهوية والوجود بكل الأشكال
التي يتطلبها شرط صناعة القرار والمصير ... فقد كان الدين يؤلف السياق العام للفكر الاجتماعي حتى منتصف القرن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لهذا السبب.. أميركا تعلن بقاء قواتها في سوريا | #أميركا_اليو


.. مشاهد جوية تُظهر نسف الاحتلال لمنازل في مخيم جباليا




.. خيارات جديدة تضمن ملاحقته.. هذه سيناريوهات محاكمة بشار الأسد


.. مصدر في -النقل- السورية يتوقع عودة مطار دمشق الدولي للعمل ال




.. هياكل سفن حربية سورية متفحّمة في ميناء اللاذقية بعد ضربات إس