الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجرد أسئلة

حسن الفجح

2009 / 10 / 26
الادب والفن


ماذا تفعل عادة عندما تضيق بك الدنيا وتشعر بغليان دماغك، وتكفهر حياتك بمشاعر الأسى والإنكسار؟
حينما تبدو لك الحياة كمجرد خطأ إلاهي قدر عليك أن تتحمل عواقبه.
حينما يستعصي عليك صوغ الحياة في معنى ترضاه،وتتمنى دوامه.
حينما تنقم على الحياة وتنقم على نفسك، بعدما يتبدى لك تواطؤهما عليك.
حينما تتمنى لنفسك الهلاك؛ بعدما تفهم أنها المسؤولة عن نكهة العيش المرة، و عن ظل الحياة الأعوج.
كم مرة صادفتك مشاعر كهذه، و استوقفت حياتك لمدة من الوقت، دون أن تستوقف مد معاناتك التي ما فتئت تعكر صفو حياتك الرتيبة؟
كم مرة وددت التخلص من مشاعرك تلك دفعة واحدة، وتنطلق في الحياة؟ لكن كان يحدث غالبا أن تنطلق في الفراغ وتعود لتسقط في حضن الشقاء.
كم مرة بدا لك شقاؤك أكبر غلطة أرغمت على عيشها، وكم مرة كنت تتفادى إلقاء اللوم على نفسك و الإقرار بأنك المسؤول الأول والأخير عن شقائك ذاك؟
كم مرة كنت مصرا على أن الآخرين هم سبب تعاستك، وكم مرة لم تكلف نفسك طرح سؤال واحد عن مدى تعاسة الآخرين؟
إلى متى ستبقى حبيس أفكارك المدمرة تلك، وإلى متى ستبقى تنظر إلى أفكار الآخرين على أنها سبب الدمار الذي يتخبط فيه محيطك؟
إلى متى ستستمر نظرتك الدونية نحو الآخرين، وإلى متى سيبقى الشك ينال منك إزاء نوايا الناس المحيطين بك؟
إلى متى ستبقى تلح على أنك دوما على حق، وأن الجميع دوما على خطأ؟ إلى متى ستبقى تعتبر الخطأ صوابا،والصواب خطأ؟ متى ستدرك حجم الخطأ الذي تغوص فيه؟
إلى متى ستظل تحسب التغيير مجرد وهم؟ و إلى متى ستوهم نفسك بأن الأوهام يمكنها التحقق؟
قد تسأل؛ لماذا الحياة هكذا؟ دون أن تحظى بإجابة مقنعة، وقد تكتفي بالقول بأنها هكذا لأنها مشيئة أكبر من تصورك. و قد تفهم فيما بعد أن سر الحياة كامن في تعاقب السعادة والشقاء، وقد تكون دهشتك كبيرة عندما تدرك أن الشقاء من أجل السعادة وأن السعادة للشقاء.
كم ستكون سخيفا آنذاك؛ و أنت تضرب براحة يدك على جبهتك، وتبتسم إبتسامة عريضة، أو ربما ستطلق ضحكة كبيرة وتتعالى قهقهاتك في كل الأرجاء.
وكم ستكون محبورا عندما تخلع معطف يأسك وتقفز من مكانك منطلقا نحو الحياة.
كم سيكون العالم سعيدا لو كان الكل من أمثالك، وكم سيصاب العالم بخيبة أمل لو غدا كل أمثالك مغرورين، وسرت أنت في مقدمتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس