الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعلان الرئيس لموعد الإنتخابات دستوري ولن يؤثر بالمصالحة

ناصر اسماعيل جربوع

2009 / 10 / 26
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


من الأمور الغريبة علي قواميس السياسة ، ما حدث من لغط وجدل بعد إعلان السيد الرئيس محمود عباس عن تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية يوم 24 يناير 2010 ، مع إدراكهم المطلق انه تصرف وفق معطيات دستورية وقانونية ، حيث انه من المفترض- والمتعارف عليه- أن يعلن الرئيس عن موعد الانتخابات قبل 90 يوم من نهاية الفترة الزمنية من ولاية المجلس التشريعي ، وباعتقادي أن الرئيس اتخذ خطوة ذكية بالإعلان في هذا اليوم وبالتحديد ليفوت الفرصة على المتلاعبين بالورقات الفلسطينية – وليس المصرية- ولو تأخر الرئيس عن هذا الإعلان لفقدت السلطة مشروعيتها ، وأصبح هناك ثغرة قانونية ممكن التلاعب بها من قبل بعض المتربصين بالقضية الفلسطينية، الساعين وبشكل دءوب لتكريس الانقسام الفلسطيني ، والذين يعتبرون أن أحزابنا وفصائلنا الفلسطينية - السياسية والمقاومة منها - أنها مجرد ورقة يستخدمونها لخدمة مصالح بلادهم الضيقة ، ومن اجل تحقيق ما ترنو إليه تغدق على تلك الفصائل وفرة من الثروة ، وفى المقابل تلعب في الكرة السياسية الفلسطينية وتقنع المراقبين الدوليين أنها تمتلك مفاتيح القوة الشرق أوسطية ! وان الأحزاب تستخدمها في يدها كالعصا ، ممكن أن تضعها أو تنزعها كيفما تشاء في الدولاب السياسي !

تابعت ككاتب فلسطيني منعطفات المصالحة الفلسطينية ومدها وجزرها ونضجها وانتظرنا يوم التوقيع ، ولم نتطير كعادة المأفونين بل وضعنا التفاؤل الفلسطيني نصب أعيننا لإدراكنا أن الفصائل الفلسطينية وأخص بالذكر من يعش على الساحة الداخلية هو الأدري والأعمق وعيا بطبيعة الحصار والمعاناة ، ووصلت المياه الفلسطينية إلى حلقنا الناشف عطشا التائه في صحراء تيه الانقسام ، ولكن الشيطان هذه المرة لم يكمن في التفاصيل ، لان المتحاورين وبرعاية أشقائنا المصريين تغلبوا على تفاصيل الشياطين ، ولكن بدت من خلال قراءتنا أن زعيم الشياطين إبليس يكمن داخل الأحرف والكلمات ، ويزين من يقف وراء إبليس أن تلك الحروف قد تؤثر على مجريات الأمور المستقبلية ، وأصبح إبليس ألعوبة في يد من يخطط له !! حتى ظننا أن إبليس فكر في تقديم استقالته ويفر بعيدا عن الشرق الأوسط لأنه لم يعد يطيق منافسيه الشرقيين ؟!
وبرجوعنا إلى قرار الرئيس محمود عباس -المرضى عنه فلسطينيا وعربيا - يفوت الفرصة على المتربصين بنا ، ويعمق إدراك حماس أن لا مفر لها من المصالحة والالتحام مع الجسد الفلسطيني، تحت قبة واحدة لتحقيق الحلم والمشروع الوطني ، ويبدو أن قيادة حماس في قطاع غزة تدرك أهمية الدور المصري الساعي لتفويت الفرص الصهيونية والإقليمية ، وتدرك أن التوقيع على المصالحة ، وتنفيذ ما جاء من بنود فيها وبشكل دقيق ، سيعطى الفرصة لأهل غزة أن يتنفسوا الصعداء بعد حصار قتل فينا كل شيء حتى الحلم ! وجعلنا كحديقة حيوان محاطين بأسلاك - ليس جميلة - تقدم إلينا الوفود الأجنبية وتقدم لنا ما تيسر من طعام كما يقدمه السائح للقردة ، رغم أن تعبيري قاسي وأنا غير راض عنه لكن هذا هو حالنا ، ومن هذا الإدراك وقياس نبض الشارع الفلسطيني وخاصة الغزى من المتوقع ألا تحدث القطيعة ، ولازلت متفائلا لذهاب قيادة حماس للقاهرة والتوقيع وتفويت الفرصة على المتربصين بقضيتنا الدوائر ، وستجري الانتخابات الفلسطينية بالتوافق ، وتاريخ 24- يناير غير مقدس لان الوفاق الوطني أقدس منه بكثير ، ومنطق الاحتكام للشعب هو خيارنا الحكيم لازلنا نحلم بالهدف الواحد رغم اختلاف مدارس الاجتهاد ، دعوني متفائلا بطرحي قليلا ، وأنا على يقين مطلق بان هذا الانتصار سيكون لمن يغلب المصالح الفلسطينية والشعبية على مصالحه الحزبية ، أيام معدودات ننظرها قد تحتم صدق رؤيتنا ،فمن شهد منكم الشهر فليصمه ، ومن لم يستطيع الصوم فليضع لسانه في فمه ويكفينا شره ، وأدعو أصحاب البدل الفاخرة لزيارة غزة بسيارتهم المرسيدس الفاخرة، و يطوف كل يوم فيها ثلاث مرات من بيت حانون حتى رفح عسي ان يدرك جغرافيا وسياسيا أن مساحة قطاع غزة 365 كيلومتراً مربعاً، وله حدود مع مصر يبلغ طولها 11 كيلومترا في الأطراف الجنوبية من قطاع غزة وعلى طول محافظة رفح مع جمهورية مصر العربية تسيطر عليها إسرائيل ، وحدود مع المناطق المحتلة عام 1948 ( الخط الأخضر) و يبلغ طولها 51 كيلومترا. وتسيطر إسرائيل أيضا على هذه الحدود من جهة الشرق وجهة الشمال في حين تسيطر على طول الساحل وعلى شاطئ البحر الذي يبلغ طوله 45 كيلومترا، بمعنى آخر أن المناطق الحدودية مع الكيان ابتلعت أكثر من ثلث المسافة ، حيث قد أقام اليهود سياجاً إلكترونيا على طول الحدود البرية لقطاع غزة من جهة الشرق والجنوب وذلك على مساحة تقدر بـ 31 كم مربع ، واستولى اليهود على مسافة عرضية تقدر بـ 500 متر وعلى طول 62 كم ، وتحت ذرائع أمنية يتم مواصلة توسيع المنطقة العازلة من الأراضي المجرفة بين السياج والمناطق الفلسطينية تصل في بعض الأحيان ما بين (700-1000 م) حيث لا يسمح للفلسطينيين ممارسة أي أعمال أو أنشطة اقتصادية داخل هذه المنطقة العازلة ، هذه صورة الأوضاع ويعيش حي الآن في غزة أكثر من مليون ونصف فلسطيني في سجن كبير ،والحصار بدأ يأكل الأخضر واليابس ، وجفت الينابيع، وقلت مساحة الأرض الزراعية بل ومساحة أرضنا الصغيرة في غزة حزينة من أبنائها وحليب صدرها بدأ يجف ، فهل سنجد له العلاج في القاهرة ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة