الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق الدامي

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 10 / 26
الارهاب, الحرب والسلام



أثارت تفجيرات الأحد الدامي كما أطلقت عليه وسائل الأعلام الكثير من الألم في نفوس العراقيين والمهتمين بالشأن العراقي لتزامنها مع أوقات عصيبة تمر بها البلاد وتكاد تعصف بالعملية السياسية برمتها ولا أعتقد أنه يخرج عن نطاق ما يجري من تجاذب بين الأطراف المختلفة حول قانون الانتخابات والانتخابات التشريعية المؤمل أجرائها في منتصف كانون الثاني من العام القادم،فقد أخذ الصراع الآن بين الكتل السياسية المتنافسة أوجها جديدة وصلت حد الإسقاط السياسي والتجريح الشخصي وتبادل الطعون ومحاولات إنهاء الآخر بالضربة القاضية قبل بدء الانتخابات والعاقل المطلع لابد أن يربط بين الأحداث الأمنية وما يجري من صراع معلن ومكشوف للاستئثار بأكبر عدد من المقاعد وهو أمر لم يعد خافيا فقد بان الصراع الآن بين الكتل حتى ضمن الطائفة الواحدة ولا أستبعد أن تكون الأيام القادمة حافلة بالكثير من المفاجآت لأغراض الإسقاط السياسي فالحكومة ترمي بمسئولية تعثر أداء وزرائها على عاتق الكتل السياسية التي اختارت الوزراء بموجب المحاصصة الطائفية،والبرلمان يرمي بالثقل الأكبر على عاتق رئيس الوزراء بوصفه المسئول الأول عن الأداء الحكومي،والوزراء الأمنيين ينحون باللائمة على الأحزاب الفاعلة التي زجت بآلاف الأشخاص في المؤسسات الأمنية بوصفهم أتباع لها مما جعل ولاء هؤلاء المطلق لأحزابهم وليس لمؤسستهم فقد كان اللواء حسين كمال(( المسئول بوزارة الداخلية عن الاستخبارات صريحا في اعترافه بالمشكلة حيث قال في حوار أجري معه: «هناك حاجة إلى إعادة تنظيم وتطهير القوات الأمنية والقوات المسلحة من المتطرفين والمجرمين». مضيفا: «نحتاج إلى عشر سنوات كي نصل إلى المستوى المهني الذي كنا نتطلع إليه)).وأضاف((إنه قام بتسريح 60 ألف شخص خلال العام الجاري من وزارة الداخلية بعدما اكتشف أن لديهم سجلا جنائيا، كما أنه طرد 15 ألفا العام الماضي.
وخلال الصيف الفائت، قال مسئول بارز إن وزارة الداخلية أجبرت على تجنيد 1500 مجند في قوات الشرطة كانت الأحزاب السياسية العراقية قد رشحتهم. ولم يكن أي منهم مؤهلا: «فهم ذهبوا هناك لكي يعملوا على تنفيذ الأجندات السياسية لأحزابهم)).
أن التخبط في اختيار منتسبي الأجهزة الأمنية وزج عناصر مرتبطة بأحزاب وجهات خارجية ومن منتسبي الأمن ألصدامي سابقا جعل من هذه القوى وكرا للإرهاب والعمليات الإرهابية وان الشرطة العراقية معروفة من زمان (العصملي) بأنها حاضنة للفساد وكان يطلق عليهم(ابو الواشرات) والواشرات كناية عن العملة المعدنية المستعملة سابقا حيث كان الشرطي يبيع والده ب(درهم) فكيف الحال الآن وهناك من يدفع الملايين لذلك لا يمكن النجاح في الملف الأمني إذا لم يجري تطهير في الوزارات الأمنية وإيكال أمرها الى أناس وطنيين مخلصين مستقلين لا يرتبطون بأي جهة حزبية أو غيرها ومن يثبت انتمائه أو تعامله مع جهة أخرى بعيدا عن عمله المهني يعاقب بجريمة الخيانة العظمى التي لا تقل عقوبتها عن الإعدام ،لأن إعدام شرطي أهون على العراق من موت مئات الآلاف من الأبرياء والنساء والأطفال وأن بتر العضو المصاب أفضل من انتشار المرض في كامل الجسم.
أن دماء العراقيين أمانة في رقاب الجميع وعلى القوى السياسية العمل لخدمة الوطن والشعب ونبذ التناحر غير المبدئي ،واللجوء الى الطرق الأخلاقية للوصول الى السلطة لأن الحال أذا أستمر على هذا المنوال فسوف لا تجدون شعبا تحكمون عليه فقد تتناهبه الأمراض والأوبئة الوافدة ألينا من الخارج أو بسبب سوء الخدمات المقدمة ،ويحصد الإرهاب ملايين أخرى فيما تضطر ملايين ممن لديهم أجنحة للطيران الى مغادرة العراق ويبقى العراق لكم وحدكم فعلى من تحكمون .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الايرانيون موجودون
علي الشمري ( 2009 / 10 / 26 - 20:59 )
أخي الكاتب العزيز:
أن من يحكم العراق اليوم هم من أذناب الجارة المسلمة وهم يقومون بتنفيذ أجندتها فالعراقيون أما يقتلوا أو يشردوا من بلدهم ,وعندها تزحف الملايين الايرانية للاستيطان في العراق وعلى جماجم العراقيين ..وربما قادة العراق موعودين بأن ينصبوا كمحافظين على أقليم العراق الذي سيصبح أحد أقاليم أيران مستقبلا في ظل وجود قياداتنا الاسلاميين........


2 - للاسف
ماجد فيادي ( 2009 / 10 / 26 - 21:28 )
السيد محمد علي المحترم
للاسف لن تجد لدى احزاب السلطة المستفيدة ذاتيا من الثقة التي منحها اياها الشعب أي استعداد لسماع صوت العقل والحكمة لانها في واد والشعب في واد آخر
وأن دعواتك والاخرين سوف لن تلقى الاذان الصاغية بل ستجدهم يلعبون على عامل الوقت حتى ننسى يوم الاربعاء الدامي والاحد الدامي وكل ايام الاسبوع الدامية التي مررنا بها خلال العام 2007 و 2008 وما قبلها وبعدها لهذا اجد نفسي غير مهتم بالتوجه لهذه الاحزاب ومخاطبتها بل التوجه للشعب من اجل التخلص منها عبر صوته المدووي إن اراده كذلك


3 - تعازينا ومواساتنا لكل عوائل الشهداء من ابرياء شعبنا
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2009 / 10 / 26 - 23:05 )
عزيزي أبا زاهد ... لا أدري مدى صواب قناعتي ، بأننا لا نمتلك بديل جاهز قادر أن يشرع في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية في مرحلة الأفق المنظور ، كما أن لا إمكانية لأي طرف منفرد مهما أدعى ، على تذليل المصاعب القائمة ، سواءً الموروثة من الماضي ، أو ما أفرزته سلبيات الأحتلال وما تلاها من إختلال ، والذي حدث بعد سقوط النظام المقبور ، أضافة لتدخلات ( الجوار الشقيق ، والدولي الصديق ) عبر بواباتنا العراقية المشرعة المذهبية والأثنية على السواء .

أما اجهزتنا الأمنية والأستخباراتية وقوى الشرطة والجيش ، فلا داعي للدخول في تفاصيل تكويناتها وولاءاتها المتشظية ، وحتى بُعد قياداتها عن الحقيقة الموضوعية التي تقول (الوقاية خيرٌ من العلاج ) ، لا بل أكثرية قياداتها المدمنة على الظهور في الفضائيات ، أثبتوا التزامهم بمبدأ ... انتظار حدوث الكارثة ثم الأنتقال لمعالجتها بعد ذلك .

كما أن مصداقية أي حكومة عراقية لتوجهها الوطني سيتحدد امام إختبار، إلغاء نظام المحاصصة الطائفية والقومية ، وعلى نتائج هكذا أستحقاق سيتوقف شكل الدولة القادم وتوجهات السلطة التشريعية والتنفيذية ، سواءً مجلس نواب تشكيلة الوزراء لوزارات الدولة ، أو رئاسات الجمهورية والوزراء والبرلمان .... نعم مصداقية التوجه ا


4 - هل هي مجرد صدفة !!!
وعد محمد ( 2009 / 10 / 26 - 23:11 )
عزيزي أبو زاهد , الأربعاء الدامي والأحد الدامي ! هذان اليومان المشؤومان أيام النظام العراقي المقبور ففي يومي الأحد والأربعاء من كل أسبوع كان النظام البعثي يسوق بنات وأبناء العراق الأبرياء الى ساحة الإعدام ! فهل هي مجرد مصادفة أن تحدث التفجيرات الأخيرة في مثل هذين اليومين اللذين يعرفهما أولياء أمور الشهداء والناجين من المقصلة وهم على قلتهم كانوا قد ذكروا ولا زالو يتذكرون يومي الأحد والأربعاء وكيف كان النظام يقوم بوجبات أعدام فيهما ومن هذا المنطلق أنا أعتقد وجود بصمة لحزب البعث على هاتين الجريمتين المروعتين كجزء من حنين البعثيين وتعطشهم للدم العراقي من جسد الأبرياء المثخن بالجراح والآلام ولا فرق عندي بين تصنيف البعثيين أي من ناحية إشتراك السوريين مع جماعتهم العراقيين أو من خلال التنسيق بين القاعدة وأزلام النظام المقبور المهم في الأمر هو إحتفال حزب البعث بيومي الأحد والأربعاء العزيزين على قلوبهم وخاصة حينما يتذكرون وبفرح صرخات وآهات وآلام الضحايا طيلة ال35 سنة التي حكموا فيها العراق بالإرهاب والقتل والتدمير وكتم الأفواه وأنا أعيد السؤال : هل يا ترى هي مجرد مصادفة أم عمليات مخطط لها ومرتبطة بجرم سابق يثلج صدور الطغات ! أجيبوني مع الشكر لكم .


5 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 27 - 11:19 )
الأخ علي الشمري
معك الحق وقد نطقت بالصواب وفهمت سر المعادلة الجديدة عندما يطرد العراقي الأصيل ويحل محله الدخيل(ود خيلك يالعباس أبو فاضل يمته تشور باليحكون بأسمك)
الأخ ماجد فيادي
نعم لقد أغلقوا آذانهم عن سماع داعي الحق ونداء المخلصين لبناء العراق الجديد ولكن هل نسكت ونترك الأمور هكذا أم علينا الدق في نعشهم الخاوي لنزيده خواء عسى أن يكون لعملنا تأثيره في تغيير الأوضاع والسير بها نحو الأحسن. وأملنا أن يعي الشعب طبيعة الأمور ليقول كلمته التي ستكون الفصل في أن نكون أو لا نكون.
الأستاذ مارسيل فيليب
كان لرأيك الكريم أثره في أغناء الموضوع وتناول جوانب عديدة حرية بالنقاش فالمحاصصة لن تنتهي وأن الانتخابات القادمة ستكرس هذه المحاصصة وتدعمها من خلال البرلمان الذي يمثل الأحزاب الكبيرة التي لن تفسح في المجال للأطراف الأخرى مشاركتها في اتخاذ القرار ولا أعتقد أن هناك تغيير نحو الأحسن لأن هذه الأحزاب ستتفق على أمر واحد هو بسط سيطرتها وإنهاء المعارضين تمهيدا لتصفية حساباتهم فيما بينهم لينفرد الأقوى بالسلطة أما الديمقراطية فما هي إلا شعارات وآليات توصلهم للسلطة
الأخ وعد محمد:
قد تكون على حق في توقيت الهجوم لأن البعث الدامي مارس ولا يزال يمارس سياسته في قتل العراقيين وهذا الحز


6 - أويلي ... أعتقد الحساب آت ..لاريب في ذلك .
مجدي ( 2009 / 10 / 27 - 13:13 )
أدير العين ماعندي حبايب
أدير العين وين أهلي والكرايب
يشوفوني ويونون وعلى حالي ويحنون
أويلي شكثر متحمل مصايب ...أويلي
يا خوية ياأبو زاهد ..هيه مزروفة وبعد مايفيدهه ركع
وجدت حالة جديدة استشفيتها من الشارع , من المعمل ,من المقهى , ومن كل مكان أحل فيه ...وهي كره الناس لمن يتكلم بالطائفية .. وانا شروكي ..وأعرف حروكي وحراكي ,كره رهيب , بل ازدياد الفتهم ومحبتهم للبعض ,وقد بدأ الناس جميعا يفرزوا من يدق على وتر الطائفية ماذا يريد ...إنه اما عميلا ينفذ اجندات مخابراتية أو من له غاية ما لزرع القتل والفتنة . هذا بحد ذاته يميط اللثام عن المعدن النفيس للعراقيين .وقد بان معدن اهل بلادي وسط عجة تراب التفخيخ ورائحة الدم .. انها الصحوة الداخلية الاصيلة للعراقيين .شكرا لك أخي على تلمس الوجع العراقي , الذي طال أمده ...وأعتقد دفعنا مايكفي ظريبة للعملاء والمحتل ...وهنا ستتغير المعادلة ... هنا سيأتي ويلوح الوجه العراقي الاصيل بكل الوانه الشيعية والسنية والكردية ... شكرا لكم عزيزي .


7 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 10 / 27 - 15:05 )
الأخ الكريم مجدي
نعم أن الشعب بدأ يشعر بأضرار الطائفية وما ستؤدي اليه ولكن علينا أن لا ننسى المثل الشعبي القائل فلان راضع وي ابليس ولكن جماعات الأسلام السياسي لم يكتفوا بالرضاعة معه وانما ما أنطوا لبليس مصه من هنا فلديهم القدرة على خداع المواطنين ودغدغة عواطفهم من خلال اللعب على مشاعرهم الدينية وهنا مكمن الخطر في العملية السياسية أن يكون الدين عاملا مؤثرا فيها لأن الدين لا يخاطب العقول بقدر ما يدغدغ العواطف ويا ويلنه من هاي العواطف ليوين راح تودينه

اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د