الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل حضور منظمة العمل الدولية، في عالم العمل اليوم كافٍ؟!

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 6 / 4
الحركة العمالية والنقابية


تعقد منظمة العمل الدولية الدورة (92) لمؤتمر العمل الدولي في الفترة ما بين 1-17 حزيران الحالي في العاصمة السويسرية جنيف، ويأتي هذا المؤتمر ثمرة نشاط متواصل تقوم به الطواقم المهنية للمنظمة على مدار العام، ولهذه الدورة أهمية خاصة لأنها تعتبر دورة اتخاذ القرارات وليس للمناقشة وعرض المواقف.

لم يخف الرئيس الحالي للمنظمة خوان سومافيا الصعوبات التي تواجه المنظمة وهي هيئة متفرعة عن الأمم المتحدة عندما قال في أحد اللقاءات الصحفية معه قبل فترة وجيزة: "نحن دائمًا في حاجة الى تحديد أولوياتنا" انه تحدٍ لأن العمل هو الشغل الشاغل للناس. ونحن مطالبون بالكثير.. والكل يبني آمالا على المنظمة..". تحديد الاولويات يتعلق في الأساس بالاوضاع المالية الصعبة التي تمر بها المنظمة من جهة، والأزمة المتفاقمة في سوق العمل على الصعيد العالمي، في ظل العولمة، حيث يشعر العمال بفقدان الأمن التشغيلي وعدم الاستقرار والأمان من جهة أخرى لدرجة ان العمال في دول الشمال (الغنية) ودول الجنوب (الفقيرة) "على حد سواء يشعرون أنهم يتسابقون نحو القاع وأن المنافسة العالمية الشرسة تمارس ضغوطها الساحقة على شروط ومستويات العمل..." كما قال سومافيا في المقابلة نفسها، إذن سياسة العولمة الاقتصادية ونقل وسائل الانتاج الى المناطق التي تعرص أيدي عاملة رخيصة، أدت الى نشوء نوع جديد من المنافسة، وهي "نحو القاع"، أي فقدان شروط العمل، تخفيض الاجور، زيادة ساعات العمل، وفقدان الحد الأدنى من شروط العمل اللائق.
* العمل.. مفتاح الازدهار *
الازدهار الذي ألم في السنوات الاخيرة بالجهات العولمية والذي رافقه بالمقابل اتساع دائرة البطالة والفقر في عالمنا، واتساع الفجوة ما بين الاغنياء والفقراء حيث تتركز الثروات في أيدي مجموعة من أصحاب الكارتيلات العولمية. أدى بالمقابل لأن يفقد العمال أماكن العمل، يفقدون الأمان والاستقرار، مما يؤدي الى نشوء ظاهرة العمال المهاجرين، الذين يغامرون بحياتهم وبكل ما يملكون من اجل "شراء" فرصة عمل في دولة أخرى.
هذا البؤس هو نتاج طبيعي لظاهرة العولمة الاقتصادية، في مراحل البداية كان ضحايا هذه السياسة العمال في دول الجنوب.
لكننا نشاهد اليوم ان عمال دول الشمال – الغنية – هم ايضا ضحايا العولمة، البطالة ترتفع، فقدان الحقوق الاجتماعية، فقدان الاستقرار في العمل تخفيض الاجور، ضرب حق العمال بالتنظيم العمالي من اجل الدفاع عن انفسهم ضمن نقابات عمالية ولذلك اصبح سوق العمل في عالم العولمة، سوق الاستغلال والعبودية، سوق التجارة بالقوى البشرية وسحق حقوقها بدلا من ان يكون مفتاح الازدهار والنمو.
الانسان العامل هو المحور
على ضوء ذلك تم تخصيص معظم البنود المدرجة على جدول اعمال الدورة (92) لمؤتمر العمل الدولي للقضايا المتعلقة بالموارد البشرية وتنميتها ومنها:
* الأبعاد الاجتماعية للعولمة وتأثير ذلك على العاملين.
* الحقوق والحريات النقابية وحق التنظيم والمفوضية الجماعية.
* متابعة تنفيذ المواد التي ينص عليها اعلان منظمة العمل الدولية الخاص بالمبادئ والحقوق الاساسية في العمل.
* حقوق العمال المهاجرين.
* المعايير الشاملة للعمال في قطاع الصيد.
نلاحظ ان كافة البنود والتي أُعدت حولها دراسات وتقارير واقتراحات قرارات تتعلق بالانسان العامل الذي يقف في محور النقاش لعالم العمل في ايامنا هذه. كنا نتمنى ان تتحرر قيادة منظمة العمل من بعض المعوقات التي تعيق انطلاقتها في نضال عمالي عالمي يضع حدا لهذا الاستغلال الذي يؤدي الى طريق "الصراع نحو القاع"، وليس الوحدة من اجل وقف التدهور "نحو القاع".
عمال فلسطين
الى جانب هذه القضايا الهامة، سوف تقدم اللجنة الخاصة المكلفة من قبل رئيس منظمة العمل الدولية، تقريرها الى المؤتمر بخصوص ظروف العمال في فلسطين، وكانت هذه اللجنة قد قامت بزيارات الى مناطق السلطة الفلسطينية والتقت مع أطراف الانتاج الثلاثة، وبالمقابل التقت مع المسؤولين الاسرائيليين، ومن المتوقع ان يكون تقريرها هذا العام صارما في انتقاده للحكومة الاسرائيلية التي فرضت الحصار التجويعي على العمال في فلسطين، وقمعت حقهم الاساسي في لقمة العيش الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب كلية لندن للاقتصاد يعتصمون لمقاطعة الشركات الإسرائيلية


.. الوزيرة هالة السعيد: 80% من القوى العاملة في مصر بيشغلها الق




.. رسالة تحذير وراء إضراب الأطباء قبل أيام من الانتخابات البريط


.. لماذا ترتفع معدلات البطالة في صفوف الشباب؟




.. فلسطينيون يشيعون ثلاثة من عمال الدفاع المدني قتلوا في غارة إ