الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن : الاتجاه نحو الدولة البوليسية

رداد السلامي

2009 / 10 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الجديد الذي ينشأ في الحياة السياسية اليمنية معروف ، وقد أشار اليه الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان في المؤتمر الصحفي الذي عقده المرصد اليمني ونقابة الصحفيين اليمنيين بصنعاء الاسبوع الفائت بشأن إخفاء الصحفي محمد المقالح وعدد من الصحفيين والناشطين.

الاتجاه نحو الدولة البوليسية ، تحت ذرائع مختلفة ، فهذه السلطة التي فقدت القدرة على مواجهة وحل أزماتها التي أنتجتها غدت عاجزة أيضا على انتهاج سلوك عقلاني تجاه حملة الأقلام والصحافيين والناشطين ، لتعبر بذلك عن إفلاس واضح يسربلها من رأسها حتى أخمص قدميها ، وهي بالتالي سلطة لم تعد تمتلك من ايجابيات وجودها شيئا فبقدر ما غدت مشلولة عن إنتاج شيء ايجابي ،تنتهج سلوكا سلبيا إزاء من يفترض أن تستمع إليهم "الصحافيين ، الكتاب، الناشطين الحقوقيين" .

لا عجب ، لم يعد ثمة ما يثير الاستغراب ، فمادام أن "غراب البين" يحوم حول بنيانها المتهالك الذي يفتقر إلى عوامل القوة ، فإنه غدا من الطبيعي أن تمارس السلطة سطوتها، لأنها الآن في أوج إحساسها بالانهيار والتلاشي ، إنها سلطة مرتبكة أجدب ذووها من التفكير العقلاني ، كما أن دماغها لم يعد يمتلك الحيوية التي تمكنه من التفكير السليم أيضا ، لأنه مصاب بوعي عاجز ووعي العاجزين مدمر لذويه ، لا ينتج لهم إلا ارتباكا إذ يتوهمون أن الكل ضدهم حتى ذلك الذي لا يملك سوى حزمة أقلام وأوراق بيضاء.

لا شيء يبعث على التفاؤل بإمكانية أن يستوطن العقل دماغها المتعب ، المصاب برضوض أفعاله التي شبكته ليمارس اختناقه الذاتي تماما كدودة القز ، إذ أن مؤشرات الراهن تدل على أن الاختطاف والاعتداء والسجن وكيل التهم أضحت ظاهرة مخيفة تمارسها السلطة ، مما يعني أن المستقبل يحمل المخيف لأسوء ، فالقتل وفنون الاغتيال هي أبشع ما سننتظره إذ لم تقف القوى الوطنية والسياسية والاجتماعية ضد هذه الظاهرة.

هي هكذا، وتاريخها حافل بذلك ، لكنها اليوم غدت مكشوفة وتفويت الأسوء يقتضي منا أن نبدع في المزيد من كشفها والتصدي الجماعي لها ، وإيقاف مسلسلاتها الدموية ،الظاهرة الخفية الهازلة والجادة ، وبالتالي فإن حصر الذي يحدث في رأسها يجعل هذا الرأس الذي يغذيها بإيحاءات كتلك هو المسئول الأول عن ما يحدث وسيحدث ، فوضعه في قائمة الإدانة يجعله يفرمل من هرولة أجهزة القمع والقتل والاختطاف الأمنية ، فتعبئة هذه الأجهزة وأفرادها بثقافة الكراهية ضد الصحافيين والكتاب والسياسيين ونشطاء الحقوق والرأي ،ينافي الدستور والقانون ، ويجرد هذه المؤسسات من صفتها الوطنية ، إلى صفتها البوليسية المتوحشة .

حديث كهذا يجعل صاحبه عرضة للأسوأ ربما ، لكن لابد من المغامرة وكسر الحواجز باجتياز الأسلاك الشائكة الملغومة بـ"ليزر" أحمر، يريد أن يحول الوطن إلى قبرا مفتوحا لموت –حد تعبير الصحفية اللبنانية سناء الجاك- في وطن خضبه بلون الدم ، وأحال أطفاله إلى أشلاء معلقة على جذوع الأشجار وأفواه الحديد المدبب ، فيما يتناثر الشعر البريء دون أن يحرك ذلك شعورا في قلبه ، أو رعشة رأفة ظلت طريقها إلى أعماقه الخاوية من مشاعر الإنسان..!!

يكفي لم نعد نرضى بالذي يحدث ، غير أن الذي سيحدث لن يجعلنا نصمت بل سيدفع أقلامنا الى جعل الكلمة أكثر حسما ثورية وصلابة واستعصاء في وجه آلة الموت وأجهزة القمع البوليسية .حتى تنهار أعصاب القوة في عضلاته الهشة ، إن ذلك لم يعد مستحيلا.

-----------------------------------------------
*كاتب وصحفي يمني









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القلم الحر
سياف الغرباني ( 2009 / 10 / 29 - 20:15 )
لامستحيل امام القلم وليس اي قلم انما الاقلام الثائرة كقلم ردادايمطرحمما ويتقيء براكين

اخر الافلام

.. الأردن يحبط مخططا إيرانيا تخريبيا يهدف للعبث بأمن واستقرار ا


.. وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان: حماس والسنوار




.. 3 شهداء برصاص الاحتلال وعدد من الإصابات في مدينة طولكرم بالض


.. مسيرات في مدن فلسطينية عدة لإحياء الذكرى الـ76 للنكبة




.. بعد انسحابها.. قوات الاحتلال تخلف دمارا واسعا في حي الزيتون