الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنصري على الهواء

عدنان شيرخان

2009 / 10 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قوبلت استضافة محطة بي بي سي زعيم الحزب القومي البريطاني نيك جريفين في برنامج حواري بعاصفة من الرفض، متظاهرون كادوا ان يقتحموا مبنى الاذاعة البريطانية في الوقت الذي كان جريفين يجري لقاء مباشرا على الهواء، لولا تدخل الشرطة لمنعهم.
نيك جريفين سياسي بريطاني يميني متطرف وعضو في البرلمان الأوروبي منذ انتخابات العام 2009، له ماض مثير للجدل، بسبب ارتباط اسمه واسم حزبه بحليقي الرؤوس والصليب المعقوف، وانكاره المحرقة اليهودية ومعاداة السامية. اتهم بإثارة البغضاء ضد المسلمين بعد انتقاده الاسلام في تجمع علني انتقادا لاذعا، ووصفه المسلمين بأبشع الالفاظ، ولطالما وصف حزبه بأنه حركة مهووسة بقضايا الهجرة والسياسة العنصرية، تدافع عن اسلوب العيش البريطاني، وعرف عنه دفاعه الشديد عن اجراءات الإعادة القسرية للمهاجرين وطالبي اللجوء. ويرى معارضوه أن ما يتحدث عنه من تطهير الحزب من العناصر المتشددة ليس سوى تراجع شكلي محسوب. فلا تزال سياسته تنحصر في ضرورة اتخاذ مواقف متشددة حتى تجاه المهاجرين القانونيين والمواطنين البريطانيين الذين ينحدرون من أصول أجنبية.
شغل موضوع استضافة جريفين الرأي العام، وظلت الصحف البريطانية ليومين تغطي هذه الاستضافة، قالت صحيفة الجارديان اعطي جريفين فرصة ماكان ينبغي ان يحصل عليها، وتمنت الصحيفة أن يكتشف الناس حقيقة الحزب القومي البريطاني المخيفة والبشعة بعد أن أُعطي زعيمه فرصة ذهبية. صحيفة التايمز لم تعترض على اعطاء فرصة الظهور لجريفين، وقالت التاريخ السياسي في بريطانيا يظهر أنه بالقدر الذي يتاح للبريطانيين وضع الأحزاب المتطرفة تحت المجهر، فإن ردة فعلهم حيالها تكون رافضة تماما، وسينتهي الامر بجريفين في النهاية إلى النسيان كما هو شأن معظم فاشيي بريطانيا.
عندما يصل المجتمع الى مستوى هذا الوعي، فلن يخشى عليه من احد، مهما كان خطيبا مفوها متحذلقا، لانه في النهاية (بياع كلام) خائب، قوبل بمجتمع وقف متراصا ضد دعواه العنصرية.
ولكن اين موقع هذا الرفض عندنا من فضائيات وصحف فرشت الطريق بالورود لسياسيين ومحللين واعلاميين طائفيين وعنصريين فاشيين حتى نخاع العظم، واين نضع هذا الموقف الموحد والنقد الراقي من فضائيات بقت لسنين تثير الفتن وتعزف على وتر الطائفية المقيت، راهنت على ان العراق في الربع ساعة الاخيرة قبل انزلاقه في حرب اهلية لا تبقي ولا تذر، خاب ظنهم، وتعس حظهم، خرج العراق سليما معافى، رغم جميع الضغوط الاعلامية والنفسية الهائلة التي تعرض لها المواطن العراقي البطل ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء سجن المحامية التونسية سنية الدهماني؟ | هاشتاغات مع


.. ا?كثر شيء تحبه بيسان إسماعيل في خطيبها محمود ماهر ????




.. غزة : هل توترت العلاقة بين مصر وإسرائيل ؟ • فرانس 24 / FRANC


.. الأسلحةُ الأميركية إلى إسرائيل.. تَخبّطٌ في العلن ودعمٌ مؤكد




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ومواجهات ضارية تخوضها المقاومة ضد قو