الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة من رئيس تيار العدالة والحرية الى الديمقراطيين والليبراليين والطبقة الوسطى

نبيل ياسين

2009 / 10 / 28
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تيار العدالة والحرية ـ تجديد العراق

رسالة من رئيس تيار العدالة والحرية الى الديمقراطيين والليبراليين والطبقة الوسطى

تحياتي
اعرف ان بعض الرسائل لاتقرأ حتى لو جاء بها ساعي البريد.اعرف ان بعض الرسائل تقرأ ثم يمط قارؤها شفتيه غير مقتنع. اعرف ان بعض الرسائل تثير الحنق. رسالتي هذه تتوقع كل الحالات. لكني مضطر الى دعوة المثقفين والليبراليين والديمقراطيين وابناء الطبقة الوسطى من اكاديميين ومهندسين واطباء وطلبة وفنيين وخبراء وتجار صغار ومتوسطين ورجال الاعمال المتنويرين، اي كل الباحثين عن تمثيل لهم في العملية السياسية التي خرجت من رحم التطورات العاصفة بعد سقوط نظام صدام حسين بعيدا عن ممثلين اساسيين للسياسة المدنية وادارة الدولة.
اضع بعض الوقائع والظواهر التالية:
اولا: ان العملية السياسية في العراق ليست عملية مستقلة حتى الآن. اعني ان التدخلات الاقليمية والدولية تقود معظم محاور هذه العملية وتؤثر فيها وتنفق عليها عشرات الملايين من الدولارات بحيث حولت العراق الى ساحة صراع اقليمي ودولي.
ثانيا: ان بعث الادوار التقليدية العائدة لعشرينات القرن الماضي كدور العشيرة ودور الدين ودور القوى الدولية من شأنه ابقاء العراق بلدا ممزقا وغير قادر على بناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة وعلاقتها بالعالم المعاصر.
ثالثا: ان تهميش القوى المدنية الوسطى وتحجيم دورها يمكن ان يقود الى تجزئ وتقسيم العراق تقسيما سياسيا ومناطقيا واقعيا يضعف المجتمع العراقي ويسلب ارادته الشعبية في تحقيق سيادة الدولة وفي تعزيز نظام ديمقراطي مدني حديث.
رابعا:ان السخط الشعبي يتصاعد محتجا على الوضع الراهن خاصة وان المجتمع العراقي يتعرض لارهاب منظم عجزت القوى الحالية في الحكم والبرلمان عن المساهمة في محاصرته بسبب صراعاتها وعدم اهتمامها بالسلم الاهلي كمصلحة وطنية عليا، كما ان التدخلات الاقليمية والدولية تلعب دورا في توسيع هذا السخط باعتباره رفضا لولاءات كثير من القوى الحالية لاهداف ومصالح اقليمية ودولية.
خامسا: ان هناك استخداما واسعا ومنظما ، على الطريقة المخابراتية البعثية المعروفة، للتاثير على الوضع العراقي يقابله عجز عميق لاجهزة اعلام الحكومة العراقية التي يفترض انها وسائل حيادية مستقلة وغير مسيسة حكوميا ، في عالم من نفوذ الاعلام ،خاصة الفضائي ،الذي لايرحم وقد اثبتت القوى الحالية انها تستخدم الاعلام استخداما حزبيا منحازا وضيقا وبشكل غير مهني.
صحيح ان العراق ليس جزيرة نائية عن العالم ولكن من حق العراق ان يكمل سيادته ويحد من التدخل الاقليمي والدولي في قراراته وسياسته واضعاف مصالحه ومصالح مواطنيه، وهذا لايتم دون سياسة واقعية قوية مستندة على قيم ومعايير دستورية ومدنية حديثة.وهذا بدوره لايتم دون عمل شاق يجمع بين انتاج فكر جديد وتحالفات جديدة لاتقوم على المواقع التي اكتسبت في الماضي وظل الايمان بها عائقا امام تطورها.
شهران ونصف تفصل الواقع الحالي عن الانتخابات التي يمكن ان تسفر عن مساهمات مهمة للتغيير. لكن هذا يتطلب مايلي:
اولا:اعادة ترتيب الاولويات امام الديمقراطيين والليبراليين بحيث نبدآ من نقطة جديدة هي ضرورة تجديد الفكر السياسي وتجديد القيادات وتجديد اسلوب العمل ، وهذا يقتضي الايمان بالتطور والتجديد واهمية الانفصال عن قدسيات الماضي السياسي والاعتراف بالقوى الجديدة ومنها، حتى نجيب عن تساؤل من يقرآ، تيار العدالة والحرية-تجديد العراق، الذي يتصف بالواقعية والعقلانية وببرنامج مقبول وقابل للتطبيق ويشهد تأييدا واقبالا غير قليل من قطاعات وفئات عديدة في المجتمع العراقي وصلت الى قناعة عدد غير قليل من شيوخ وابناء العشائر ورجال الدين من مناطق مختلفة في الوسط والشمال والجنوب بانه تيار علماني مدني معتدل يمكن ان يكون بديلا عما هو قائم من قوى وواقع مرفوض.
ثانيا: ان تيار العدالة والحرية-تجديد العراق غير مرتبط باهداف اقليمية ودولية رغم انه يعتقد ان التعاون الاقليمي والدولي امر يجب ان يكون في صالح المنافع الوطنية العراقية وان علاقات حسن الجوار يجب ان تقوم على احترام الخيار الديمقراطي للعراقيين، وبالتالي سيواجه هذا التيار ،شأنه شأن قوى ديمقراطية وليبرالية اخرى ،قوى معززة ومدججة بالدعاية الاقليمية والاموال الاقليمية والدولية يمكن ان تسهم في تكريس الواقع الحالي الى امد اطول بحيث يتكرس واقع دكتاتوري وممزق في وقت واحد، اي دكتاتوريات محلية قائمة على النفوذ المذهبي والعشائري في المناطق التي يمكن ان تتحول الى مناطق بحدود سياسية. ذلك يتطلب تعزيز موقع تيار العدالة والحرية-تجديد العراق باعتباره يمثل الخيار الوطني الواقعي المعتدل.
ثالثا: يتمتع تيار العدالة والحرية-تجديد العراق باهمية قد تفتقر اليها بقية التيارات الديمقراطية والليبرالية الصغيرة الاخرى ، وهي انه تيار جديد لم يختبره العراقيون من قبل على انه مصاب بنفس الظواهر السلبية المصابة بها القوى الحالية، ولم يبرهنوا على انه جزء من الواقع الحالي ، وبالتالي فان ثقة المواطنين به قوية وتعويلهم عليه مايزال مؤكدا كبديل عن الواقع القائم الآن.
رابعا: ان الانشقاقات المتكررة التي منيت بها قوى يسارية وقومية ووسطية كانت بسبب تلكؤ تلك القوى عن التغير والتطور الذي يطرآ على الواقع الذي تعيش فيه وممارستها التمسك بنظرياتها بشكل جامد دون ان تقوم بتكييف حالات واقعية تناسب التغيرات والتطورات، الامر الذي ساهم بعزلها وغربتها عن معايشة الواقع الجديد الذي وجد فيه العراقيون انفسهم.ان تيار العدالة والحرية-تجديد العراق بادر الى دراسة واقع المواطنين وحاجاتهم وحاجات العراق وبالتالي استطاع ان يكتسب سمعة جيدة ويكسب كثيرا من المؤيدين خاصة وانه ليس تنظيما هرميا وانما تيار افقي يقوم تأييذه على برنامجه وقيمه واهدافه.
ان التمزقات التي اصابت قوى سياسية في الحركة الوطنية العراقية لايمكن ان تقف الى الابد عائقا امام قيام هذه القوى بدعم تيار وطني مدني ديمقراطي واقعي وعقلاني يمثل كثيرا من آمالهم ومطامحهم واهدافهم التي يت،جهون بها الى شعبهم ، وهو مايجب ان يحدث ليكون التيار تعبيرا جديدا في واقع جديد يتيح لتلك القوى الممزقة استعادة انفاسها ومواقعها والمساهمة في انتاج واقع جديد يؤهلا مستقبلا ان تكون قائدة للتحولات المطلوبة في العراق.
غير انني يجب ان انبه الى حالات الحسد والغيرة والكره السائد لدى كثير من افراد تلك القوى والى عقلية احتكار الحركة السياسية باسم الديمقراطية او الاشتراكية او اليسار او العلمانية، وهي العقلية التي ساهمت في تمزيق هذه القوى وشرذمتها واعطاء الميدان لقوى بديلة، عشائرية ودينية ومذهبية وقومية تتلقى النقد الصاخب من اعلام وفكر القوى الممزقة دون محاولة فهم ان تلك البدائل قد دعمتها التمزقات والانشقاقات التي حدثت دون ان تدرك الوقائع الجديدة في العراق.
لن يجدي شيئا التنكر لوقائع هذه الرسالة، فهذا التنكر قد ساهم في عزلة تلك القوى وفي تمزقها بسبب السلبية التي تبديها للوقائع الجديدة.
ان تيار العدالة والحرية واقع جديد يمكن ان يصبح البديل الحقيقي من خلال دعمه وتقويته والتصويت له باعتباره تمثيلا ديمقراطيا ومدنيا للطبقات والفئات التي همشتها العملية السياسية في العراق وعزلتها التطورات الاقليمية والدولية وقد ساهمت هي، اي تلك الطبقات والفئات، بسلبيتها في تكريس هذا الواقع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى الدكتور نبيل ياسين
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 10 / 28 - 19:27 )
الاستاذ نبيل
التيار الديمقراطي اللبرالي تيار واسع في العراق ويضم بشكل اساسي النخب المثقفة والطبقة المتعلمة وهي الطبقة الوسطى ولكن مشكلة هذا التيار انه تيار مبعثر ومشتت وهناك تيارات منه خرجت من عباءت اليسار وهي ايضا مشتتة وانا ارى ضرورة العمل على تبلور نواة لهذا التيار لاجل العمل لقيام تيار شامل وانا سارسل لك رسالة غدا سأوضح لك راي الشخصي
تقبل تحياتي
اسماعيل حمد الجبوري


2 - الطبقة الوسطى
سويد ( 2009 / 10 / 28 - 20:13 )
ما خرب العراق هو الطبقة الوسطى من قاسم إلى صدام مروراً بعبد الرزاق النايف ! تسخن مؤخراتهم ولا يبردها إلا كراسي السلطة وليذهب الشعب العراقي إلى الجحيم

اخر الافلام

.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي


.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا




.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه