الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غرام الاشاعة في الشعر ونسبه - انها دمشق نموذجا- !

جمال محمد تقي

2009 / 10 / 28
الادب والفن


لكل شاعر بصمة ، ولكل كاتب اسلوب ، هذا بعد ان تنضج فصول الشعر عنده ، وبعد ان يتمكن الكاتب من قلمه ، ولكل شاعرشاعر ، وكاتب كاتب ، اصداء ومدارات ومجال للنفاذ ، مثلها مثل عازف الموسيقى الذي يؤثر بالسامعين ويجعلهم يطربون لمداعباته وتنقلاته الايقاعية ، وربما ياخذهم اليها فيهيمون بها ويفتتنون بسحرها ، وقد يسبحون في فضاءاتها ، وربما يصل بهم التأثر عميقا بحيث ينهلون منها انساغ وتراكيب من سيماء عناصرها وجملها وكينوناتها الاسلوبية والمفاهيمية ، ويدعوها للتثاقف داخل التلافيف الباطنة ، ثم نراها تتجلى في عطائاتهم كالماء الصافي الخارج من نبعه ، وربما يعيدون انتاجها باشكال اخرى تنتمي الى ذات الروح ، فيصيغون على ايقاعات جملها ومقاماتها ما يحبون ويتطلعون !

خصوصية مظفر النواب انه صاحب بصمة مغرية تمتاز بالفتها الممتنعة ولا اقول سهولتها ، تمتاز بكونها مخضرمة وحية ومتجددة ومتجذرة لانها تنحاز بالفطرة للبكارة الاولى وتحاول الفرار دوما من العنوسة البلاغية لتبقى مطلوبة وكانها متناسلة دونما مضاجعات ، فهي في بعض صورها بمنتهى الترف الشفاف والعذب ، وبصور اخرى منتهى البذاءة الناصعة الجمال ـ الاصيلة ـ والتي تسوق نفسها بلا منازع وكأن لا مفر منها ، تتعالى على الحروف لتنقطها وتجبر نفسها للانحناء اسفلها لتنقطها ايضا ، ويضيف الاسلوب النوابي هنا اشاعة جديدة لاشاعته ، فتتناقلها الانفاس مركبة ـ التنقيط من الاعلى الى الاسفل او من الاسفل نحو الاعلى ـ وكانها دحرجة من دحرجات أبا طوق ، والشوق الذي لا بديل له عن الفوق ـ احيانا صوره تبذر بنفسها الاشاعات عن نفسها لتبقى غامضة او مفتوحة ليضيف عليها الزائرون بصماتهم ، اويكملون مسارها المفروش بالنهايات المتعددة والمغطاة بالغطاء الثنائي القابل للقسمة على الافراد والجماعات ، ولكل بحسب رؤياه لابعادها الحسية والمثالية ، اسطورة هي البذاءة التي لا تستقيم الا في المعاني الشاسعة ، احيانا يتحور شكل دوارها عندما يتضخم بشكل كاريكتيري حتى يغترب عن الاصل الى شيء اخر مشع لا نراه الا في احاسيس الاخرين !
ليس لمظفر النواب موقع الكتروني خاص به ، وليس هو من متزلفي الطباعة ، له ميل غريزي نحو التسجيل بالصوت فصوته يقرأ منقطا اكثر من كلماته المطبوعة !
لا يغري اسمه ناشري الدول لطباعة اعماله ، فتزايد اللغط ، وتزايدت حالات التنسيب والانتساب ، بين المحبين والمشاكسين والمشاغبين والمقتبسين والسراق !
نسبت له قصائد لم ـ يقصدها ـ لم يكتبها ، وجرى السطو على مقاطع له وشوهت اخرى اثناء متاجرة بعض الناشرين لعيون اعماله الشعرية !
لكن وهنا اقولها وبكل ثقة ان الشاعر الفتي فادي عزام ليس منهم ، واقولها بقوة انني لم اعثر على ما يحسم نسب نص ـ انها دمشق ـ كدليل مادي اليه او لغيره ، ولكن امتلكني احساس اثناء بحثي عن حقيقة النص ان فادي عزام هو صاحبه ، لقد اعدت تحليل النص باسلوب المقارنة والمقاربة مع نصوص بعض قصائد النواب وبعض كتابات الشاعر والكاتب فادي عزام ، فوجدت ـ انها دمشق ـ نص نثري غارق بشاعرية المكان ، وهو ورغم تجانسه مع الاسلوب النوابي في التسطير والتحوير لكنه يمتاز عنه بضيق مساحات النقلات بين الانفاس الشعرية والنثرية !
ومهما يكن من امر فان تنويهي من قبل الاستاذ الفاضل مجد رحمة وتقديمه لما يستدل به لمتابعة الالتباس الحاصل في الكثير من المواقع التي نسبت النص ـ انها دمشق ـ الى مظفر النواب ولا ادري لماذا ، جعلني فعلا اعيد النظر باعتماد اي نص منشور لشاعر او كاتب معروف الا بعد متابعة مصادر نقله لكي لا يتكرر معي ما حصل في نص انها دمشق ـ والذي نقلته من احد المواقع الصديقة التي كنت اثق بما تنقله !
الان اقدم شديد اعتذاري لقرائي في المواقع التي نشرت بها المادة المذكورة تحت عنوان ـ النواب ينصف مشق ـ واعتذار موصول الى ابو عادل والى الصحفي والشاعر فادي عزام ، عن مساهمتي غير المقصودة في تنسيب ـ انها دمشق ـ لغير كاتبها الحقيقي !
كل التقدير والاحترام الى السيد مجد رحمة الذي له الاسبقية في التنويه عن الحقيقة ،، والى قصائد نوابية موثوقة !

ملاحظة : نص ـ انها دمشق ـ كتبه قبل سنوات السيد فادي عزام ، ويبدو ان بعضهم قد وجد فيه ضالته الان ، ليكون مادة فاعلة في الدفاع عن دمشق بوجه تهديدات وتهويشات حكام جيرانها المتناسبون مع الامريكان ، وفي هذه الحالة ليس هناك انسب من مظفر النواب لتقويله ما قاله النص ، فوضعت ـ انها دمشق ـ بحلة وكانها قصيدة جديدة من قصائد النواب ، واحتلت بذلك واجهات المواقع المتداولة وهذا بدوره اضاف تاكيدا ليس في محله عن هويتها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها


.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-




.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟