الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لينين الشيوعي .. اوباما الرأسمالي .. وحرامية بغداد

نوري جاسم المياحي

2009 / 10 / 29
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اليوم كنت اقرأ البيان الذي أصدره البيت الأبيض حول إعلان الرئيس اوباما تخصيص مبلغ 3400 مليار دولار لتحفيز استخدام الطاقة المتجددة والذكية في توفير الكهرباء للمستهلك الأمريكي بكلف اقل ..وبطريقة علمية رائعة.. وقد أصبت بالدهشة والإعجاب لما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية عندما قرأت الأرقام المذكورة في التقرير والبيان المذكور .. وهنا برزت في ذهني صور لذكريات مرت بحياتي ..
عام 1973 كانت اول زيارة لي لموسكو زمن الرئيس بريجينيف .. التي كانت تزهو في النظام الاشتراكي .. وبالتأكيد من يزور موسكو أو( الاتحاد السوفيتي آنذاك ) لابد له أن يتجول في إنحائها .. وفعلا وبمساعدة الأصدقاء الروس والعراقيين شاهدت الكثير من معالمها .. ولفت انتباهي في جولاتي .. كثرة اللافتات الحمراء المكتوبة باللغة الروسية وصورة الزعيم لينين .. فسألت من معي ..لأنني لم أكن اعرف اللغة الروسية .. ماهذه اللافتات اخبروني أنها أقوال لينين التي تؤكد على ضرورة الاهتمام بالكهرباء وتوفيره والذي سيساعد على نجاح الثورة البلشفية وترسيخ انتصاراتها وتطورها .. كان هذا الكلام عام 1917 .. وبالرغم من مرور ما يقارب القرن على مقولات لينين فالأيام أثبتت صحتها ومصداقيتها وكيف أصبحت روسيا الاتحادية ثاني قوة في العالم وبالغم من تفتيت الاتحاد السوفيتي .. على شرط توفر الإرادة الحقيقية للقادة السياسيين لبناء دولهم وتوفير المستقبل الزاهر لشعوبهم .. وهذا ما يصبوا أليه الرئيس اوباما من توفير الأموال اللازمة لتطوير الطاقة الذكية وحتى عام 2030 وتوفير أفضل وارخص طاقة كهربائية للمواطن الأمريكي ..
والصورة الثالثة التي برزت أمام ناظري فهو واقع الكهرباء بالعراق .. فبعد الاحتلال البريطاني للعراق ونشوء الحكم الوطني بقيادة الملك فيصل الأول رحمه الله .. انتبه العراقيون إلى أهمية الكهرباء لبناء الدولة العراقية الحديثة .. وفعلا كان العراق من أوائل الدول العربية التي أنشأت وطورت نظم الإنتاج والتوزيع للطاقة الكهربائية .. واستمر الحال بوتيرة رائعة حتى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ( حيث اندلعت الحرب العراقية الإيرانية ) فتوقفت أو تباطأت عمليات التطوير والتوسع بسبب ظروف الحرب الملعونة ..
إن السياسة الحمقاء والرعناء المغامرة للرئيس الراحل صدام حسين الذي لم يأخذ العبر والدروس من حرب الثماني سنوات وما حل بالشعب العراقي من نكبات وويلات .. فإذا به يقع بفخ غزو الكويت ..الذي نصبه له أعداء العراق .. وهنا حدثت الكارثة .. سنحت الفرصة لمن خطط لإعادة العراق إلى ماقبل عصر الصناعة وتنفيذ تهديدهم عن سبق إصرار وتخطيط .. فشنت دول التحالف غارتاها بالطائرات وأرسلت صواريخ كروز لتدمير البنية التحتية للعراق عن بكرة أبيها مطبقين للنظرية الإسرائيلية .. إذا أردت تدمير شعب دمر بنيته التحتية .. وبعد انتهاء الحرب في عام 1991 .. استيقظ العراقيون من هول الصدمة والتدمير .. وهنا برزت فوائد الحكم الفردي لصدام حسين وصرامته وجبروته وقسوته بالتعامل مع الإحداث .. ساعده على ذلك هيكلية دولة متماسكة ومتراصة مليئة بالخبر المتراكمة واحترام وخوف لقوة القانون .. تمكن العراقيون الوطنيون من إعادة أعمار مادمره العدوان خلال أشهر معدودة وبالرغم من الحصار الظالم الذي فرضه العرب قبل الإغراب .. ومن منا ينسى مواقف الشقيقة الكبرى ورئيسها في تلك المصيبة .. ولكن أعداء العراق شعروا أنهم لم يحققوا ما خططوا إليه .. وبحجة تحرير العراق كان الغزو الأخير للعراق .. ولم ينسوا عصب الحياة والبناء والأعمار والذي هو الكهرباء .. ومن هذه اللحظة تصدت المخابرات الأجنبية وبمساعدة الخونة والحمقى والأغبياء العراقيين فدمروا وخربوا وسرقوا المعدات والمكائن وخطوط النقل والأبراج وقتلوا المهندسين والعمال التابعين للكهرباء وارهبوا الآخرين فالتجئوا الى خارج العراق .. ونصبوا وزراء حرامية مثل الأمريكي أيهم السامرائي .. الذي افسد هذا القطاع الحيوي ومنذ أكثر من ست سنوات صرفت عليه عشرات المليارات ولازال يراوح في مكانه .. والعراق يشتري الكهرباء من دول الجوار .. وبلا كرامة
اليوم لن أتكلم عن الفساد واللصوصية والمعالجات الخاطئة .. وإنما سأروي لكم ماحدث .. مساء الثلاثاء الفائت .. هبت عاصفة متوسطة الشدة على بغداد .. وبما إن الحكومة البطلة تريد تنوير الشوارع فيبدوا أن احد المستفيدين قد اقترح استخدام الإنارة بالطاقة الشمسية لإنارة الشوارع .. وفعلا نصبت الأعمدة على الشارع السريع الذي يربط بغداد بابوغريب .. وعندما هبت الهوية (العاصفة ) اقتلعت الأعمدة المركب عليها الخلايا الشمسية التي لاتزيد مساحتها عن متر مربع .. وبسبب هوية بسيطة !!!!! والمصيبة الأعظم إن حرامية بغداد سارعوا لسرقة الخلايا الضوئية ..علما ان الشارع مليء بنقاط التفتيش والدوريات السيارة ...من ألوم وعلى من أعتب ؟؟؟.. اترك تصور مايجري في العراق للقاري الكريم .. والحل الذي اعتقد انه ينقذنا مما نحن عليه من بؤس حال وفوضى هي بظهور قائد جديد ونظام دستوري جديد .. ونعيد الكهرباء والعراق إلى ما نصبوا ونطمح إليه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
علي الهلا لي ( 2009 / 10 / 30 - 10:43 )
اني اراك تمجد طاغية اوصل العراق الى ما وصل اليه
الرئيس الراحل تقول بل قل الطاغية الدكتاتور
اتحن لنظام شمولي هدامي صدامي ؟؟؟؟
ان اعادة الكهرباء عام 1991 هو بالهجة العراقية تلزيك
حيث الجنوب بأكمله محروم من الكهرباء
وبغداد لكونها عاصمة الطاغية تزهر وتنعم بالكهرباء
انا متفق معك ان الحكام الجدد هم لصوص
للعلم والاطلاع اني يساري شيوعي وليس ممن يدافع عن الحكام الجدد


2 - بلا مدح او مسبة
نوري جاسم المياحي ( 2009 / 10 / 30 - 16:21 )
إنني ككاتب أريد إيصال الحقيقة للمتلقي .. صدام حسين شغل منصب رئيس جمهورية العراق ..سواء رضينا أم أبينا .. والراحل تطلق على من ترك الدنيا وهو قد رحل وليس موجود بيننا .. إما موضوع تمجيده كما تدعي فلو تمعنت بالصفات التي وصفت سياسته وما جره على الشعب العراقي من ويلات ونكبات .. اعتبره ما تشاء .. إما إن اسب واشتم لكي ارضي الآخرين فليس من شيمتي ..وبنفس الوقت لن اكيل المديح لاحد كائن من كان لان النفاق ليس من طباعي


3 - رد على تعليق الاستاذ جاسم المياحي
علي الهلا لي ( 2009 / 10 / 30 - 18:02 )
اخي العزيز
ما اطلب منك الكيل بمكياليين
ولا الشتم لارضاء الاخرين انا متفق معاك ان الشتم ليس من شيمنا
مع تقديري واحترامي لك
تحياتي


4 - رد على تعليق الاستاذ جاسم المياحي
علي الهلا لي ( 2009 / 10 / 30 - 18:09 )
اخي العزيز
ما اطلب منك الكيل بمكياليين
ولا الشتم لارضاء الاخرين انا متفق معاك ان الشتم ليس من شيمنا
مع تقديري واحترامي لك
تحياتي

اخر الافلام

.. -انفجار داخلي ضد حزب الله-.. هذا ما يخطط له نتنياهو


.. مغاربة يشاركون في مسيرة تنديدا باستمرار العدوان الإسرائيلي ع




.. كم بلغت تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة خلال عام؟


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك في مخيم جباليا وسرايا القدس تق




.. الدكتور أحمد المخللاتي يروي للجزيرة شهادته خلال الحرب الإسرا