الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابراهيمي وبريمر ومجلس الحكم يكرمون الناصرية بوزبر بعثي حقيقة طاهر خلف البكاء

ضياء الناصري

2004 / 6 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


(الناصرية)بقدر ما هي مدينة مسكونة بالغبار والاتربة وحرارة الصيف اللاهب،فأنها مسكونة أيضاًوتعيش في كنف الفقر والخراب والدمار الذي طال كل شيء الارض،السماء،الانسان،مدينة كانت مبتلاة بالاستبداد والقمع البوليسي لسلطة البعث وصدام حسين والذي أفرز الاف من الضحايا من أبناء هذه المدينة التي تحولت في مرحلة ما الى شوكة في حلق نظام الارهاب والقمع البعثي الشوفيني والطائفي حتى اصبح قرار أزالتها من الوجود بمن فيها، نهرا وبشرا ،قاب قوسين او ادنى من التنفيذ .

بقدر ما افرزت هذه المدينة من فقراء وجياع فانها افرزت كذلك سجناء وقتلى ومقابر لا يعلم بها احد،الاف من ابناءها قد تركوها تخلصا من حبال المشانق او من أطلاقة مجهولة في ليل معتم .
أجيال من السياسيين والمفكرين والادباء والشعراء والفنانيين،أحزاب شتى منها التقدمي والتحرري أو الفاشي و الرجعي ،أنجبتها الناصرية حالها حال أية مدينة أخرى في العالم ،مدينة تسعى لان تعيش بحرية وامن وسلام وان تحتضن ابناءها بأبداعهم وفنهم ، مشاكساتهم السياسية واحلامهم بحنان والفة كانت ومازالت تغيض سلطة الحكام المتجبرين .
البعث القومي الفاشي وعلى الرغم من ان اوائل من استقدمه الى العراق هم من اهالي الناصرية والمدن التابعة لها لكنه جعل من أذلال هذه المدينة وتدمير كل ما يتعلق بتاريخها الحضاري وطموحات ابناءها وتدمير ارادتهم ،مشروعه الاول والمتواصل في الناصرية ،فخلف خراب لا يقاس .
كان أهالي مدينة كالناصرية يعيشون على امل او حلم ان يزال عنهم طاغوت البعث وكوابيس الارهاب والمداهمات والاعتقالات وصوت الرصاصة المجهولة ،وكانوا ان أستبشروا خيراً بسقوط صدام حسين ونظام البعث وكانوا ياملون او يحلمون أكثر ،ان ذلك الارث الاليم والموجع لن يعود مرة أخرى خصوصا وان ما تعرضت له هذه المدينة من أستبداد وقمع واعدامات على يد النظام البعثي قد أستخدم كوثيقة او كذريعة بيد أمريكا وهي تقرع طبول حرب الديمقراطية والتحرير الموعودة في العراق وان كانت تلك الديمقراطية ستاتي عبر صواريخ كروز او القاصفات بعيدة المدى او جيوش احرقت الاخضر واليابس .لكن الحقيقة ان حظ هذه المدينة ومدن عراقية أخرى سيكون على الهامش وان المحررين ومبشري الديمقراطية لا يريدون لهذه المدينة ان تكون بعيدة عن شبح البعث وجلاديه وجواسيسه ،فهاهي حكومتهم الجديدة في العراق قد حملت الى سكان مدينة الناصرية وكل مدن العراق الاخرى صدمة تعيين طاهر خلف البكاء وزيرا للتعليم العالي،هذا البعثي بكل ما للكلمة من معنى،فعلا وممارسة وهو الذي تربى وترعرع في كنف حزب البعث ومؤسساته المخابراتية والبوليسيةمنذ ان عمل في اللجان الاتحادية للاتحاد الوطني لطلبة العراق ثم رئيسا لفرع الاتحاد المذكور في الناصرية حيث عرف عنه ممارسته كل ما يتطلب من البعثي القيام به ،التقارير السرية والوشاية وتصفية الحسابات مع الاخرين وغيرها من الاعمال التي اتقنها طاهر البكاء بجدارة ثم مارسها وبجدارة اكبر عندما غادر الى بغداد من اجل اكمال دراسة التاريخ في احدى الكليات حيث اضاف الى مهاراته مهارة اخرى الا وهي التعاون المباشر مع الامن،الامن الجامعي كما هو معروف في الجامعات العراقية في نفس الوقت فانه حصل على موقع قيادي في المركز العام للاتحاد الوطني لطلبة العراق في بغداد واستمر في ممارسته حتى بعد اكماله البكلوريوس والماجستير والدكتوراه وكلها في التاريخ اذ ان حزب البعث وقيادته كانت تحرض وتدفع وتقدم الدعم للبعثيين من اجل اكمال دراستهم الجامعية وان يحصلوا على الماجستير والدكتوراه في التخصصات غير العلمية ،التاريخ والجغرافية او الدراسات الاسلامية ،ثم يقدمون أطروحات التخرج التي تتناول مسيرة حزب البعث او انقلاب تموز 1968 او دور القائد الضرورة ،كل ذلك من اجل ان يتمكن حزب البعث من السيطرة الكاملة أمنيا ًوعلميا على الجامعات والتعليم العالي لان جميع البعثيين الذين يحملون شهادة الماجستير والدكتوراة هم اساتذة في الجامعات العراقية رغم هزالة وانحطاط الاختصصات التي يعملون بها وقد كان البكاء احد هؤلاء .
ربما سيقول شخص ما ببراءة او بقصد ان لطاهر البكاء اخ شهيد في أنتفاضة آذار 1991 في الناصرية وهو (حليم البكاء)،اقول نعم ان حليم قد قتل في يوم 2آذار1991 وفي بناية مديرية الطرق والجسور الجنوبية وعندما كانت جموع غاضبة من ابناء الناصرية وسوق الشيوخ يحاصرون المجرم نزار الخزرجي ومجموعة من الضباط والمرافقين لهم حيث ارسلهم صدام حسين كي يقوم الخزرجي بمهمة أعادة تنظيم فلول القوات المهزومة من الكويت في الناصرية وان يتولى المجرم الخزرجي حكم الناصرية عسكرياً،غير ان حظه العاثر قد جاء به في ذلك اليوم الى الناصرية حيث كان يوم أندلاع الانتفاضة في الناصرية فاستقبل بالقذائف والرصاص تعبيرا عن الغضب الذي كان يغلي في صدور أبناء مدينة أعلنوا رفضهم لسلطة القتل والدمار والحروب الهمجية ،حاول الخزرجي الاحتماء ببناية مديرية الطرق والجسور الجنوبية غير امرة قد انكشف فحدث له ما حدث .
اعود الى مقتل حليم البكاء أذ كان معروفا ان عائلة خلف البكاء موالية للبعث وان ابناءها طاهر وحليم وامين ...الخ كانوا يتعاونون مع المخابرات والامن ومنظمات حزب البعث اينما وجدوا وان كانت تبدر منهم بعض المحاولات للظهور بمظهر الناس الابرياء واللطفاء و(خوش ولد)،غير ان اهل الناصرية وانا منهم قد فوجئنا بحليم البكاء يحمل كلاشنكوف ويعبر عن فرحته بالانتفاضة ويتوعد البعثيين بالقتل والقصاص وكان مع عدد من أقرباءه يسيرون في مجموعة واحدة باتجاه بناية الطرق والجسور حيث كان المجرم الخزرجي محاصرا وعندما حاولت الجموع الغاضبة الانقضاض على الخزرجي ومن معه حاول حليم البكاء الدخول الى البناية رغم كل ذلك الرصاص والقذائف غير ان شخصا كان يعرف حقيقته القى عليه رمانة يدوية فقتله .كان حليم البكاء وعدد من عناصر المخابرات العراقية يسعون الى انقاذ الخزرجي من قبضة الجموع الغاضبة وليس لقتله او القبض عليه كما يدعي البعض وقد نجحوا بذلك فبعد اصابته بعدة اطلاقات في منطقة البطن استسلم الخزرجي لكن عناصر مدسوسة قامت بحمايته والعناية به في المستشفى بالتعاون مع الدكتور ربيع عبد الهادي واحدى الممرضات واسمها خديجة من شارع 19 منطقة الكراج حتى تم اخلاءه في يوم 7آذار من قبل الحرس الجمهوري .حليم البكاء كان احد عناصر المخابرات الذين قتلوا في الناصرية والوقائع التي تلت تلك الاحداث في الناصرية تكشف عن صحة ما اقول .فمن المعروف ان كل عائلة فقدت احد ابناءها في الانتفاضة المذكورة او شارك بشكل مسلح او في التظاهرات المنددة بسلطة البعث وصدام حسين ،فان مصيرها كان أسود على يد الاجهزة الامنية ،تدمير بيوت ،اعتقالات ،اعدامات جماعية .عدد كبير من اهالي الناصرية هربوا الى ايران تخلصا من قبضة السلطة ومخابراتها وبعثييها الا عائلة البكاء،على الرغم من احد ابناءها قد قتل في الانتفاضة وان مجموعة من اقربائهم الذين شاركوا في الانتفاضة بشكل جدي هربوا الى السعودية .حيث بقوا يعيشون في نفس البيت في شارع 19 على بعدامتار من بيت الكاتب والروائي والمترجم المعتقل حاليا محسن الخفاجي ولم نسمع أونشاهد ان المخابرات او الامن او مليشيا حزب البعث قد داهموا منزل عائلة خلف البكاء او أعتقلوا احد منهم ،بل على العكس حيث تم تكريم طاهر البكاء بان اصبح استاذا في الجامعة ومن ثم رئيسا للجامعة التكنلوجية وهوالذي يحمل دكتوراه في التاريخ إإإإكذلك كرم شقيقه الاصغر امين بان منح امتياز ضمان النوادي الطلابية في الجامعة المستنصرية والجامعة التكنلوجية كذلك مما مكنه من الحصول على ثروة طائلة .
الكثير من ابناء الناصرية عاشوا غصة والما حقيقيا بسبب طاهر البكاء عندما كان طالبا او عندما كان رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة العراق في الناصرية ايضاً وكونه أحداكثر البعثيين سما وضغينة، الا ان تلك الغصة وذلك الالم الذي عانوا منه سيبقى بفعل الكرم الذي تلطف به الابراهيمي وبريمر ومجلس الحكم أذ جعلوا من طاهر خلف البكاء وزيرا للتعليم العالي وكأن العراق خال ممن هم انظف وانزه وأكثر كفاءة من طاهر البكاء .
اهالي الناصرية والقوى السياسية التقدمية والتحررية جميعاً مدعوين للتعبير عن رفضهم لابقاء البكاء وكل مجرمي البعث في مناصبهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر