الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المملكة الحزبية بالمغرب

شنوان الحسين

2009 / 10 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


إن المتتبع للمشهد السياسي بشمال إفريقيا مند بداية التأسيس للإمارات العربية- الإسلامية يلاحظ أن كل البنى الاجتماعية و السياسية تتم وفق خريطة عرقية مدروسة يؤخذ فيها الجانب الفقهي السياسي المتعلق بالتفوق اللغوي القرآني للإنسان العربي على غيره من الأجناس بعين الاعتبار. هذه النظرية ورثها النسق السياسي "المعاصر "وبشكل أكثر حدة، حيت أن كل الدراسات التي تناولت الأصل الجغرافي و العرقي للنخب الحاكمة يخلص إلى توالي وسيادة مناطق معينة وأسماء عائلات بشكل مجحف على كل المناصب الحساسة للدولة.
هدا المسلسل النخبوي الاستعماري- استعمار المناصب أو الملكية الوظيفية- سيُدخل المغرب في خندق الملكية المطلقة ،هذه الملكية ليست مرتبطة بشخص الملك أو العائلة المالكة فقط ، بل سيتم جعلها سُنة حياة سياسية داخل الأحزاب ،ومنه فإن أي تناول لمشكل الأحزاب ومحاولة فصلها إلى أحزاب إدارية ملكية وأحزاب غير إدارية هو وهم ، لأن الملكية تعتبر سُنة ممارسة مادامت هده الأحزاب تعيش على هامش المفهوم القانوني و السياسي للحزب باعتبارها ضيعات عائلية .أو ما يمكن أن نسميه بالمملكة الحزبية ، هده الأخيرة تأخذ جذورا أكثر عمقا في الممارسة الفقهية البعيدة عن الممارسة السياسية لاعتبارات ثقافية محضة تشربت بها النخب منذ الجذور الأولى للتأسيس الفوقي للثقافة العربية "الإسلامية" ، باعتبارها نتاج لتصور إلهي ولم تكن في يوم من الأيام نتاج تراكمات و تجارب إنسانية ،هده الصفة "الألوهية" دخلت من الجانب الروحي إلى الجانب التنظيمي في المؤسسات الإسلاموية حيت أن كل زعيم إسلامي "خليفة" لم يتخلى عن الحكم طواعية على عكس ذالك يكون الانتقال في التدبير السياسي عن طريق وفاة طبيعية و أو جراء اغتيال سياسي .بذالك يمكن القول آن تدبير التحول السياسي في النسق الإماراتي الإسلامي لايتم من عمليات إصلاح أو انتقال طبيعي أو اجتهادات نخب مفكرة بل يتم عن طريق عمليات دموية تفرض الرأي و المنهج (اليمن،الأزمة الجزائرية ،لبنان ...) إن المغرب لا يخرج عن هذا النسق العام و الشامل ،حيث أن الحزب المملكة لايسمح لغيره ولو للمخزن بأية محاولة لإجراء تغير دون موافقة على حدود المهام المنوطة بالطرفين في حزب ما بعد التحول ،كما أن المخزن و الأحزاب المملكة لن تسمح لأي تحول جديد أو أية إضافة حزبية جديدة إلا وفق شروط .أولها الضعف البائن ثانيها النخبة الغير مؤهلة وثالثها نخبة تحمل أكبر حمولة ممكنة من الألقاب القد حية : الصهيونية - النازية- العنصرية - ويكون بذالك الحزب الجديد سلة مهملات الأحزاب التقليدية .
و خلاصة يمكن القول أن الخريطة السياسية الحزبية في المغرب خريطة عرقية لايمكن أن تسمح لغير العرق الحاكم بالتأسيس لأحزاب جديدة ويمكن في جانب واحد فقط للحركة الأمازيغية أن تفكر في تأسيس حزب إذا أعلنت أنها أخطأت في انتقاد الدغرني في الماضي و إن الدولة الوطنية و الراديكالية كنتا وهمين مرحليين و أن المرحلة الراهنة تفرض كذا و كذا، وهذا ما يسميه لويس عوض بالانتهازية. إن المغرب يعيش أزمة و إن الملف الحقوقي الأمازيغي و المستجدات المرتبطة به دفعت المغرب إلى التعديل الحكومي، و إلى الاستنجاد بالحلفاء "الجدد" القدماء لإيهام العالم بالتعدد. لهؤلاء جميعا نقول؛ إذا كان المجد الأعلى يعود إلى المدافعين عن الوطن، فانه من الجنون على عكس ذلك، أن نقاتل لكي نصبح خداما للملك –فخته في كتاب الحرب العادلةـ













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام