الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعالوا نتحاور أم تعالوا لنتناحر رسالة إلى المؤتمر ألتشاوري القادم للمعارضة السورية

صلاح الدين بلال

2009 / 10 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


جولات وصولات، حوارات ومؤتمرات، تناحرات و مؤامرات، وعود وطموحات، إخفاقات ونجاحات، انسحابات واتهامات، اعتقالات ومحاكمات،.......
هذه هي حال المعارضة السورية
بمكوناتها و أحزابها، بمنشقيها ومستقليها، بمثقفيها وسياسيها، بمناصريها ومعارضيها، بمناضليها ومتسلقيها، بمرتديها وتائيبيها .
وقائع مستمرة وتجارب محزنة لا يستطيع أحد إنكارها أو إخفاء أثارها السلبية التراكمية على أداء المعارضة وشرعيتها وقدرتها على طرح البديل المنشود، هذه الانتكاسات المستمرة ترمي في أحضان النظام نتائج ايجابية يحلم بها وبالمجان من ترسيخ الاستبداد كحال لا يمكن تغيره وكسلطة الأمر الواقع ؟؟؟ وترك النظام طليق اليد في النهب والسلب والقمع وفي تمزيق الإنسان السوري ورميه بين مخالب الأصولية الدينية والعطالة الفكرية والتعصب القومي والتشدد الاجتماعي والانهيار الأخلاقي لجميع مكونات الشعب السوري بلا استثناء .
فما هو السبيل للخروج من سراديب هذا العجز وهذا التمزق،..... سؤال طرحته على نفسي بعد أن تلقيت اتصال من احد الأصدقاء يعلمني بدعوة تلقاها كما تلقيتها من بعض نشطاء المعارضة السورية العازمة على جمع الشمل في لقاء موسع لكل أطراف المعارضة السورية في إحدى أهم عواصم القرار العالمي .... تحت شعار تعالوا لنتشاور ..... الداعين للمؤتمر لم يوضحوا بعد الأوراق التي ستوضع أمام المتشاورين، وكما لم يترشح حتى اللحظة من هي الجهة التي تقف وراء هذه الدعوة، وعن وجهة ولائها وانتمائها، ولا حجم وجهة وماهية الأطراف التي ستحضرها، و ماهية بنود التشاور والمشاورات التي ستعقد بين أطرافها .

التشاور حالة صحية بين أطراف متجانسة في الطرح والمبادرة والفعل وصاحبة عمل وتاريخ مشترك من النشاط الميداني هو شيء مفهوم، ولكن أن تجتمع جهات متوافقة شكلاً و متخاصمة ومتناقضة في المضامين والرؤى بلا وضع النقاط على الحروف مقدماً، قد ينتهي بها إلى فاجعة سياسية ومجزرة فكرية وعقائدية ونفسية، لنشهد بعدها جولة جديدة من التناحر والاتهامات فيما بينها، ونعود بالمعارضة السورية إلى نقطة الصفر من جديد .
الموضوع الأهم برأي والذي أضعه أمام الداعيين للقاء ألتشاوري، هو أهمية أتفاق الجهات المدعوة على جميع الأوراق مسبقاً وتوثيق ذلك بعهود ومواثيق وطرحها بشفافية على الجميع وحتى على الرأي العام لأغنائها وحشد الدعم لها قبل أن تتكبد الوفود عناء السفر والحجز وخسارة مئات الجنيهات والدولارات التي لا يقوى عليها الكثير من المدعوين من أحزاب أو مستقلين حبا أو كرها على سحبها من أرصدتهم البنكية المصفرة، وخاصة من أطراف تحسب على المعارضة أعتادت على الحضور وطيب الإقامة في فنادق الخمس نجوم على حساب من بيده الأمر والنهي منها، واكتفاء هذه الأطراف التي لا تشبع ولا تغني عن أي جوع " معارض" بحضورها كموديل معارض أو ربما لأسباب أخرى الزمن هو الكفيل بفضح أدوارها ؟؟؟؟, بعض القوى لن تقدم ولن تأخر ولن تقوم بما هو مطلوب منها، غير تعارضها مع نفسها ومع من حولها وبقائها أسيرة الحديث والتشاور وخلق المحاور مع من يمكن أن يحضر أو لم يحضر.

بوصلة المعارضة السورية تشير إلى ضرورة عقد اتفاق فيما بينها، أولاً : طرح بدائلها ونقاط أفكارها بكل صراحة ووضوح، ثانياً : حسم نقاط الخلاف والتردد في مفاصل مسيرتها المتعثرة، التي ما زالت المعارضة السورية تسعى إلى تأجيلها والمناورة حولها، بعض نقاط الخلاف التي قد تنفجر في أي مؤتمر " حل القضية الكوردية في سورية "، .... ثالثاً : في المؤتمرات السابقة ثمة حجج قديمة وجديدة وثمة خلافات أخرى على طريقة التغير ومفهوم البديل ومصطلح الديمقراطية الشعبية والديمقراطية الانتخابية والأكثرية والأقلية والعلاقة بين الدستور وعلمنة الدولة والحكومة، لم تحسم بعد ولم يفتح لها باب المداولة فيها لرأب الصدع فيها يجب تجاوزها .

البعض من معارضي المعارضة يقفون بحذر أمام دعوة الأطراف أو المكون الكوردي، أو قد يحدث العكس و تتخوف بعض الأحزاب الكوردية من جرها إلى فخ التواطؤ والتباحث مع الخارج و حشرها في خانة العمالة مع أعداء الوطن؟؟؟؟ .... في كثير من المرات بعض الأحزاب الكوردية وحتى العربية تهرول بداية لأخذ كرسي لها في أي جلسة معارضة ، حالمة في قضم أي كعكة قد تصل الى اياديها وحين تطل برأسها علانية في أي مؤتمر يقام في الخارج، تقوم الدنيا ولا تقعد على رأسها وتتراكض بالنفي والإنكار لأي تورط لجماعتها أو لأعضائها وقد تضحي بأحدهم ككبش فداء لرد الأذى عنها من زوار الأفرع الأمنية الخمس والعشرون والمنتشرة في كل المدن السورية وخاصة في المدن ذات الأكثرية الكوردية ، تحرير العراق وتجربته الديمقراطية المعمدة بالدم وقيام إقليم كوردستان والفوضى والدمار والمحاصصة في الحكم والفساد المستشري في أركان الدولة، كرت أحمر يحلو للبعض رفعه كل مرة فوق رؤوس المكون الكوردي ، .... إثارة الخوف من تكريس الانقسام في العراق العربي، و الانفصال الكوردي، يتم تكراره كبعبع أمام أي صوت كوردي سوري قد يلمح أو يطالب بتحديد المصطلحات والفقرات العمومية المعنية بحل حقوقه، الكثير من النقاط يمكن حلها والاجماع عليها بساعة واحدة، النقاط المتعلقة بحقوق الشعب الكوردي تصبح قضايا خلاف مستديمة وينتهي المؤتمر ولا تنتهي حلولها، اليوم هناك حلول تطرح لحل القضية الكوردية من الشيخ رجب طيب اردوغان، الكثير من المعارضين السورين المصدومين من التجربة العراقية والكوردستانية هم أول المهللين والمطبلين للديمقراطية الناشئة في تركيا العسكر وتركيا الحزب الإسلامي التركي الحاكم، وهم أول من كتب وسجل إعجابها الشديد بخطوات حزب العدالة والتنمية في قيادة المجتمع والدولة، لذا على الكورد مطالبة هذه الأصوات أن أرتفع فحيحها، للأستفادة من تجربة شيخهم العلماني اردوغان لحل القضية الكوردية في سورية وبعدها سنرى ؟؟؟؟؟ .

التجارب السابقة للمعارضة السورية ولمؤتمراتها ومشاريع أنظمتها وبيانات ختامها، سرعان ما يجف حبره و تطاير كلماته شررا ونفوراً مع افتراق الإخوة المعارضين الأعداء بلا موعد للقاء آخر، .... كثيراً منها يرمي يمين الطلاق خلفه، قبل إشهار عقد شراكة أو الزواج بينها وبين أي طرف آخر، مشهد حال اليوم – ألمعارضي للنظام السوري – أقرب على وصفه وكما يحلو لأعلام النظام قوله " بالمعارضة المشلولة والغير قادرة على إدارة مدرسة ابتدائية ".... وإذا استمرت بهذه الحال فقد يتحقق كلام النظام وأعوانه وتصبح المعارضة معلولة وغير قادرة على الاستفادة من التاريخ والحاضر، .... وإذا استمرت الأمور على هذا المنوال وعلى هذا المقام من سلم صعود ونزول الموسيقى والغناء والنشاز الذي لا يطرب أحد، من قبل البعض قد يصيبنا ويهلكنا جميعاً، ..... المعارضة السورية هي جزء مصغر من ليالي النظام الطويلة والمحيطة بنا والمحبكة علينا، الناهضة بحجرها والمنهارة ببشرها، وعلى المعارضة استنباط أفكار متجددة، وخلق قدرات بديلة وشخصيات يجتمع عليها الرأي والبنان للخروج من أزمة الجماد المستشرية في عمل المعارضة السورية .

الحديث عن المعارضة السورية كالحديث عن ألف حكاية وحكاية لو كتبت وعرضت على إحدى دور النشر لأنجز منها مؤلف يزيد على ما هو مكتوب في قصص " ألف ليلة وليلة " ، بنوادر وغرائب المعارضة السورية من ناشطيها ومناضليها إلى منتحليها و وغاصبيها .
ما شدني إلى كتابة هذا النداء أو الرسالة :
اللافت في قصص " ألف مؤتمر ومؤتمر" للمعارضة السورية سيطرة المشهد الاستعراضي والانتكاسي على الدوام كلما بزغ بصيص نور من أحد بواباتها ونوافذها، ومحاولة النظام وإتباعه بكل ما أمكن من إجهاض أي دور فاعل للمعارضة السورية عبر خلاياه النائمة داخل جسم المعارضة ومن حولها في الداخل والخارج، وعبر بناء وتكريس جدران الخوف والفصل بين المجتمع، والضرب بيد من حديد على كل تحرك جدي أو كل رأي حر في داخل مملكة النظام الأبدي، الذي يمتلك من القوة والتجربة في إطفاء معارضات الشرق وحتى ولو كانت في الصين .

طبعا النظام لن يروقه ولن يهدأ له بال عن أي عمل منظم يقوده رجال أكفاء لهم من السمعة الوطنية و الهدف الصادق والمثابرة الدائمة، من دون أن يسعى إلى حرق أي طبخة للمعارضة قبل أن نتذوق طعمها، وتعطيل أي تواصل لسواعد النجاة بين الخارج والداخل، بين منفي الوطن وبين الشعب السوري الغارق في الفوضى والاستبداد، بدون أن يحاول ويناور لضرب قدرتها على تحريض الشارع الغاضب والمقهور من أي تمرد أو عصيان، ومنع إيصال صوت ومعاناة الشعب السوري إلى الخارج .
ثمة سواعد لا تمل ولا تكل تعمل ليلا ونهار على دفع قارب المعارضة و إبحارها من جديد، المعارضة السورية دخلت في مراهقات عديدة على مدى عدة سنوات من حراكها داخل الوطن وخارجه وخاصة بعد عام 2003، لكن عربة المعارضة لم ولن تقف عند حدود تلك التجارب من واشنطن وبروكسل وبرلين ولندن ودمشق ، ثمة ماضي مشرف للبعض وثمة نهضة جديدة تقوم من رماد المصافحات وأنصاف الرجال وبسمات ساركوزي ونوبل اوباما والنصر الإلهي وغزوة الأنفاق وهيجان الشعارات ونفاق وتفاهة بعض المعارضين الموسمين، هؤلاء الشرفاء لا يظهرون على الصورة في كثير الأحيان هم أملنا وهم سندنا .

وإذا كانت حال المعارضة السورية فيها الكثير من المآسي فعلى الجميع الحديث عنها علانية واثارةعن مصدر العلة و أسبابه، من هنا يأتي حقنا في طرح مخاوفنا في أي دعوة أو مؤتمر أو أي تحرك لا يساهم في إيقاظ المعارضة السورية من سباتها ولا يعمل على إنهاض قامتها بعزيمة الرجال و وإصرار الإبطال وروح المثابرة و دافع الانتصار .

ماذا بعد، الى أين يمكن أن تقودنا الأيام القادمة، هل ستكون دعوة المعارضة السورية هذه لأجل ردم الهوة فيما بينها والمصارحة لنقاط خلافاتها، وإنهاء التناحر و المناورة و الأنطلاق الى العمل و المبادرة، أم أنها سترمينا الى المجهول مرة أخرى وتعيدنا إلى مربع التراشق والتناحر .

للوصول إلى نهاية الحكاية للمعارضة السورية، ليس عليها إلا الخروج من عوالم السحر والخيال، فشهرزاد المعارضة لن تقوى عن سرد حكاية إلف ليلة وليلة،... ألف مرة ومرة أخرى على مسامع الشعب السوري الذي طفح به كيل الفقر والبطالة والخوف على لقمة عيشه وعلى كرامته المهدورة ومستقبله الغامض ، المطلوب من علي بابا المعارضة، العمل على امتلاك الإرادة الحقيقية والعزم على تغيير أدائها وحكاياتها، قبل أن تطالب بتغير نظام " أسد البابا والابن والأربعين حرامي " المتحكمين في مصير و أبواب ومداخل ومخارج وكنوز سورية شعبا وأرضاً سماءاً وماءأ .

وحتى نسمع جديد الشاطر حسن من المعارضة السورية، هل يستجيب الداعين لمؤتمر التشاور إلى هواجسنا و صوتنا لكي لا نقع مجدداً في باب التناحر.


29 / 10 / 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس