الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حجه قدري وشفه صدري

محمد جهاد

2004 / 6 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


كانت بضع دقائق قبل منتصف الليل الذي تغادر عنده اخر حافلة من موقفها هذا في ساحة التحرير الى حيث اسكن لكن الموقف رغم قربه من نصب الحرية المعروف الا انه لم يكن مُنارا بشكل جيد اضف الى ذلك فهو يقابل البنايات التي تظم بارات بغداد غير الراقية كما يبدو ذلك من هيئة مغادريها. لا ادري لمَ نستندعلى اعمدة موقف الحافلات كلما مارسنا الانتظار ربما كي نزيل شيئا من ثقل الكتب التي كنا نحملها. توسط المظلة ثلاثة يرتدون بدلات انيقة متقاربة اللون داكنة كتلك الليلة الصيفية الدافئة و انا في داخلي كنت اتمنى لو استطيع التخلي عن قميصي الصيفي الذي امتص عرقي. غامرني الشك بأنهم موظفوا احدى الدوائر الخدمية المجهولة وقد اصيبت سيارتهم بعطل لم يتمكنوا من اصلاحه فقرروا استخدام الحافلة والصباح رباح. جاء الاخر من بعيد مترنحا كانه يبحث عن منصة كي يلقي من عليها كلمته المسائية المعتادة فلم يجدها حتى بدأ يتمتم بكلمات غير مترابطة واقترب مني وانا استرق النظر الى قميصه المتسخ باتربة الشارع ومخلفات الباعة المتجولين اثر سقوطه المتكرر قبل ان يصلنا ثم شرح لي بمفردات لغة بارات اخر الليل اسباب سقوطه الغير منهجي وكانني مراسل لوكالة انباء بارات بعد منتصف الليل. استدرت بوجهي الى الشارع كي اتجنب المشاكل فاستدار المسكين نحو قدره فتكلم مع الفرسان الثلاثة. لم يكونوا بحاجة الى هذيانه كي يباشروا بضربه فهاهو العرس وهم الطبالون. تربع على الارض بعد شبع رأسه ضربا متوازناً بين الايادي الخفيفة والاحذية المشترات من حساب الدولة ثقيل الرأس يلتفت يمنة ويسرة يبحث عن اولاد الحلال كي يستعيد وقفته. لم استطع ان اكون انهزاميا اكثر مما كنت فساعدته على الوقوف حتى رايته يستعيد رجولته فأخذ يصرخ ويحاول الوصول اليهم من جديد. لم استطع منعه من التعبير عن رايه بهم فذهب وعاد اليّ ثانية بعد ان أشبعوا وجهه الخالي من التعابير بصاقا ودعك من الضربات. صرخ بوجهي بعد ان عاد لي مترنحا وهو يمسح عن وجهه بصاق المعركة " يقولون سخيف" ثم استدار اليهم وصرخ. تخيلت للحظة بانه سيثأر لكرامته بعد تلك الاهانة التي ما بعدها اهانة او انه سيعلن البيان رقم واحد وسيذكرني فيها تحت فقرة المؤزارين من ابناء الشعب حتى صرخ والكل يترقبه " والله ولا سخيف" ثم سكت ومشى بعيدا عن ساحة المعركة.
هل ان صمت الاحزاب العريقة اليوم في العراق زينة ام تصوف. انتهك البلد وسرق كل شيء واستبيح ابنائه في ابشع انواع التعذيب الهمجي والعالم كله يصرخ وهم يتمتمون بكلمات بلهاء لم يحترمها حتى السجّانون الساديون. لك الله يا عراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح