الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرق..والجهل المخضرم

مصطفى حسين السنجاري

2009 / 10 / 30
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تعد أخلاق الأنسان من أهم مميزاته التي تميزه عن بقية المخلوقات ..ولا سيما في عالمنا المادي الأناني ،
باعتبار أنها من مقتضيات الفطرة الأنسانية والطبيعة البشرية الأمر الذي يجعل العقل المسؤول المباشر
عن حسنها والألتزام بها والمحافظة على كمالها وسموها..والأخلاق كما عهدنا تأتي في أولويات الشرائع
الدينية لما لها من تأثير مباشر في صياغة الشخصية وتنمية الروح السامية في الأنسان..والتحليق بها بعيدا
عن هاوية الأنحطاط الحيواني والمادي . كما وتضمن الحياة الكريمة بين أفراد المجتمع ..لذا ينبغي التركيز
على الجانب الأخلاقي في التربية لأبنائنا وهم نواة المجتمع ومشاريع النهوض بالمستقبل في سبيل إضفاء
روح الفضيلة والعطاء والأستقراروالتعاون الى بنية المجتمع ..الأمر الذي يجعل مهمة تربية الأجيال بدءا
من البيت فالمدرسة مهمة شاقة وعسيرة ..
فينبغي على المربي أن يتصف بمكارم الأخلاق إن كان أبا أو معلما ..وأن يكون قدوة ومثلا أعلى أبعد ما يكون
عن الأنانية فإن كل حركاته وتصرفاته تنعكس سلبا وإيجابا على من يعيلهم ..وبالتالي تتجسد أخلاقياته في
الشارع والبيت والمجتمع ..ولعل من أهم ما ينبغي الألتزام به من قبل المرء المحافظة على الأخوة الأنسانية
التي تربطه بأبناء المجتمع وآجتثاث الأنانية والحقد اللذين ينخران في المجتمعات العصرية لتفاقم المصلحة
الذاتية وطغيانها على المصلحة العامة في عصر اللهاث خلف متطلبات الذات مما يؤدي الى مكدرات
ومنغصات تصيب المجتمع بفقدان الشهية وتشفير الذوق العام وغياب دور الأخوة التي خلق الأنسان من
أجل تمثيلها والمحافظة عليها ..
إن غياب الشعور بالمسؤولية وبالقيمة الأنسانية قد وضع المجتمع في دوامة الفساد , فجلس النصب
والأحتيال محل الثقة والأمانة..وأصبحت الغايات هي التي تبرر الوسائل..ونحن في الشرق على بساطتنا
وطيبتنا وسرعة تآلفنا مع المحيط والأجواء التي تُفرض علينا إلاّ أننا بيئة صالحة وخصبة للفساد المتفشي
لأننا ننساق خلف عواطفنا التي لا نستطيع التحكم فيها وتهذيبها من أجل إنسانيتنا ..وسرعان ما يسيل
لعابنا لأتفه مغريات الحياة حتى لو كان ذلك على حساب المستقبل فإننا نحمل مبادئ خاطئة ونعطيها من القداسة
ما لا تستحق ..وجميع ذلك سببه يعود الى نسبة الجهل المتفشي في مجتمعاتنا ..وإهمال العلم باعتبار
الحياة تسير بدون أن نتعلم وأن الجنة قد نحصل عليها بدونه ..وأن الرجولة لا تحتاج الى دعم علمي
وأننا نأكل ونشرب ونتزوج من دون الحاجة الى العلم..وهذا من الأخطاء الشائعة التي تتحكم فينا
مع وجود دلائل قرآنية وأحاديث نبوية تشير بالمباشر الى فريضة طلب العلم ..وضرورة السعي وراءه
الى الصين..ولكن النتيجة ما نراه من أزمات ومعاناة و و و .. جيلا بعد جيل ..نحن الآن بحاجة الى منابر
وخطباء..وندوات متواصلة لحث الناس الى طلب العلم ,ليعلموا ان الحياة الكريمة لا تتحقق بدونه وأن الجنة
لا تتشرف بالجهلاء الأتكاليين الكسالى الخاملين وقد أوجدتهم الحياة في عصر التطور العلمي والأنترنيت
بل أن الأنسانية لا تتحقق في الأنسان الذي ينبذ العلم والمعرفة وكأنهما من أعدائه.. فالعلم هو الذي يتحكم في
أخلاقياتنا وتصرفاتنا ..وفي تربية الاجيال التي وجدتنا بدون اختيار اولياء امورها في حين نحن بحاجة الى
من يأخذ بأيدينا ويرشدنا الى السبيل الحق..فرغم كثرة المستسفيات والأدوية وةالأطباء إلا أننا نجد أنفسنا
مكبلين بالأمراض والأوبئة.. ورغم الأديان وكثرة الجوامع والخطباء ورجال الدين نجد أنفسنا في غابة
يكثر فيها القتلة والسارقين ونجد المنكر هو المأخوذ به والمعروف هو المنهي عنه..
حتى متى أيها الشرق الكئيب الجريح تئن وتترنح في المقعد الخلفي من قافلة الزمان
..تلهو بك الرياح والأمواج والتيارات..؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليسار الفرنسي تغلّب على اليمين المتطرف.. فهل يتغلب على خلاف


.. شرطة لندن توقف متظاهرين داعمين لفلسطين




.. ردود فعل الدول المغاربية على فوز اليسار الفرنسي في الانتخابا


.. عد تقدم اليسار في الانتخابات.. ماكرون يطلب من رئيس الوزراء ا




.. بعد فوز اليسار.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الفرنسية