الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لتكف غرابين البعث عن النعيق 3

حميد غني جعفر

2009 / 10 / 30
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



لقد تطرقنا في الحلقتين السابقتين إلى جملة من الشواهد والحقائق التاريخية التي تدين البعثيين والقوميين المزيفين الذين ناصبوا العداء للثورة الفتية منذ قيامها في الرابع عشر من تموز عام ألف وتسعمائة وثمانية وخمسين ، وقد طرحنا جملة من التساؤلات المهمة واليوم نواصل التساؤل نفسه ونقول من هو المسئول الأول عن ذبح هذه الثورة التحررية من الوريد إلى الوريد ، ومن الذي عمل على التفريط بالاستقلال الوطني ، ومن مهد لعودة الاحتلال المقيت عام ألفين وثلاثة ، وقد أوضحنا للحقيقة بأن حزب البعث والقوى القومية كانوا طرفاً في جبهة الإتحاد الوطني ضمن القوى الوطنية المعادية للاستعمار ، والتي التحمت وشكلت قوة جبارة من خلال تنسيقها مع لجنة الضباط الأحرار التي يقودها الزعيم الوطني الشهيد عبدالكريم قاسم ، ووجهت الضربة القاصمة لظهر بريطانيا وكارتلها النفطي ، وقد أذهلت الغرب وأمريكا ، لذا سارعت أمريكا وبريطانيا لتحريك أساطيلهما العسكرية باتجاه السواحل اللبنانية ، للانقضاض على الثورة وسحقها من خلال توجيه ضربة عسكرية خاطفة ، لولا الإنذار السوفيتي الشديد اللهجة لأمريكا وبريطانيا بسحب قواتهما العسكرية فوراً من السواحل اللبنانية ، وهنا ننقل بعض ما جاء في هذا الإنذار الشهير ( إن الإتحاد السوفيتي لن يقف مكتوف الأيدي إزاء التحشدات العسكرية ضد الثورة العراقية ) ، وعلى أثره انسحبت القوات العسكرية ، وكان هذا الإنذار التاريخي العامل الأساس في انتصار الثورة ورسوخها .
وهنا لسنا في محل سرد الأحداث بقدر ما يهمنا كشف دور البعث ودعاة القومية الزائفة فنعود لنسأل ما دور وواجب القوى الوطنية الشريفة المعادية حقاً وصدقاً للاستعمار ، والمخلصة للثورة وهي تشكل أحدى أطرافها ؟ يقينا الجواب وبكل بداهة في مثل هذا الظرف العصيب والثورة مهددة بالسقوط جراء التحشدات العسكرية لأعتى دولتين امبرياليتين بريطانيا وأمريكا ، هو وحدة الصف والتلاحم ووحدة الكلمة والموقف بين جميع القوى الوطنية بلا استثناء ، والعمل على توعية الشعب واستنهاض همته ودعوته للالتفاف حول الثورة وقيادتها ، والحفاظ عليها وحمايتها والدفاع عنها بوجه المخاطر المحدقة بها ، وهكذا كان موقف كل القوى الوطنية المخلصة للثورة التحررية الديمقراطية وفي المقدمة منها الشيوعيين الذين كانوا أول من دعا إلى تشكيل لجان صيانة الجمهورية والمقاومة الشعبية لدعم الثورة الفتية وإسنادها ، أما البعثيون والقوميون المزيفون ومن لف لفهم فقد كان موقفهم مغايراً تماماً ، حيث عادوا الثورة ونهجها التقدمي ، وقد تجسد ذلك بخروجهم عن الإجماع الوطني ( جبهة الإتحاد الوطني ) وشقوا وحدة الصف الوطني بتغليب مصالحهم الذاتية الدنيئة على المصالح الوطنية العليا للشعب والوطن ، وبدافع الشهوة للحكم والسلطة ( بأي ثمن ) ، فضلاً عن خشيتهم من النهوض الثوري العارم والتفاف الشعب حول الثورة وقيادتها ، والتعاطف المنقطع النظير مع الحزب الشيوعي العراقي ، التي بعث في نفوسهم الرعب والذهول ، وشعروا بالإفلاس السياسي والجماهيري ، لذا اتخذوا لهم نهجاً خيانياً لتخريب وعرقلة مسيرة الثورة ، ووضع العصي في عجلة الثورة ، وراحوا بشتى السبل والأشكال يثيرون الفوضى والإرباك وأعمال الشغب من خلال الاعتداءات على المواطنين في الشوارع والأماكن العامة ، ومن ثم الاغتيالات والتآمر على الثورة بدعم مادي ومعنوي من دولة إقليمية معروفة للجميع ، وهنا لابد من ذكر بعض الحوادث ( وليس جميعها ) ومنها أن أي مواطن كان يحمل صحيفة تقدمية من غير صحفهم الصفراء يعتبرونه شيوعياً أو تقدمياً ، فيمزقون الصحيفة وينهالوا عليه بالضرب المبرح ، وإهانته بكلمات نابية ، وكاتب هذه السطور أحد الذين تعرضوا لمثل هذا الاعتداء ، حيث كنت أحمل صحيفة تقدمية هي صحيفة ( الحضارة ) ، وكنت وقتها صبياً ، ولم أكن شيوعياً ، وكانت عصابات البعث والقوميين يقفون عند رأس جسر الأئمة من جهة الأعظمية بالقرب من جامع الإمام أبو حنيفة ، وهم مسلحون بالعصي والهراوات وأسلحة أخرى ، لإيقاف السيارات المتجهة الى الكاظمية أو الخارجة منها ، ويجبرون الركاب على شتم قائد وطني معروف هو ( الشهيد الخالد فهد ) ، والويل والثبور لكل من لا يشتم هذا الوطني الخالد ، فينهالون عليه بالضرب مع سيل من الشتائم البذيئة ، سواء كان رجلاً أم امرأة ، وقد تعرضت شخصياً لمثل هذه الأعمال ، ولم أكن حينها شيوعياً ، وهنالك سلوكاً لا أخلاقياً آخر لهؤلاء ، حيث تقوم عصابات البعثيين والقوميين المزيفين بالهجوم على أي تظاهرة سلمية ( ديمقراطية أو شيوعية ) ، وسواء كانت هذه المظاهرة مطلبية أو أحتفاءاً بمناسبة وطنية معينة ، وهذا ما حدث في شارع الرشيد ، حيث هاجموا المتظاهرين بالعصي والهراوات ، فيما راحت عصابات أخرى منهم كانوا يحتشدون في جامع الحيدر خانة ، ومن بيت الله يرمون المتظاهرين بالحجارة والقناني الفارغة ، والى جانب هذه الأعمال التخريبية والفوضوية كانت الدعايات والافتراءات والأكاذيب المستوردة والتي تعمل على فبركتها المؤسسة الإعلامية الأمريكية ، حيث يقوم البعثيون والقوميين المزيفين على بثها بين صفوف بسطاء الناس لغرض تضليلهم ، والإساءة الى الشيوعيين ، ومنها على سبيل المثال الشيوعيون ملحدون و كفار ، الشيوعيون ضد القومية العربية باعتبارهم أمميون / الشيوعيون إباحيون ، وطبعاً كل هذه الأكاذيب الملفقة والدنيئة هي محاولات بائسة لتشويه سمعة الشيوعيين ، بيد أن هذه الأعمال التخريبية والفوضوية والافتراءات الدنيئة ، تؤكد بلا أدنى شك إن حزب البعث ليس لديه فكر سليم أو نظرية سياسية لخدمة مصالح الناس ، ولا غرابة في ذلك ، لأن مؤسسة ميشيل عفلق الذي تتلمذ على يد دهاقنة المنظرين البرجوازيين والرأسماليين ، خدم النظام الرأسمالي العالمي ، المعادي لمصالح الشعوب ، قد جاءت أصلاً لكي تحارب التيار الماركسي والديمقراطي في المنطقة .
وما سيأتي ذكره في الحلقات القادمة أكثر وأبشع مما ذكرناه . يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشتم ووصف بما يعيب ليس لغه للحوار
طيف سلطان الزبيدي ( 2009 / 11 / 1 - 08:07 )
كثيرة هي الغربان التي تطالعنا بها كل يوم يا حميد لا يجوز إن تصف الناس بالصفات القبيحة لان لغة الشتم لغة رخيصة ويستطيع الآخرين إن يكيلوا لك افضع مما تصفهم .إلا نغادر هذه اللغة ونطرح موضوعا صادقا ومنتجا للحوار .إن ثوره تموز الوطنية اشتركت بها كل قوى الشعب العراقي الوطنية وكان جل الذين اشتركوا بها من القوميين العرب أو المستقلين وحتى من الكرد وقسما منهم اعدم في جمهوريه مها باد عند فشلها لقد جاء في المقال الذي كتبه الأستاذ عقيل الناصري على موقع الحوار المتمدن منصفا وموثقا وصادقا بمقاله بعنوان (محاولة تقديرية لجرد أسماء الضباط الأحرار في العراق) بالرابط المدرج في نهاية الرد أدناه لترى إن من قام بالثورة لم يكن ما ادعيته دقيقا. إن الذي استقرت عليه الإحصاءات هي إن الضباط الأحرار وكان عددهم 127 ولو رجعنا إلى الوثائق لرأينا إن الثورة مع نزاهتها وما حازت عليه من تأييد اغلب العراقيين و لكن لحدوث التناحر على السلطة وهو المرض الذي يصيب كل الثورات دخلت في صراعات سببت نهايتها لم ينحر الثورة احد أنها أخطاء الثوار ويكفي إن أقول إن ما ذكرفي المقال يجانب الحقيقة من إن البعثيين والقوميين هم السبب !!اذن من قام بالثورة ؟! انه كلام لا يستقيم ومع وجود الحقائق ألموثقه ولنرجع إلى الأسماء لنرى كم

اخر الافلام

.. وسام قطب يقلد المشاهير ويصف بعضهم بكلمة ????


.. إيرانيون يعلقون على موت رئيسي • فرانس 24 / FRANCE 24




.. آفة التنمر تنتشر في المدارس.. ما الوسائل والطرق للحماية منها


.. مصرع وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان في تحطم مروحية




.. مصرع الرئيس الإيراني.. بيانات تضامن وتعازي ومواساة ومجالس عز