الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة المقدسة

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2009 / 10 / 31
القضية الفلسطينية


انعقد مؤخرا ملتقى حول مدينة القدس؛ احتضنته العاصمة المغربية الرباط؛ و تكمن أهمية مثل هذه الملتقيات؛ في الحفاظ على القضية نابضة بالحياة؛ في ذاكرة الشعوب و الأمم؛ و خصوصا إذا كانت قضية مثل القدس؛ التي ترتبط بقضية أشمل؛ هي القضية الفلسطينية؛ بصراعاتها الداخلية والخارجية.
لقد كان الملتقى –إذن- فرصة لاجتماع نخبة من المثقفين و رجال السياسة و الدين؛ لكن هذا الملتقى تميز كذلك بالكلمة القوية؛ التي وجهها العاهل المغربي إلى المشاركين في الملتقى؛ و التي أكد من خلالها على الموقف المغربي الثابت تجاه قضايا الأمة المصيرية؛ و خصوصا قضية القدس؛ التي يوليها المغرب؛ منذ عهد الراحل الحسن الثاني أهمية قصوى في سياسته الخارجية؛ باعتبارها مركز الصراع ضمن قضية أشمل هي القضية الفلسطينية .
و نحن جميعا على وعي بالزخم الرمزي؛ الذي تمثله مدينة القدس في ماضي المسلمين و حاضرهم؛ فهي مدينة المسجد الأقصى بحمولته الدينية الثقيلة؛ و هي المدينة التي ارتبط بها اسم القائد الإسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي؛ الذي يعتبر رمزا لنصرتها... و كل هذا الزخم يجب أن يكون حاضرا لدينا كمسلمين؛ و يجب أن يدفعنا في نفس الوقت إلى الاستماتة في الدفاع عن قضية العرب و المسلمين الأولى؛ من خلال الدفاع عن مدينتها المقدسة؛ التي تنتهك حرماتها باستمرار .
لقد كان موقف المغرب واضحا في الملتقى؛ بخصوص هذه القضية المصيرية ؛ فقد دعا العاهل المغربي صراحة إلى مواجهة التهويد الممارس على المدينة المقدسة؛ كما دعا في نفس الآن إلى البحث عن الدعم الدولي دفاعا عن حرمة مقدسات هذه المدينة؛ التي تعتبر مكانا لالتقاء الأديان السماوية الثلاث .
و هذه الدعوة يجب أن يصل صداها إلى أبعد الحدود؛ قصد استنفار المجتمع الدولي للدفاع عن المدينة؛ باعتبارها مجالا واسعا للتعايش السلمي و الحوار الحضاري/الديني؛ الذي تميزت به منذ القديم .
و هذا الزخم الرمزي مهدد اليوم أكثر من أي وقت مضى؛ من طرف المتطرفين الصهاينة؛ الذين يعملون على طمس المعالم الحضارية الأصيلة للمدينة؛ و التوجه إلى صياغة هوية مشوهة جديدة؛ تدعم الاستيطان والاحتلال الصهيوني للمدينة؛ باعتبارها عاصمة للدولة الصهيونية الشبح.
لقد ضمت المدينة عبر القرون ثلاثة أديان سماوية؛ تعايشت بسلام دائم؛ و عاش أهلها على مر القرون في حوار حضاري مستم؛ لكن الاحتلال الصهيوني يهدد كل هذه المنجزات التاريخية و يفتتح لعهد جديد في المدينة؛ عهد جديد يقوم على العنصرية المقيتة؛ وعلى التطرف الديني الهمجي؛ الذي يأتي على كل المعالم الحضارية للمدينة؛ بمسيحيها و إسلاميها ؛ من دون استثناء .
إن المطلوب اليوم هو حماية المدينة من الهمجية الصهيونية؛ و يمر ذلك عبر التوجه إلى الرأي العام الدولي؛ عبر فضح الممارسات الصهيونية الوحشية؛ خصوصا و أن الأمين للأمم المتحدة أدان في خروجه الأخير بشدة هذه الممارسات الصهيونية الشنيعة في مدينة القدس؛ و في مسجدها الأقصى .
و هذا ما يفتح الباب أمامنا لنقل صورة حقيقية للرأي العام الدولي؛ عما يجري في مدينة القدس؛ لأن الإعلام الصهيوني الموجه يقدم رسائل مزورة عما يجري في الواقع؛ و المطلوب منا هو فضح هذا التعتيم الممارس على المدينة؛ التي تعرف أبشع انتهاكات حقوق الإنسان في التاريخ .
و يمر كل هذا عبر محاولة استثمار اليقظة الجديدة التي يعرفها الرأي العام الدولي؛ بخصوص القضية الفلسطينية عامة؛ و الذي يبدو أنه بدأ يتخلص من عقدة معاداة السيامية؛ التي منعته لعقود من التنديد بالخروقات التي يقترفها الكيان الصهيوني في حق مدينة مقدسة و شعب أعزل .
و لعل التخلص من هذه العقدة هو الذي سيمكن مستقبلا من فرض حصار دولي على الكيان الصهيوني؛ هذا الحصار الذي ليس بالضرورة عسكريا أو اقتصاديا ؛ بل حصار قيمي سيهدد هذا الكيان الهش بالتلاشي مع مرور الوقت؛ خصوصا إذا تحولت رموزه السياسية و الثقافية و الدينية؛ إلى مجرمين ملاحقين في جميع دول العالم؛ بتهم كبيرة من حجم اقتراف جرائم حرب ضد الإنسان و الحضارة و التاريخ .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القدس للجميع
نادر عبدالله صابر ( 2009 / 10 / 31 - 08:49 )
مشكلتنا اننا لا نزال اسيري مفهوم واحد لا يتغير بتغير الظروف ,, لا زلنا نوجه خطابنا الى رأينا العام المتخلف متناسيين ان لنا شركاء في هذا الكون غيرنا ينوف عددهم عن ستة مليارات بني ادم ,,, حينما نتكلم عن القدس نحن ننسى انها ايضا مقدسة عند اخوتنا اليهود قبل ان يظهمر ديننا الاسلامي يألف وخمسمائة عام ,,, كانت القدس على مر العصور رمزهم الديني وعاصمة مملكاتهم المتعاقبة وكانت ايضا محجهم بعد هدم الهيكل وكانوا يأتون عند حائط المبكى حاجيين يبكون هيكلهم معاهدين انفسهم واجيالهم ان لا ينسوا هيكلهم رمز وجودهم ,,,, هل يمكن لنا كعرب متحضرين ان نطمس مقدساتهم بحجج سخيفة وان ندعي ان القدس ملكيتنا بمجرد ان ربط محمد براقه الخرافي عند حائط المبكى في حلمه ذات ليلة انه وصل القدس ومنها صعد الى السماوات !!!!! قليلا من العقل يا سادة ان اليهود ايضا لا ينكرون ان القدس مقدسة لدينا فلذا يجب علينا احترام تاريخهم ومقدساتهم التي سبقتنا ,,, اذا توصلنا الى هذه التفاهمات فسيصبح بعدها كل الحلول بسيطة


2 - المسألة أعقد مما نتصور
عمر ابليدات ( 2009 / 11 / 2 - 20:27 )
تحية حارة لك...





لعل أفظع ما يتم في هذا المجال، في السنوات الأخيرة، وبعد أن وصلت جهود -إسرائيل- لتهويد القدس العربية إلى مراحل بالغة التقدم، هي الخطوات التي تتخذ لقضم آخر ما تبقى من المعالم الجغرافية والسكانية لعروبة القدس العربية، وذلك في خطين متوازيين متكاملين:



خط استكمال الفصل الكامل للقدس العربية عن الضفة الغربية، بالجدار الفاصل من جهة، وبتطويقها بالمستوطنات اليهودية من كل حدب وصوب، وفي كل الاتجاهات. وخط استكمال التفتيت الداخلي لعروبة أحياء القدس العربية، وذلك عن طريق بناء منازل لليهود قسراً في هذه الأحياء، واستغلال حالات الفقر والعوز أو التهجير القسري لسكان القدس العربية بعد جعل حياتهم اليومية جحيماً حقيقياً، أو استغلال تساقط ضعفاء النفوس، في اتجاه استكمال شراء ما تبقى من ملكية عربية للبيوت في القدس العربية. لكن الباحث المؤرخ في هذا الشأن، سيجد في نهاية بحثه ما هو أفظع من كل ما سبق، عندما يكتشف أنه وفي كل مراحل التهويد النشط هذه، على مدى ثلاثين عاماً (منذ 1967)، من الاستيلاء الاستراتيجي العام على القدس العربية، إلى استكمال نزع عروبتها بالاستيلاء التفصيلي عليها من الداخل، بيتاً بيتاً، فإن أي دولة عربية، أو أي ثري عربي ممن يمتلكون المليارات

اخر الافلام

.. نتنياهو يترأس اجتماعا بمشاركة غالانت ومسؤولين آخرين


.. متحدث باسم حماس لـ-سكاي نيوز عربية-: إسرائيل ما زالت ترفض ال




.. بعد فشل الوساطات.. استمرار التصعيد بين حزب الله وإسرائيل| #غ


.. المراكب تصبح وسيلة تنقل السكان في مناطق واسعة بالهند جراء ال




.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه