الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الليبراليه الدولية في القاهرة ضد الليبراليه !

عمرو البقلي

2009 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


عجب البعض لعدم سعادتي بالأخبار التي أكدت قبول عضوية حزبي الجبهه الديموقراطية كعضو عامل في الليبرالية الدولية و حزب الغد كعضو مراقب، و لكن عندما صدمت بعضهم بتصريحات رسمية لبعض قادة الحزبين بدءوا في تقبل موقفي الذي يرجع إلي عدة اسباب ربما أولها كان الرفض التام لفكرة عقد مؤتمر الليبرالية الدولية في مصر لما يمنحة من دعم لنظام إستبدادي إستغل الموقف خير إستغلال ليبيع للعالم بضاعة ليست بضاعتة محاولا أن يستغل الفرصة ، بينما تُمسخ كل قيم الليبرالية يوميا بواسطة هذا النظام الذي قبع رئيسة علي رأس السلطة 28 عاما بلا منازع لة ،و يسعي هذا النظام اليوم أن يورث الحكم مؤسسيا و ربما عائليا إن نجح.

لقد نجح مبارك بفضل منظمي المؤتمر أن يُنصب نفسة علينا كـأحد منظّري الليبرالية و يعطينا دروسا في قبول الأخر بينما هناك مواطن لا يزال ينازع من أجل الحصول علي بطاقة هوية أو دار عبادة فقط لأنة ينتمي لديانة أو لطائفة لا يعتمدها دين الدولة الرسمي، مشهد مأساوي لا أخجل فية من ليبراليتي بقدر ما أخجل فية من أؤلئك الذين منحوة الفرصة ليخطب فينا خطبة إنشائية تخلط بين الإسلام و الليبرالية خلطا أقل ما يوصف بة أنه مخزي، و يبدو أن كاتب خطاب الرئيس لم يتسع علمة عن الليبرالية إلا فيما يخص قبول الأخر و كأنة يتعمد التورط في فضيحة.

السبب الثاني ربما يحتاج لتوضيح ما يراه البعض تناقضا، بداية و لمن لم يعرفني بصفة شخصية فأنا كنت من أشد المؤيدين لشباب حزبي الجبهه الديموقراطية و الغد الليبرالي في الحصول علي عضوية الفيدرالية الدولية للشباب الليبرالي رغم تحفظاتي علي حزبيهما سواء علي المستوي التنظيمي أو الأيدلوجي و لكني كنت حاسما في موقفي الداعم لسببين أولهما أن هؤلاء الشباب بالفعل يعملون من أجل تنظيمات شبابية تسعي لأن تكون ذات قيمة سياسية و إن كنت أختلف مع بعض توجهاتهم و الثاني هو دعم هؤلاء الشباب في الحصول علي دور أفعل داخل أحزابهم مما يمنحهم قدرة أكبر علي تطوير أحزابهم من الداخل، و لأن عضوية جهه دولية هامة كالفيدرالية سوف تمنحهم كثير من الخبرات التي بإمكانها دفع عجلة الحياة الحزبية إلي الأمام بواسطة شباب يسعي لدولة ليبرالية حتي و إن إختلفت معهم في تصور تلك الدولة.

و لكن علي مستوي الليبرالية الدولية فالواقع مختلف، قيادات حزبية و إن كان بعضها يبدو شابا فشيخوخة الأفكار لا تزال تسيطر عليها و تعود بها أحيانا لعصر الإتحاد الإشتراكي و تنظيمة الطليعي أو تيار الديماجوجية و التخوين في حزب الوفد القديم، و بعضهم عنصريا لا يزال يتخذ مواقف و يعبر عن أراء أقل ما توصف به أنها خارج التاريخ و ألقيت في مزابل النازية و الفاشية الأوربية، و البعض الأخر يستغل جهل الصحفيين الأجانب باللغة العربية فيقول كلاما بالإنجليزية و يناقضة بالعربية فينادي بالنضال السلمي بالإنجليزية ثم يدعم الإرهاب بالعربية، و البعض الأخر يلهث وراء تحالفات مع تيارات فاشية غواغائية من أجل مكاسب إعلامية رخيصة لم تعد تؤثر قط في صندوق إنتخابي فقد مصداقيتة بسبب تلك القيادات الحزبية فكريا قبل أن يفقدها أداتيا علي يد عسكر و مخبري يوليو الحاكمون إلي اليوم.

هل تعلم تلك القيادات الحزبية التي شاخت سياسيا قبل أن تشيخ تنظيميا بأن مواقفهم و أرائهم كانت أكثر ما عاني منة شباب أحزابهم في معركة الحصول علي عضوية الفيدرالية الدولية للشباب الليبرالي.

هل تعلم تلك القيادات التي تبحث اليوم عن دور دولي أنهم كذبوا و كذبوا بالإنجليزية حتي صدقوا أنفسهم و أنهم لا يجرءون علي ترجمة ما قالوة إلي العربية، أو أن يقولوا في العلن ما يمكن أن يقولة في الحجرات المغلقة و المؤتمرات الدولية.

هل تذكر تلك القيادات التي تحيا سياسيا علي الموائمات و الصفقات و أحيانا عرض بضاعتهم علي جهات سيادية كيف سبق و أن إِستُعمل بعضهم كأوراق التواليت ثم ألقي بهم في أول زنزانة أو حملة تشهير يقودها جناح الصمود و التصدي في النظام الحاكم.

هل تعلم تلك القيادات أن المبادئ ليست محل مساومة و أن البرجماتية السياسية لا تعني التخلي عن المبادئ مطلقا حتي و إن كانت المكاسب السياسة حفنة من مقاعد البرلمان و بعض مقاعد المجالس المحلية.

علي الرغم من حزني لهذا المشهد المأسوي إلا أن ما لا يدرك كلة لا يترك كلة و كم أتمني أن يخيب ظني في تلك الأحزاب فتكون تلك العضوية دافعا لتطهير أثام الماضي و عدم إتباع نفس السياسة التي وضعت الليبرالية المصرية في مأزق ينهار اليوم أمام تيارات الفاشية السياسية، و ليعلم جميعهم أن بإمكانهم خداع المنظمات الدولية و المسؤولين الأجانب لبعض الوقت لكن لا يمكن خداعهم طوال الوقت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها