الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية عرجاء ومحاصصة = مستقبل مجهول

نوري جاسم المياحي

2009 / 10 / 31
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



اتفق منظري الاستراتيجيات على ان الحرب هي الخيار الاخير عند فشل السياسة في الاتفاق على حلول سياسية للنزاع بين طرفين متخاصمين .. ويعجل في الوصول الى هذه النتيجة اذا توفرت عوامل مساعدة .. منها :-
1 –
اختلال توازن القوة السياسية والعسكرية والمالية بين الطرفين المتنازعين.. طرف له قيادة سياسية موحدة .. استقرار سياسي ملحوظ .. قوات مسلحة معدة إعداد جيد من حيث العقيدة والقيادة والتدريب والتسليح ويعتمد على قاعدة مالية واقتصادية رصينة .. بالمقابل الخصم لا تتوفر له قيادة سياسية كفؤة أو موحدة وضعيفة وهجينة .. قوات مسلحة تفتقر إلى قيادة تؤمن بعدالة ما تدافع عنه .. تسليح وتدريب متخلف .. عمودها الفقري .. هم منتسبين من اجل الرواتب وليس الولاء للوطن .. إما القاعدة المالية والاقتصادية لهذا الطرف فغير مستقرة والإنفاق لايخضع لقواعد متينة وإنما كيفي ومزاجي
2 –
المحاصصة الحزبية والطائفية والاثنية والاختراقات المبنية على اسس المحاصصة لكافة دوائر الدولة والقوات المسلحة والأمنية ستعجل في اندلاع الصراع ..المحاصصة فخ نصب للشعب العراقي لتفجير الصراعات بين مكوناته .. وما الحرب الطائفية التي اندلعت بعد انتخابات 2005 .. ما كانت إلا نتيجة حتمية للمحاصصة الملعونة
3 –
القيادات السياسية التي تميزت بالغرور وحب الذات التي تحاول بناء الأمجاد الشخصية على حساب وحدة ومصير وسعادة الشعب العراقي المظلوم والمضطهد والمغيب الإرادة عبر حكومات مارست القمع والاضطهاد لعشرات وربما لمئات السنين
4 –
الاستغلال السيء والفوضوي للحرية الديمقراطية بحيث شوهوا مفهوم الديمقراطية عند المواطن .. فبدلا من تسخير الديمقراطية للدفاع عن غالبية مكونات الشعب العراقي وهم فقراء ومعدمين وعمال معذبين .. واذا بظهور طبقة من القادة والسياسيين لسانهم مع الفقراء وقلوبهم وعيونهم على المناصب والسلطة وتكديس الثروات لهم ولعوائلهم ..
5 –
ليس خافيا دور الميلشيات المسلحة للأحزاب وتحول قادة الأحزاب إلى أمراء حرب .. وجميع هذه المليشيات وبدون استثناء اخترقت الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة ولا تستلم أوامرها إلا من قادة أحزابها ولا تتردد في تنفيذ ما تؤمر به .. سواء أكان تفخيخ أو تصفية خصوم
6 –
من المؤسف والمفجع ما ألاحظه من قيام البعض بتطبيق مبدأ ميكافيلي ( الغاية تبرر الوسيلة ) .. حيث شاهدنا كيف يقتل المئات من أبناء الشعب نساء وأطفال شيبا وشبانا بدم بارد .. وبلا إحساس بهول الجريمة المرتكبة .. بحجة لوي ذراع هذا الخصم آو ذاك آو إضعافه او إسقاطه لإغراض سياسية آو انتخابية رخيصة ..
7 –
ليس خافيا على القاريء الكريم .. إن هناك إطراف ودول لاتريد للعراق استعادة عافيته وقوته .. وتخطط لهذا الهدف بكل الوسائل المشروعة واللا مشروعة ,,وما كانت الحرب الطائفية ( تفجير قبة الإمامين )إلا خطوة تكتيكية لهدف استراتيجي حققوها .. وهذه الجريمة لم تاتي أوكلها ونتائجها كما خططوا وأفشلها الشعب وبالرغم من الثمن الباهظ الذي تكبده .. وهم نفسهم يخططون لإشعال الفتنة القومية بين الأكراد من جهة وبقية القوميات من جهة أخرى وبحجة جديدة ( كركوك والمناطق المتنازع عليها وجريمة استفزازيه مخطط لها ترتكب هنا او هناك) لإشعال الفتنة و لاستنزاف الشعب العراقي بكافة مكوناته وقومياته .. والضحية الفقراء والمعدمين من أبناء الشعب .. وأوضح دليل على هذا المخطط الجهنمي هو قيام بعض النواب والسياسيين ( الذين اعتبرهم إما جهلة او حمقى أو عملاء للأجنبي خونة للشعب ) بإصدار التصريحات النارية والاستفزازية .. التي تؤجج نار الفتنة ولا تخمدها سواء من هذا الطرف أو ذاك ..
8 –
علينا إن لانغفل طبيعة الإنسان العراقي فبحكم التركيبة والعقلية العشائرية .. نجد إن الشيخ تحول إلى أمين عام لحزب وهذا ينطبق على كل الأحزاب بدون استثناء عربية كردية أو تركمانية .. والمصيبة الثانية التي ابتلي بها العراقيون .. كلنا ننهج نهج دكتاتوري سواء في العائلة أو المدرسة .. وبالتأكيد هذه الميزة والصفة ملازمة لرئيس الحزب وبقية مكونات ومؤسسات الدولة ..
9 –
إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد تعتمد على تقسيم الدول القائمة إلى دويلات .. من خلال إشعال نزاعات وصراعات تؤدي إلى هذه النتيجة .. والعراق ليس ببعيد عن هذا الهدف ..
10 –
موقف الولايات المتحدة الأمريكية السلبي والذي اكتفى بالتفرج والإدانة والاستنكار .. وإصدار التصريحات .. ومع الأسف هذا الأسلوب الدبلوماسي المؤدب والرقيق لن يوقف نزيف الدم العراقي .. وسواء رضيت الإدارة الأمريكية أو لا .. هي المسئولة مسؤولية مباشرة عما يعانيه العراقيون من الفقراء والمعدمين عذاب ومعاناة وإذلال

هذه أرائي وقناعة شخصية كمراقب مستقل ومحايد لمهزلة ومسرحيات تجري باسم القومية والوطنية واذكر كل من بيده القرار .. ان إشعال الفتنة والحرب من السهولة بمكان ولكن إطفاءها وإخمادها من الصعوبة بمكان ..فالحذر الحذر من كل موقف او تصريح او عمل غير مدروس يتحمل عواقبها الشعب بكل قومياته وطوائفه وكل فعل له رد فعل يساويه او اكبر منه .. شعبنا المظلوم أمانة في أعناقكم.. وفي السياسة لايوجد شيء اسمه مستحيل لو توفرت الإرادة الحقيقية عند القادة وبلا تشنج أو استفزاز .. ولو إنني لا أتوقع منهم خيرا.. وحسب ما أشاهده واسمعه يوميا لان مصالح وطموحات القادة وتجار السياسة في واد ومصالح الفقراء والمظلومين في واد ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -انفجار داخلي ضد حزب الله-.. هذا ما يخطط له نتنياهو


.. مغاربة يشاركون في مسيرة تنديدا باستمرار العدوان الإسرائيلي ع




.. كم بلغت تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة خلال عام؟


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك في مخيم جباليا وسرايا القدس تق




.. الدكتور أحمد المخللاتي يروي للجزيرة شهادته خلال الحرب الإسرا