الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام حسين...مازال حياً

عارف الماضي

2009 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية



يعتقد الكثيرون ,سواء من كان منهم عراقياٌ , أو عربياٌ, أو من دول الجوار, او من بقية ارجاء العالم واللذين سمعوا أو شاهدوا أو تأثروا , أو اعجبوا ( دون درايه كافيه).. بان الرئيس العراقي السابق قد مات, بعد ان تم أعدامه..في اول ايام عيد الاضحى أي في العاشر من ذو الحجه وفي الثلاثين من كانون الاول 2006 ذلك الرئيس الذي حكم العراق خلال 24 عاما كا رئيس جمهوريه دون ان نحدد شرعية او عدم شرعية ذلك الحدث الخطير في تاريخ العراق الحديث, وقبله طبعا احدى عشر عاما من حكم حزب البعث في العراق والذي كان فيه صدام غير بعيد عن سدة الحكم بل الحاكم الفعلي التشريعي والتنفيذي والقضائي للعراق رغم تواجد احمد حسن البكر رئيساٌ لجمهورية العراق ,اّن ذاك0
ان قارئ باكورة .. عنوان مقالنا هذا قد يتبادر لذهنه ان ماتم اعدامه.. هو احد ..( اشباه) صدام واللذين شاع صيتهم في زمن حكم صدام.. وقد ظهرأ حدهم فعلا على شاشات تلفزيون العراق خلال زيارة ذلك الشبيهه لجبهات القتال خلال الحرب العراقيه _الايرانيه وتمكن بعض العراقيين من تشخيص ذلك الحدث0
ان تلك الاحداث وهذه الاوصاف ليس من انتاج الكاتب ولا من خياله بل أيام وسنوات عاشها العراقيين لحظه بلحظه بكل اّلامها , ومعاناتها, وطول لياليها 0
وكان الجميع يتطلع الى فجرا جديد من العيش الرغيد بعيدا عن التوتر والقلق وشبح الموت, والذي اصبح رديفاً للعراقيين خلال تلك السنوات الاكثر قسوه في تاريخ العراق 0
وفي ربيع عام 2004 وبعد سقوط النظام السياسي الدكتاتوري العشائري وبأثر من تدخل قوى التحالف بقيادة امريكا وكما هو معروف للجميع0 عندها تلاقفني شخص لا أعرفه...وهو يقبلني بلهفه كبيره يدل على فراق بعيد
قلت له.. من أنت.. قل انا( ابو لينا) ثم كررت عدم معرفتي به ,دون أن اقصر في( اتكيتات )الترحيب ومبادلة التقبيل..
قال ..لقد غادرت المدينه في خريف 1978 ولظروف سياسيه طبعا0 عندها شعرت بالخجل وتعرفت على استاذي..ونظيري في الفكر والتوجهات, وقبل أن أدعوه لشرب( أستكان الشاي) وهو أبسط دعوات الكرم العراقي . قال( يافلان) لماذا (تقمصتوا شخصية الجاني)0 قلت كيف؟ قال جئت الى مدينتي الاصيله ودون أن أركز على مظاهر التدهور العمراني ونقص الخدمات وتصاعد الغبار من كل مكان , علاوه على المياه الاسنه والتي تطفح في زقاقها ودهاقينها.. ولكنني شاهدت (صدام) في كل مكان..عندها كان صدام مازال حيا فعلا ولن يتم الامساك به
قلت .. سوف نمسك به ونقدمه للعداله.. واعتقد انه سوف يحكم بالاعدام, قال وبعد.. ماذا تفعلون من مايقارب اربعة عقود من مخلفات السلوك الشاذ.. والتي ابتليتوا به.. لقد تم غزوا اطفالكم وشبابكم..وامتلئت عقولهم بالفكر
العدواني.. واقصاء الاخر..وقتله ان دعت الضروره , وانتهاك الحريات الشخصيه ,قبل الحريات العامه... وكرر عبارته .. الضحيه تقمصت شخصية الجاني.., ثم حاول مجاملتنا بضحكه بنفسجيه.. يعبر فيها عن بهجته وسروره على عثوره.. على بقايا من ماوصفه (بالمثقفين)0 وهنا اؤكد لقارئي الكريم الصبور.. ان تلك ليس بقصه قصيره
او مطلع لروايه ! انها مداوله واقعيه..يتوفر لبرهانها شهود اثبات0
وبعد00فقد عَلقَ الكثير من الحديث والنقاش الفض في ذاكرتي محاولا ربط ذلك وغيره من اساليب التفكير العلمي
بماجرى للعراق وشعبه وخاصة في السنوات التاليه أي في 2005 و 2006 عندما اصبح بلدي وشعبي الجريحان على حافة حرب اهليه_ طائفيه_مناطقيه أُهدرت فيها دماء ساخنه زكيه...وكانت تلك التضحيات اغلى بكثير من..ثمن سقوط صدام ونظامه فقد دفع الشعب العراقي0وتلك حقائق ندونها للتاريخ دفع تضحيات جمه ودماء غزيره وقهر, وتشريد, وتهجير, وظلم, وقسوه , لن يشهدها تاريخه الحديث والقديم, ولا عصور الظلام التي مرت بالعراق ومنذ تاسيسه قبل اكثر من خمسة الاف سنه ونيف0
ان الكثير من الطبقه السياسيه الحاضره في الساحه السياسيه العراقيه, يعتقدون جزافاً ان التنصل من صدام او حزبه , كفيل لهم , بان يقربهم من المواطن العراقي, او بالاصح الناخب العراقي ؟ وهم يتناسون ان من كان يبغض نظام البعث او( شلة صدام ), لايزعجه طول صدام او لون بشرته او لون عينيه, او مجمل المظاهر المورفولوجيه للنظام السائد اّن ذاك 0
ان المشكله كانت..في مجمل السلوك العام..وحصيله لسياسات داخليه وخارجيه ارهقت الشعب العراقي ,كان ابرزها الحروب العبثيه, والتمادي في استخدام السلطه,وانتهاك الحريات العامه والخاصه,ومحاولات تغيير معتقدات وطقوس طوائف كبيره قصراً, والكثير من الممارسات والتي كانت تعبر عن اخلاقيات نظام فاشي بكل معنى الكلمه.
وعليه وجب علينا التنبيه قبل التنويه,بضرورة أخذ العبر والدروس..وعدم تكرار اخطاء الماضي.. وأن لا نسقط ضحيه للغرور..وأهمال الراي الراجح للقله من المثقفين والوطنيين الحقيقين, شامتين بقلة العده والعدد لتلك الشريحة المهمه والتي تقع عليها مسؤولية ادارة مفاصل المجتمع , متشدقين بالاغلبيه الصامته والتي لايتوجب علينا تحميلها مسؤولية نتائج الانتخابات السابقه او الاحقه لقلة خبرتهم ,وزجهم في عمليه لن يتعودوا عليها طيلة حياتهم وفق النظام الاوتوقراطي , التسلطي, الابوي؟ والذي كان ينتهجه صدام وهو يسكن في بطون الكثيرين, سواء ان انتموا لنظامه , او لن ينتموا ولكنهم تقمصوا شخصيته الساديه, رغم أرادتهم0 بفعل( الطَرٌق) المستمر,والضخ الاعلامي الاحادي,من كافة قنوات الاتصال المرئيه والمسموعه والتي كانت تحت تصرف وخدمة السلطه ذات الطبيعه المفرطه في النمط المركزي0
ان مئات الالاف من ضحايا المقابر الجماعيه..يطالبوننا اليوم بان لاتتكرر مئساتهم , يوماً ما بفاشيه جديده او بحاكم جديد يؤمن بالعنف بشتى وسائله, ومن اجل تمرير سياياته او اجنداته, والتي يعتقد ان تمريرها.. ضروره مستعيناً بالمثل الفرنسي والذي يقول( يجب المرور مهما ضاق الباب وحتى لو أدى ذلك لكسره)0
وللحديث بقيه0000

عارف الماضي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استنكار لإعلام الأردن
علي شايع ( 2009 / 10 / 31 - 15:04 )
فضائية، تنطلق في ذكرى تنفيذ الحكم العراقي بالمدان صدام، وعلينا نحتسب من خروج عسكري مصري ينصح من يسميّهم بالمقاومة، بضرب القوات العراقية بدلاً من القوات الأجنبية، لأنه يرى في ذلك تكتيكاً عسكرياً يفترض ضرب القوات التي تحمل معدات وأسلحة أخفّ، ويروي بهذا الصدد تجربة - ربما يكون له فيها كتيّب -عن مقاومة المصريين في مدينة بورسعيد.
أفخر بروح المقاومة النبيلة للنحات المصري محمود مختار، فذات يوم، حطَّمَ نصباً أنجزه كرمز للمقاومة!، لقول أحد أصدقائه من أن ما وضعه النحات مجسداً بهيئة امرأة مصرية، يشبه -جان دارك- بطلة المقاومة الفرنسية التي أعدمها المحتل الإنكليزي.. فاخذ النحات محمود مختار فأسه ليحطم ما أنجزه قائلاً: أريد مصريّـتي فيما افعل واعمل..وأبدع بدلاً منه تمثال نهضة مصر، الموجود حالياً أمام جامعة القاهرة.
أعتقد جازماً ان الحكومة العراقية لم تنجز من دورها المطلوب في التصدي للعنف العابر للحدود ما يعادل 10%، رغم ما تحاوله من تدويل لبعض القضايا، فليس لدى الحكومة كما يبدو جهات رصد إعلامية تتابع ما يبث وما ينشر لترفع بذلك مذكرات استنكار لدى الجهات المعنية بهذا الإعلام في دوله وعبر الأقنية الدبلوماسية، أو لجهات دولية كقضايا ضمن الجهد العالمي لمكافحة الإرهاب؛ دعماً وتحريضاً وتمويلاً.
بعد


2 - حساب عرب
jone ( 2009 / 10 / 31 - 18:51 )
اذا تريد تعرف ان مسلسل موت العراقيين مستمر فهذا يعني انه لم يموت ولو ارتحنا وتونسنا وصارت ايامنا اعياد وليالينا اقمار فعند ذلك اعرف انك لست في العراق او انك تحلم انه عراق بلا عراقيين


3 - في الصميم
حامد حمودي عباس ( 2009 / 11 / 1 - 21:24 )
لا زلت أشعر بوجود شبه غصة تعترض مجرى النطق لدي كلما قارنت ذات المقارنة التي أوردتها في مقالك البديع هذا ، فضخامة ما عانيناه من عنف وتسلط امتد الى ثلاثة ارباع أعمارنا ، ليبدأ من جديد بعد استراحة قصيرة أقحمتها فرحة الخلاص ، أجد بأن غالبية الشعب العراقي الان تحمل ذات الشعور بالغصة المعترضة لمجرى النطق .. فلا أحد اليوم يجرؤ أن يقول ، وبالفم المليان، بأن الانصاف والعدالة وكذلك الإذعان للحقيقة ، تقر جميعها بضخامة خسارة الشعب العراقي والتي فاقت ربحه بكثير بعد عام 2003 ولحد الان .. حتى أنني أصبحت أتابع مجريات محاكمة رموز النظام السابق وبروح خفت فيها مكامن الحماس حينما أتذكر ، ولو مع نفسي على الاقل ، صور شتى مما لاقاه شعبنا ولا يزال على أيدي أعداء من نحاكمهم اليوم على ظلمهم بالامس .. تقبل تحياتي وتقديري


4 - شكر وثناء
الكاتب ( 2009 / 11 / 2 - 13:14 )
اتقدم بالشكر الجزيل..لخير القراء
مقدراً كل تعقيباتهم وارائهم المحترمه وأخص بالذكر.. الاستاذ الفاضل.حامد حمودي
مذكرا ان ماتم سرده من كلام بسيط كان كلاما واقعيا..عشناه ومازلنا كذلك
تحياتي..عارف الماضي

اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب