الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القدس وحكاية الراعي والذئب

يحيي رباح

2009 / 10 / 31
القضية الفلسطينية


صحوت من نومي القلق في قطاع غزة ، على دوي الأحداث الجارية في باحات المسجد الأقصى ، وداخل المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة .
المستوطنون أعلنوا قبل يوم عن نيتهم اقتحام المسجد الأقصى، فتحضر المقدسيون للدفاع عن مسجدهم الأقصى ، وجاءت الشرطة الإسرائيلية بالمئات راجلين وراكبين على ظهور خيولهم ، يطلقون الرصاص الحي في الهواء ، والرصاص المطاطي إلى اللحم الحي للمقدسيين والغاز المسيل للدموع والهراوات ، وكل آلة العنف الإسرائيلية !
وكما هو متوقع ، إصابات بالعشرات واعتداءات عنيفة ، لم تستثن حتى فضيلة الشيخ محمد حسين مفتى القدس ولا حاتم عبد القادر مسئول ملف القدس في حكة فتح ، ولا حتى ديالا جويحان مراسلة القدس نت .
باحة الحرم القدسي الشريف تحولت إلى ساحة اشتباك ، والمدافعون المقدسيون ليس عندهم سوى لحمهم الحي يدافعون به ، وحجارتهم الصغيرة ، وصرخاتهم التي ظلت مكتومة ، لان الشرطة الإسرائيلية قطعت التيار الكهربائي عن المسجد الأقصى ، حتى لا يتم استخدام مكبرات الصوت!! وقطعوا التيار الكهربائي عن البلدة القديمة لإرباك أهلها ، ووضعهم في حالة من الصعوبة الإضافية وماذا بعد؟ يا امة العرب !! يا امة القدس !!.
ولكن لا حياة لمن تنادي ، فالأمة العربية غارقة في خلافاتها ، وارتباكاتها وتشابكها مع بعضها ، والأمة الإسلامية غارقة في تشنجاتها ، ومهرجاناتها الخطابية التي تتكرر فيها لغة خشبية لا حياة فيها .
التكتيك الإسرائيلي واضح للعيان، التكتيك يذكرنا بحكاية الراعي والذئب الذي كان يسطو على أغنامه ، الراعي يصرخ ومع كثرة الصراخ تعود الناس على الأمر ، فلم يعودوا يتحركون ، مرة وراء الأخرى ماتت همتهم، وانطفأت جمعتهم ، وتراجعت وعودهم إلى الوراء ، حتى إذا جاء الذئب في هجومه الأخير، وجد الأغنام سائبة بلا حماية ، ووجد الراعي هو وحده من يسمع صراخه .
أدعو الفلسطينيين أولا أن لا يستخدموا هذه اللغة الخشبية التافهة السائدة فوق منابرنا العربية والإسلامية ، لأنها لغة هامدة لا تحرك ساكنا، وأن يجعلوا من جرح القدس وجرح الأقصى نقطة انطلاق للتسامي فوق خلافاتهم المفتعلة، التي هي في الأساس من صنع إسرائيل ، أو من صنع التشابك العربي والتشنج الإقليمي.

أدعو الفلسطينيين إلى أن يحتموا بوحدتهم ومصالحتهم لكي يتمكنوا من مواصلة اشتباكهم النبيل دفاعا عن القدس فقد اختارهم الله ليكونوا حراسا لقبلته الأولى ومسجده الأقصى ، وعليهم أن يكونوا بمستوى هذا الاختيار، وان يدركوا أن كثيرا من العرب والمسلمين ينكصون على أعقابهم تجاه القدس بدعوى الخلاف الفلسطيني والانقسام الفلسطيني، واستعادة المصالحة والوحدة ، لقطع الطريق على كل الهاربين من المسؤولية.

أما أنت يا مدينة القدس...يا مدينة الإله..فقومي إلى الصلاة.. فقومي إلى الصلاة.

[email protected]
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر ما فعلته الشرطة الأمريكية لفض اعتصام مؤيد للفلسط


.. النازحون يعبرون عن آمالهم بنجاح جهود وقف إطلاق النار كي يتسن




.. مسؤول عربي لسكاي نيوز عربية: نتنياهو ولأسبابه السياسية الخاص


.. ما آخر التطورات وتداعيات القصف الإسرائيلي على المنطقة الوسطى




.. ثالث أكبر جالية أجنبية في ألمانيا.. السوريون هم الأسرع في ال