الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تنشأ المليشيات ...؟؟ ومن يقودها ؟

امنة محمد باقر

2009 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


لربما حفل التاريخ العربي بصور مختلفة لرجاحة العقول لدى النساء ..... مثلا قصة بلقيس الشهيرة التي تروي كيف تجنب المرأة اهلها حربا واحتلالا .. وكيف تحكم الرعية بحكمة قد يتوقع البعض ان تراها لدى الرجال .. لكنك لاتراها الا لدى النساء احيانا ... في تاريخنا الحديث ، ابتلي العراق بطاغية ... تعرفونه ... لايستحق شرف الذكر على هذه الصفحات .. هو رجل ... على الجانب الاخر لهذه المقارنة مع السيدة بلقيس !!
يقوم الرجال احيانا بالتصرف على حساب المجموع ... بما فيهم من نساء ورجال واطفال .. يأتي احدهم لكي يلتحق بمليشيا لأنه يعتقد انه يجب ان يقود المجتمع بالقوة ، قوة قذرة يدعي بها انه قائد في يوم وليلة ... عصابات جريمة منظمة ليس اكثر .... وهكذا جاء طاغية العراق السابق وامثاله الى الحكم .. وهم لايسوون فلسا !!
ولا ادري كيف تسكت مجتمعاتنا عن جماعات كهذه .. لم ار نساءا تقود هكذا جماعات !
كانت الكآبة تعتريني كلما شاهدت فيلما مصريا عن الفتوت ، ولم اكن ارى على الاطلاق انهم ينتمون بأي درجة كانت الى مجتمعاتنا ، ولا ادري كيف انهم يسيطرون او يأخذون الامور على حين غرة بحيث لا يخضعون لحكم القانون ، لربما فقط في الفترات التي يضعف فيها حكم القانون..
طاغية العراق اللعين كان رجل مليشيا ... واصحابه اليوم يختفون في دهاليز المليشيا مثلما اختفى هو في دهليزه ، لكي يعودون لنشر الرعب في قلوب الناس كما كانوا يفعلون ابان حكمهم البائد ، ولكن هذه المرة بتغطيتها تحت ستار الوطن والدين .. ولا ادري متى صار البعث دينيا ؟؟
ولا اريد ان ادخل في دهاليز المليشيا ، لكن على الاقل المرأة حين تفكر ان تقود شيئا في هذه الحياة لن تقود مليشيا !!
والذي يريد ان يبادر في عصرنا الحالي ، فأنه يبادر الى شئ ترتضيه قوانين العصر وليس يبادر الى حكم الحي السكني الذي يقطن فيه بسكين او عبوات ناسفة ... ثم انه لم يدرس في المدارس ، او ترك التعليم في فترة التسعينيات ، ويأتي ليقتل من اكمل دراسته من حملة الدكتوراه والماجستير .. لربما هو احد الفاشلين في الدراسة التحق بالجيش سابقا ولا يحتمل ان يرى متفوقا واحدا ابدا ....
في الفترات التي تمر بها البلدان بظروف قاهرة ، حين يضعف حكم القانون ، يكون من السهل احيانا ان يأتي ايا كان كي يقود .. ايا كان ...مثلا عضو سابق في البعث من الممكن وبسبب من معرفته بأدارة منطقة ما كقائد بلوك ، او قائد فيلق في جيش القدس ، من الممكن ان يعود ليكون قائدا للمليشيا في منطقته ، ولكن تحت مسمى اخر ، مثلا حزب ديني ، لكنه في الحقيقة يستخدم هذا الاسم لكي ينسي الناس تاريخه الاسود ، وفي ذات الوقت يستغل الشعور الوطني لدى اي فئة بسيطة من الناس حول التحرير وعدم الاحتلال وضرورة الخلاص من الاحتلال ، ونسي الناس البسطاء انهم كانوا تحت احتلاله وبدأوا يفكرون في ان الحكومة الجديدة هي سلطة احتلال فقط ... ومن اين تأتي الحكومة الجديدة بالجيش او القوى الامنية لارساء القانون ؟ بالطبع تأتي بهم في البداية من الخارج .. ان الفاجعة الكبرى التي ابتلي بها العراق ، هي الفكر الغبي والتخريبي الذي قضى على كل قيمة للانسان ، وهجر العراقيين وشردهم ، ومسخ البشر في هذا البلد فجعلهم كيأجوج ومأجوج ...
ثم يأتيك اخوتك العرب الذين يتعاملون كل يوم مع دول الاحتلال ، لكي يقولوا لك عليك ان تجاهد وعلينا ان نجاهد معك باسم العروبة والاسلام ... ولا ادري كيف يتذكرون الاسلام في يوم وليلة فقط تحت اسم الجهاد ، بينما هم لا يطبقون تعاليم الاسلام الحقيقية من مكارم اخلاق ، وسماحة ، وتعاطف ، لماذا يجتمعون معك على العروبة والاسلام فقط في حالات العنف ؟ وفي اوقات السلم لا يتذكرون عروبتهم ولا اخوتهم ؟ واذا جاء وقت السلم ، اختلقوا النزاع اختلاقا ، قالوا لك انك مسلم من مذهب مختلف !! ولي عني !!
على اي حال .. اي من العراقيين الذين يتذكرون فترة ما قبل نيسان 2003 يعرفون جيدا كيف ان النظام لم يكن يتهيأ للحرب على الاطلاق ، وان الامر ترك عاديا ، لربما لان الناس ملت الحروب ، او لأنهم يعرفون ان الاحتلال سيأتي على اي حال ويقضي عليهم، فقاموا باعداد الخطط للتخريب في حالة قيام حكومة جديدة ولك ما سيكون من شأنه اعلان حكومة جديدة غير حكومتهم القائمة على الغش والخداع ومسخ القيم والتقاليد ومسخ كل ماهو جديد !! هل نسينا كيف كان العراقيين مجبرين كل ليلة على اغاني تمجيد القائد .. هل تسمون تلك حياة ؟؟؟ ماقيمة الانسان حين يضطهد ويجبر على اغنية واحدة ، وفكر واحد ، وشاشة تلفاز واحدة ، يظهر فيها قائد واحد ؟؟ حتى لقد صدق الناس انه مبعوث من الاله ... وحين تصل درجة التدني الفكري الناس الى هذا المستوى .. حينها سيكون من الطبيعي ان اناسا هكذا هو مستواهم العقلي ان يصدقوا قائد المليشيا الذي يقول لهم ... ارسلني المهدي !! في حين انه حين كان بعثيا كان يكره المهدي ... ويهدد الناس بكل من يذكر اسم امام اخر الزمان ................................. وكل الاطاريح التي تتحدث عن عودة المخلص كعيسى اليسوع او مهدي الاسلام ..
لكن العجيب في الامر ان الذين يدعون انهم على عداوة مع البعث وانهم من اهل الدين ، قاموا ايضا بمؤاخاة البعثيين ، وهم يعلمون ان البعث لاقيم له ولا يؤمن بالوطنية ، لذا صار الاثنان في مليشيا واحدة شيعية او سنية ، ولكن العجيب في هذه المليشيا انها تقتل ابناء العراق ، ولم ار قتيلا واحدا من التحالف او قوات الاحتلال ؟
تنشأ المليشيا من اطفال مجبرين على حمل السلاح في حيهم ، والا فأن الميشيا الدينية سوف تقتلهم ، وترى بعض المناطق التي غاب فيها حكم القانون ودور الدولة ، تراها تحت هيمنة كاملة من قبل المليشيا ..
وفي مقال سابق قال لي احدهم انني اتحدث عن فترة سابقة ، ولكن احدى المدن في الجنوب ، اذا غادرها الجيش الذي يقوم بالحماية والانتشار لفرض حكم القانون ، فأن اليوم التالي سيشهد عودة القتل والسبي والخطف ، فتعود الدولة لارسال الجيش من جديد .... اي ان الوضع في حقيقته منفلت ... والا لماذا يسكتون فقط في حالة انتشار الجيش ؟؟
على اي حال ... ان هكذا نماذج حين تأتي لتحكم في شوارعنا ، فمعنى ذلك ان شوارعنا خلت من المثقفين ، وسلمت الى المفسدين ... حين لاتكون قادرا على ان تقود مجتمعك ... وانت المتعلم ... فما فائدة تعليمك ؟ ومافائدة الثقافة التي تحمل ، ان كان غيرك ممن يحمل السلاح اقدر على فرض رأيه ، وانت صاحب الحصافة لاتقدر ..؟
وكما جاء في سورة النمل .. فأن المدن او القرى التي لا ترد المفسدين سيكون وبال امرها بالنتيجة على المجموع ، لان المجموع ان سكت على رهط ( تسعة اشخاص فقط يفسدون ) فأن النتيجة ستقع بالكارثة على كل اهلها ، وهذا ما حدث في مدن الجنوب في العراق يوم سلمت الى المليشيات ... والله من وراء القصد

وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48)
قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49)
وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50)
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51)
فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منطق عجيــــــــــــــــــب
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 10 / 31 - 20:50 )
تتحدثين عن نفــــــــاق الميليشيات ووحشيتها وتختمي المقال بالقران


2 - منطق عجيــــــــــــــــــب
كنعان شماس ايرميا ( 2009 / 10 / 31 - 21:07 )
تتحدثين نفــــــــاق الميليشيات وتختميها بالقران . ياختنا العزيزة كل الميليشيات الموجودة في العراق هي عصابات الاحزاب الاسلامية بمسمياتها الجميلة المخادعة واصحابها في البرلمان يمنعون اصدار قانون الاحزاب لانهم مستفادين من ارهاب هذه العصابات لمن يخالفهم الراي بالمختصر حزب البعث كان يهدف تعريب الناس وتخريب حدود الدول العربية والاحزاب الاسلامية تهدف اســلمة الناس وتخريب حدود الدول الاسلامية اولا ثم العالم فاين الفرق كليهما يسعى لنشر الفوضى والخــــراب في النظام الدولي والمستفيد هم صناع وتجار السلاح ورهــــــط من شـــياطين البشر الاذكياء ممن يعبدون الدولار الحل هو احزاب تحب شعب العراق ولاتستقوي بالروم او العجم او العرب


3 - القرآن ليس من المليشيات يا اخي
امنة محمد باقر ( 2009 / 11 / 1 - 03:00 )
نماذج متدينة ، اونماذج تتخذ الدين لتلبية اغراضها ، لاتعني ان القرآن من المليشيا ولا تعني ان الدين بؤس ، الحق يقال ان المليشيا خدمت اغراض السياسيين الجدد ، حزب البعث كان كله مليشيا ، وبعض الاحزاب اليوم تقلده ، بل تقوم بالتفجير لكي تعرقل فوز حزب اخر ، فالحزب الذي لايملك مليشيا دينية قد يملك عصابات خطف ونهب وسرقة وتفجير ...



4 - ما هي السياسة
عادل ( 2009 / 11 / 1 - 14:19 )
السلام عليكم

قالوا في تعريفهم للسياسة انها رعاية شؤون الامة, معرفة ما يعانيه الناس من مشاكل, فهم امالهم- طموحاتهم- اهدافهم والعمل على رقي هذا المواطن بتوفير ما يحتاجه من خدمات هذه هي السياسة في ابسط تعاريفها,اما سياسة القتل للاطفال والرجال والنساء والابرياء من ايا كان فهي ثقافة ابناء الخنى و تربية الزنى اذاقهم الله الخزي والعار في الدنيا قبل الاخرة , ,

اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح