الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاطفال ... يرحلون من جديد !

امنة محمد باقر

2009 / 11 / 1
حقوق الانسان


قالوا : اعتدنا على سماع اصوات الانفجارات ... ولكن هل يعني ذلك ان نعتاد على ان نقتل ؟
هل حقا صار القتل لنا عادة ؟ وكرامتنا من الله الشهادة ؟ وثمن حياتنا عند الارهابيين الابادة ؟
وهل يجب ان نراه امراً طبيعيا ؟ و انه الواقع الذي نعيش ونتقبله برحابة صدر ...
قد نكون اعتدنا على سماع اخبار الانفجارات ... لكن ان تفجر طفلي وتقتله وتقول اصبري ..فــ....!!
من سيكون لهذه الام المسكينة ... وكم وكم وكم من ام مسكينة ... نستها الحكومات .. ونستها نساء الحي ، قلن لها : عهدنا بالحزن طويل ، ونريد ان نفرح بزواج اولادنا ، ولانكدر ايامنا بالحزن ، ماعاد الحزن يجدي نفعاً ، تعالي وبدلي ثوب الحزن بلون الفرح ، ودعينا نحضر عرس ابن الجيران !
وكيف تنسى اساها ؟ وهل تنسى احداكن عباءتها السوداء حين تخرج من بيتها ؟ ! الحزن الطويل ... القابع الذي لايزول ..... لونه بلون عباءتي ، يستر ليالي الساكنة ، فكل شئ قد استكان واستقر ، وكذلك هو حزني استقر في قلبي ... وسكن فهو لايزول ،،،، وصار فؤادي فارغا ،،،، ذلك الفراغ الذي اشعره ولايشعره غيري ، تحسون بطعم كل شئ ، واما انا فلا اشعر بما حولي ...
وما عادت نساء الحي تأتي لتبكي القمر .....
حين نهضت ... ليلا وجلست تبكي في فراشها ... كان اولادها الباقين مشغولين بالحديث الذي لعله يلهي من كان مثلهن فاقدا لمهجة الروح !! لكنها كقيس المجنون .. نهضت تبكي .. ولكي لاتفزع احدا ، ولكي لايقولوا لها ارحمينا من بكاءك .. بقيت تبكي لوحدها ... اسمعتم بمرضى السرطان ؟ اسمعتم بمرضى يئنون كثيرا في الليل ... تلك هي ام الطفل المسكين الذي فقدته في ذلك الانفجار ... وتلك هي ام الشاب الجامعي التي تعبت وربت ...حتى صار تعبها طعما للذين لم يدرسوا يوما ! ولم ينجزوا اي واجب بيتي ، وسكنوا الشوارع طول عمرهم .. وهم اليوم مليشيا الشوارع ... قتلوا الاول على الصف ، قتلوا من كانوا يحسدونه الف مرة ... يحسدون ان يلبس اجمل الثياب ، يحسدون ان يصفقوا له كل يوم ، يحسدون الامير .. وها قد قتلوا الامير ... لانه كبر فصار طالب دكتوراه ، وكبروا فصاروا ميلشيا تقتل الدكتوراه !!
25 طفلا قتلوا في الانفجار الدامي الاسبوع الماضي ، ثم ان ضابط التحقيق قتلوه ايضا !!
اي حقد واي دراما .. والى متى نبقى نعيش رواية البؤساء مع كل نظام حكم يأتينا ، وبين فترة واخرى ينبري هذا وذاك بنظريته التي تقول : نحن الافضل ، انتخبونا ونحن الافضل ... ومع كل افضل يموت لدينا 25 طفلا !!
في التسعينات قتلهم هدام بحقن الايدز ومنع عنهم الحليب وهو يقول : مات اطفالنا بلا حليب ، وهو قاتلهم !!
والان الارهاب ترك كل بقاع الارض ، وجاء لاطفالنا ، او لشبابنا الذين لازالوا بين الطفولة والرجولة ، وهم في اول سنة في الجامعة فيقتلون ... وتدفع الامهات هذه الضرائب مع كل نظام حكم جديد ...
تبكي الوالدة الولهى ... وليس في الحكومات من احد يسمع ؟؟
ومن يسمع بكاءنا المرير ... ضحى من في الحكم سابقا وهجروا .. ولكنهم عادوا لكراسي السلطة ، فصاروا لايرون بل لايستطيعون حلا ... لما يجري خارج حدود المنطقة الحمراء او الخضراء ... لا ادري : اسى لحالهم ، ام اسى لحالنا ؟
انهم حالهم مؤسف ، لان حسابهم على هذه المسؤولية العظيمة سيكون اعظم ... وان لم يكونوا هم السبب المباشر لذلك القتل ، الارهابيين يستهدفون الجميع ... ولكن ننسى في غمرة اعتيادنا على سماع اخبار القتل ... بأن السيارة التي تنفجر وفيها قتل 150 مواطن ، فأن من ضمنهم قد يكون مجموعة من الاطفال ... لكننا نسيناهم ونسينا انفسنا ... نسينا ... مع كل الاسف ... ان الاقمار تذهب ... ونحن ليس لنا سوى البكاء المرير ...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من ذا يعيرك عينه
امنة محمد باقر ( 2009 / 11 / 3 - 02:10 )
من ذا يعيرك عينه تبكي بها ؟ ارأيت عينا للبكاء تعار ؟

اخر الافلام

.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان


.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي




.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن


.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك




.. فشل حماية الأطفال على الإنترنت.. ميتا تخضع لتحقيقات أوروبية