الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدايا الارهاب والاستبداد؟

كاظم الحسن

2009 / 11 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


اذا كان ادم سميث يعتقد ان المجتمع التجاري يساوي المجتمع المدني او معادله الموضوعي، فأن الموت والخراب بلا شك سوف يساوي الارهاب واذا سلمنا بهذا الامر، فلابد من البحث عن الاسباب التي يختار فيها الانسان غريزة التدمير والموت التي يطلق عليها فرويد (ثناتوس) ويلغي غريزة الحب (ايروس)؟
يعتقد بعض علماء النفس ان الانسان يخضع الى مبدأ اللذة والالم والاقرب اليه هو بطبيعة الحال اللذة ولكن كيف يرجح العذاب والالم والموت على ذلك؟
لابد من وعود باللذة في مكان اخر او مكان متخيل بالنسبة للانتحاريين، وفي الوقت ذاته نجد مشايخ الارهاب يتهربون من اللذة الكبرى كما يزعمون ويدعون الصبية الذين في اعمار الزهور لكي يكونوا وقوداً لتلك الافكار المضللة وهم يستمعون باطايب الحياة وملذاتها ،والسخرية انهم يعيشون في الغرب الذي يهاجمونه في النهار وينامون في احضانه في الليل.
من العبث البحث عن مفاهيم مثل المواطنة والوطن والانسانية في عقول وقلوب الارهابيين، ولذلك يعد كسب ذلك ضرباً من الاوهام والخيال او اضغاث احلام!مالم تفكك المنظومة القيمية والاجتماعية لهؤلاء وهذا الامر لابد من العمل عليه وفق استراتيجية بعيدة المدى وبالتأكيد الخيار العسكري وحده لا يكفي، فاذا كان اولئك الاشخاص يخضعون الى غسل دماغ فلابد ان تكون المعركة اعلامية وفكرية وفي اكثر من حقل وساحة؟
لنأخذ نموذجاً حياً ونرى نمط تفكير هذه الجماعات الخطرة على الحياة والانسانية، وحسب ما ذكرته الصحف: (قدمت ادارة مدينة كيسمايو الساحلية (500 كم جنوب مقاديشو) التابعة لحركة الشباب المجاهدين اسلحة ومتفجرات وقنابل مضادة للدبابات لتكريم الفائزين بمسابقات حفظ القرآن الكريم والعلوم الاسلامية، وحصل الفائزون بالمركز الاول في هذه المسابقة على بندقية كلاشنكوف وعدة كاملة من الذخيرة وقنبلتين وقذيفة مضادة للدبابات..؟).
الهدايا اسلحة موت والفناء ولا شيء يقدمونه سوى ذلك، دورة الدمار تبدأ من الطفولة وتستمر بلا نهاية بل ان ثمة وشائج واضحة للعيان بين الارهاب والدكتاتورية، فلقد كان طاغية العراق المقبور يستمتع في تقديم هديا على شكل اسلحة، سيوف، بنادق، مسدسات، ولقد فطن الى ذلك بعض المرتزقة والمأجورين واخذوا يقدمون له هذا الصنف من الهدايا لكي يحصلوا على كابونات نفطية والمزيد من الدولارات على حساب معاناة الشعب العراقي.
ولقد كان يحلو للاعلام العراقي والعربي في زمن النظام المباد، ان يتغنوا بمقولات سمجة ومقرفة مثل (ان ميشيل عفلق هدية الامة العربية للعراق.. وان صدام هدية العراق للامة)، وانظروا كيف حولت هذه الهدايا الملعونة العراق الى حطام وخراب وانقاض.. فيالها من هدايا؟
ولكي تكتمل حلقات الهدايا القاتلة في العراق، اخذت بعض دول الجوار والمحيط الاقليمي ترسل الانتحاريين لكي تحصد ارواح الابرياء وتدمر كل شيء ينبض بالحياة والحركة والامل.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي