الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولازلت ارثيه ... ويسعد عيني دمعها ...

امنة محمد باقر

2009 / 11 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


بالامس استمعت الى قصيدة ذكرتني بك ... والشاعر عريان السيد خلف ، والموضوع هو انت .. الراحل الحاضر .. الشهيد .. القدوة .. المثل الاعلى .. الطفل الجميل في هيئة الرجل الوسيم ...
واذا المنية انشبت اظفارها ، الفيت كل تميمة لاتنفع...
لربما هو خطأ الامهات اللواتي تركن التمائم هذه الايام ..
في القصيدة انت تخاطب الاهل .... فكرت لحظتها ... هل ان عريان كان يعرفك حين كتبها ؟ قصيدة هلي ...
هلي وكتبتلكم اخر مكاتيبي على الكاع
ابنكم باعته الدنيا ولا باع
ام انه استجاب الى خواطري التي تواردت من لحظة التو .. الى زمن ماض بعيد قال فيه القصيدة ... لعله كان يعرف ان امرأة ما لاتقول الشعر .. وان النساء لسن جميعا كالخنساء .. وان امرأة ما ستستغيث يوما تريد ان تقول الشعر ... او ان يقول لها شاعر عن لسانها ماتريد قوله في امير رحل الى العالم الاخر .. مظلوما ... ومظلوم دوما العالم بين جهال ...
كثيرون لايعتبرون الشعر الشعبي من الثقافة ، ولكن تلك القصيدة بتلك اللهجة العامية الجنوبية ، بتلك الحسرة هي التمجيد الذي قد تقوله الخنساء في ذكرى صخر بلغتها الفصحى ..
هنالك لحظات ، لاينفع المظلوم فيها لكي يطلق صرخته في جموع الناس التي ترى الظلم ولا تفنده ، لاينفعه الا لسان شاعر ، كشعر الجاهلية لو وقع على صخر فلقه ولو وقع على شعر حلقه !
الان وقد انهيت تبريراتي لمخاطبتك في عالمك العلوي ..
وان كانت السماء ستفنى ، وان كان اهلها لايبقون ، واهل الارض يموتون ... فأنك لازلت عند الاله .. حتى في لحظة يموت فيها الموت نفسه ... ومقام ال ( عند ) اعلى من مقام ال ( مع ) .. أو هكذا يؤولون ...
ولكني رأيتك البطل في تلك القصيدة ، بل هكذا دائما .. كنت ولازلت اراك ..
والقمر بات يحدق فينا .. اين ذهبت عنكم الاقمار ؟
ان الذين يصلون الليل ، يضيئون لاهل الدنيا كما تضئ النجوم والاقمار لاهل السماء .. واليوم يفتقدك القمر .. وتفتقدك النجوم على الارض ... ولكنهم يرونك معهم في عالم السماء ..
ان القلوب التي تتلقى الرصاص ... بلا دروع .. هي قلوب عشقت الحرية .. ولاتريد للدروع ان تحميها .. قوم لبسوا القلوب على الدروع كما يقول الشاعر .. وانت لم تجعل قلبك وحده يتلقى الرصاص ... تلقاه قلبك ونحرك وكبدك ... ومن اين لي القوة لكي اذكر تلك الكلمات القاسية .... كيف استطيع ان اذكرها هكذا ... واصبح فؤاد ام موسى فارغا ... ذلك هو السبب الوحيد ..
قد عشقناك فارسا يعشق المغامرة ... ومغامرا يصنع التغيير ... غيرت في حياتنا كل شئ ..لم نعرف الحزن ابدا مذ جئت الى عالمنا .. وكلمتك مسموعة مذ كان عمرك سنتان ... انت الملك والملاك الطيب الذي حل فينا كنسمة الربيع ... وغادرنا في ربيعه الخامس والعشرين ... اخي وابن امي .... انك كنت تصنع البسمات على الوجوه ... وجوه الاطفال الصغار ... وعندما غادرتنا جاءوا الى مأتمك يصلون لروحك الطيبة التي صعدت الى السماء تلبس الاجنحة وتطير كما الاطفال عصافير واطيار تملأ الجنان تغريدا ... ايها البلبل الفتان ... ذكرك دوما ملؤه الفرح ... يا خطار الفرح ... هل تجود السماء علينا بأمثالك ؟ وهل ان عقيدة الرجعة حقيقة لاخيال .. لكي ترجع ؟ وهل نحن في زمان المعجزات لكي تنفض عنك غبار القبر وتنهض من جديد ... ببسمتك العذبة المعهودة ؟ انني وان كنت اذكرك دوما كأجمل لحظات السعادة .... لكنني اقول لك ... ابكيك ... وفاءا ... واستحياء من جودك الذي لا ينقضي .. ايها الفارس الشهم الشجاع ... ابكيك وارثيك .. ويسعد عيني دمعها وزفيرها ... واتمنى انني لا اموت قبل ان اصنع لك نصبا لطلبة الدكتوراه ... الذين يقتلون في الشوارع ... ولايرثيهم احد .. وخاصة في المدن الميتة ....التي لاتحتمل الاحياء ....
ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ... بل احياء عند ربهم يرزقون ...
الاهداء ... الى الامهات المظلومات ... في بلد الجراح ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيلي ضد حزب الله.. هل نشهد غزة جديدة في بيروت؟ | #


.. الرئيس التنفيذي لدائرة الحلول منخفضة الكربون في -أدنوك-: نست




.. المتحدثة باسم البيت الأبيض: الإدارة الأمريكية تشعر بالقلق إز


.. رصد لأبرز ردود الغعل الإسرائيلية على اغتيال القيادي في حزب ا




.. وزير الخارجية اللبناني يتهم إسرائيل بـ-الإرهاب- بعد انفجارات