الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القادة الاستخباريين

عصام البغدادي

2004 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


من حضرة الامبراطور نابليون بونبارت (ولد نابليون بونبارت في اجاسيكو, عاصمة جزيرة كورسيكا , وقد هزم في معركة واترلو عام 1815. وقد نفي بعدها الي جزيرة سانت هيلانة ..) جاء الدرس الاول منذ قرنيين، حين رفض ان يمد كفه لمصافحة جندى أجنبي ساعده على احتلال بلاده ، ذلك الجندي الذى قدم خدمة الخيانة لكي يحظى بمصافحة الامبراطور لكن الاخير رفض ورمى بحفنة نفود لذلك الجندى : قائلا هذا ثمن خيانتك لبلدك وانى استنكف من مصافحة الخونة!! نابليون هنا لم يكن مترفعا بقدر ماكان صادقا ، ففي كل اوطان الارض وقوانين دولها تحاسب الخونة وتزل بهم اقصى العقاب ، وتلك شريعة عامة عرفها الانسان عبر تاريخه الطويل.
اجهزة المخابرات الاجنبية المعاصرة وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية خرجت هي الاخرى بتطويرات كبيرة في كيفية تحقيق الاهداف باسرع وانسب الوسائل واقلها كلفة بما يتوافق مع عصر النهضة التكنولوجية ومع تطور وسائل الحصول على المعلومات ، حدثت وسائل عملها ووضعت خططا استراتيجية واستغنت عن المخبرين وصغار العملاء كما تم الاستغناء على الكتابة بالحبر السري والاتصال باجهزة اللاسلكي في عصر البريد الالكتروني ، وصارت تحاول الهيمنة على الرؤوس المتنفذة والذين كانت تعدهم لتزرعهم في بيئات ومناصب بصورة سرية ، صارت لا تبالي بالمجاهرة علنا بعلاقاتها معهم فذلك هو اول الاثمان التى على العملاء دفعها علنا.

القادة الاستخباريين لم يعد ضروريا ان يبدوا بالتدرج من مخبر او عميل صغير ، وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية المتغلغلة في محافل اجتماعية ومالية وهئيات مختلفة صار بامكانها ان "تلتقط" من تتوخاهم ان يكونوا رجالها المخلصين من رجال مال وعلم واعلام وحركات دينية وتؤوسس لهم مختلف المشاريع لتكون واجهة تستر نشاطاتهم ، هناك امثلة لا حصر لها وعلامات استفهام عديدة ايضا لاحصر لها عن قادة هدموا بلادهم ، علامات استفهام تطال رجال مجندون لاغراض مختلفة اكبر تلك العلامات مثلاً: هوشى منه المناضل الفيتنامي الشهير عمل لجهاز المخابرات الاميركي لذلك تحاشت اميركيا قصف داره طوال الحرب الاميركية الفيتنامية !! والذى لايصدق عليه ان يراجع عدد نيسان من عام 1968 من مجلة " لايف" وهذا موضوع سنقوم باعداده مع الصور الوثائقية في مقالة اخرى.


كثير من الشكوك لاتزال تلقى على دور غاربتشوف في تفكيك الاتحاد السوفياتي بعد نظريتة البروستريكا ، واسماء كثيرة ابرزها بهلوي الذى خذلته اميركا لكي توصل خمينيى الى سدة الحكم عام 1977 لكي تنفذ سياسة الحزام الاسلامي المطوق للاتحاد السوفياتي ، وماركوس وماتيلدا واكينو "استاذة الرياضيات " في الفلبين انتهاءا بغلوريا التى يحكم خطواتها المستشارين الاميركيين، عارف البيرقدار والعبيدى وعبد الرزاق وصدام حسين في العراق ، الملك حسين وعائلته في الاردن .. وشخصيات رياضية وفنية وعلمية لاحصر لهم.

لكن كل هؤلاء انتهوا او لم ينتهوا فان التاريخ بوثائقه قادر على كشفهم ، اما فيم يخص قادة العراق الجدد (18 من 25 منهم يحملون الجنسية الاجنبية ) سيبقى مصيرهم ومستقبلهم بيد الذين جندوهم قبل ان يكون بيد العراقيين ، فسادتهم قادرين على سحب البساط من تحت اقدامهم متى ارادوا ذلك او متى خالف المجندين شروط خدمتهم وفي قضية الدكتور الجلبي خير مثال على ذلك ، لقد اطاحو بسمعته وعاملوه بذلة حين اقتحموا داره وحطموا صوره الشخصية وتعاملوا معه بمواصفات اميركية محضة ليست على اعتباره قائدا سياسيا ، بل باعتباره مواطن امريكى خائن لاميركا قبل خيانة العراق. واتهموه بتقديم معلومات غير صحيحة عن اسلحة الدمار الشامل علما ان جوديث ميلر في مقالة لها في نيورك تايمز تقول ان "اكثر المعلومات اهمية قد جاءت من المقاول عدنان إحسان سعيد الحيدري الذي فر من العراق صيف عام .2001 فقد اخبر الحيدري المسؤولين الاميركيين بأن مختبرات الاسلحة البيولوجية والكيماوية العراقية اخفيت تحت المستشفيات وداخل القصور الرئاسية. وانزل الحيدري في سكن سري في احد مدن ولاية فيرجينيا الاميركية. وقال مسؤولون في الادارة الاميركية وخبراء في شؤون العراق ان اعضاء في اسرة الحيدري قد اختفوا وهناك مخاوف من ان تكون السلطات العراقية قد اعدمتهم لتخويف كل من يفكر في الفرار مستقبلا."
واتهموه بقضية الشفرات السرية للمخابرات الايرانيية وحملوه مسؤولية فشل احدى العمليات عام 1995 في شمال العراق لتنفيذ انقلاب يطيح بصدام حسين. وكل هذه الامور قضايا استخبارية تكرس لاغراض سياسية تتحكم برقاب ابطالها.

ان كل رجل يريد ان يكون سياسيا مخلصا بعيون ابناء شعبه يجب ان يكون تاريخه وطنيا نظيفا ، كما يفضل العراقى ان تكون شريكة حياته عفيفة ولامكان لعاهرة في اسرة شريفة ، والسياسة عاهرة كما وصفها ديغول في كتابه "الامل" والعراق ليس بحاجة الى سياسين عاهرين ملطخ تاريخهم بالعمل الاستخبارى الذى يجعلهم تحت رحمة اسيادهم ، لقد رفع البعض ممن دفع لهم صورة عدنان الباججي يقبل يد حاكم الامارات لان الصورة معلونة ومكشوفة ، فاذا اريد رفض رجل يقبل يد رجل حاكم فلماذا لا نرفض القادة الذين صنعتهم اروقة وكالة المخابرات المركزية وجلبتهم للعراق لتنصيبهم حكاما لمصادرة مستقبل العراق واجياله لصالح المحتلين ؟

وهذه هي لعنة السماء علينا نحن العراقيين الذين لم نستطع بناء بلدنا منذ عام 1958 حين نزل العسكريين الى حلبة السياسة ولغاية الان والاسباب واضحة جدا اننا لا نجيد اساليب التفاهم ولا نملك الشعور العالي المرهف والمتواضع بالوطنية ولا نملك ارثا ديمقراطيا اضافة الى الازدواجية في السلوك والشرخ والانفصام الكبير بين القول والفعل ..أضافة الى لعنة النفط الا ليت النفط لم يكن موجودا او كانت له عين ليرى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جماهير ليفربول تودع مدرب النادي التاريخي يورغن كلوب


.. ليبيا: ما هي ملابسات اختفاء نائب برلماني في ظروف غامضة؟




.. مغاربة قاتلوا مع الجيش الفرنسي واستقروا في فيتنام


.. ليفربول الإنكليزي يعين الهولندي أرنه سلوت مدرباً خلفاً للألم




.. شكوك حول تحطم مروحية الرئيس الإيراني.. هل لإسرائيل علاقة؟