الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
افتراضات حول احداث الاحد الدامي
عصام البصري
2009 / 11 / 2مواضيع وابحاث سياسية
كررت الحكومة العراقية اتهاماتها للبعث والقاعدة ودول الجوار واشارت الى خرق امني! ثم برزت ظواهر شاذة مثل تبادل الاتهامات بين اطراف السلطة في العراق. ويتهم محافظ بغداد (صلاح عبد الرزاق) وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد بالتقصير! بدون اشارات لتحقيق ما، ويصوت مجلس محافظة بغداد على اقالة وزير الداخلية وقائد عمليات بغداد في تجاوز واضح للصلاحيات. ويفقد محافظ بغداد اعصابه ويشير الى سكان المنطقة الخضراء بالمرعوبين ويطالبهم بالخروج للناس! ويعرض فيلما لكاميرات المراقبة مستنتجا بان السيارة المفخخة تتبع الى دائرة ماء الفلوجة، وذاك تقريرا امنيا لخبراء المحافظة، وسرعان ما كذبتها تقارير الاقمار الصناعية على لسان قاسم عطا (الناطق باسم عمليات بغداد) نقلا عن القوات الامريكية.
وتجاوز الصلاحيات وتوزيع الاتهامات بشكل عشوائي وعرض تقارير غير مؤكدة تفتقر للدقة والعلمية، تعكس حالة توتر واضطراب لدى الحكومة المحلية في بغداد، وتظهر عدم استعدادهم لمثل حالات الاحد الدامي. وربما لاحظ العراقيون بانهم فقدوا اعصابهم حين اقتربت منهم التفجيرات، ولم يلاحظ احد ما انفعالاتهم عندما احترق عراقيون بعيدا عنهم.
ويرد وزير الداخلية بتحديد مسؤولية امن بغداد في قيادة عمليات بغداد، والاخيرة تتبع رئاسة الوزراء مباشرة. وقد خول المالكي (رئيس الوزراء) قائد عمليات بغداد صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة، وعندها تقلص دور وزارتي الدفاع والداخلية وتحدد في التجهيزات دون التخطيط والاشراف والتنفيذ. وهذه اشارة واضحة لمسؤولية المالكي في تفجيرات الاحد الدامي.
لم تعترض الوزارات الامنية على تخويل قائد عمليات بغداد صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة، ولا مجلس الوزراء او مجلس النواب. وهذا يعكس لا ابالية واضحة بارواح العراقيين، وجهل تام وانعدام الخبرة لدى القيادات الامنية بمستوياتها الرفيعة.
ومن يتابع الظواهر المشار اليها من رعب بين المسؤولين وتبادل الاتهامات وانعدام الخبرة والجهل وغيرها، سيلاحظ بان الملف الامني لم يحصل على الاهتمام المطلوب، بل اهمال واضح لذلك الملف. ورغم ان العراق تعرض لحرب اهلية في السنوات السابقة فقد تركز الامن في سيطرة قد تتشدد او تسترخي ومنع تجول وغلق للشوارع وتصرفات شاذة من اليات القوات الامنية (السير بعكس الاتجاه وتوزيع الشتائم والابتزاز). وربما كان ما يقال عن اعادة النظر بالخطط الامنية يعني اعادة انتشار.
ان اهمال ملف الامن يعني وجود مساحة واضحة تتسع عند الحاجة للقوى السياسية المتنافسة لممارسة العنف باوسع اشكاله، وتدفع الشعب ليحتمي كل بطائفته في الانتخابات القادمة. وذلك ما حصل ابان الانتخابات السابقة ابان انتشار الحرب الاهلية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=150872
، واشار لذلك بعض الاقلام ومنها
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=118745
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=119952
ومارست الكتل السياسية العنف عندما رشحت في قوائمها المغلقةاللصوص والقتلة والفاسدين، وتربعوا على مناصب الدولة ومقاعد البرلمان، وكانت مكافاة على ممارسة الاعضاء للعنف!. ووجد العراقيون قاتلا بين وزراء حكومة الوحدة الوطنية او لنقلها وزارة المالكي، وكان وزير الثقافة (اسعد الهاشمي)، ولاحظ الجميع دور قيادات في الدولة العراقية في تهريبه!. وتابع العراقيون كيف ساهمت الاحزاب في انقاذ وزير التجارة من تهمة الفساد! والعجز الكبير في وزارة التجارة، وقبلها كان وزيرا للتربية! فهل يشير ذلك الى حرص واضح على اطفال العراق. ولا ينسى العراقيون تفجير حزام ناسف في دار سلام الزوبعي (نائب رئيس الوزراء) عند اقامة الصلاة وقتها. ونستحضر مذكرات القاء القبض على برلمانيين في العراق، ومنهم مشعان الجبوري وناصر الجنابي ومحمد الدايني وتيسير المشهداني وزوجها ومحمد الدايني وغيرهم. ومن المؤكد بان الاجيال القادمة ستتندر علينا حيث احتل هؤلاء مناصبهم باصوات الشعب.
ومن لديه حكومة تضم فاسدين، ونواب مارسوا العنف من اوسع ابوابه سيجد البعث والقاعدة بينهم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - هل يتعلم العراقي من دروس العنف
احمد سمير
(
2011 / 8 / 16 - 15:42
)
مرة أخرى يتجاوز هذا الكاتب الحدود المرئيه للأحداث لانه (كما عودنا في كتاباته السابقه) يتمتع بدرجه غاليه من الذكاء والعقل التحليلي المنطقي مع مقدره على تحييد العاطفة في كتاباته. درج الكثيرون في السابق على تحميل الحكومه والجهات الأمنيه مسؤولية الأحداث الداميه ولم يستطع أحد على حد علمي أن يحمل المسؤوليه جميع الأحزاب المتنفذه كونها المستفيدة الأخيره من ضعف السيطره الأمنيه للبقاء في السلطه من خلال التوظيف المدروس لأدوات الأرهاب في توقيتات معينه. السؤال هو هل يستطيع العراقيون أن يفكروا دون عواطف ويتخذوا القرارات السليمه في الأنتخابات القادمه ؟
.. -هبّة ديموغرافية- للعراق.. لماذا كل هذا الجدل بشأن نتائج ال
.. هل مازال بإمكان سوريا التعويل على إيران وروسيا؟
.. أسبوع حاسم أمام الحكومة الفرنسية يبدأ بالتصويت على مشروع قان
.. هل تعرضت إيران لخدعة من روسيا في سوريا؟ | #التاسعة
.. المعارضة السورية المسلحة تعلن سيطرتها على مدينة تل رفعت الخا