الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيل السردي

حسين رشيد

2009 / 11 / 2
الادب والفن



تعتبر القصة القصيرة من اقرب الفنون الادبية الى حياة وفكر الناس ومراحل حياتهم، اذ تعبر بشكل واضح عن همومهم وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والحياتية والعاطفية وحتى الجنسية، كما ان ارتباطها بحركة الواقع جعل منها خير شاهد وموثق لكل الاحداث والتطورات والتقلبات والارهاصات التي عانتها البنية الاجتماعية العراقية ، كذلك ارتباط اجيال القصة القصيرة بتلك الفترات، اذ كان لجيل الخمسينيات دورا هاما في نشر الوعي الادبي والثقافي بين عامة الناس لما احدثوه من تطور ايجابي في منظومة الافكار ، خاصة مع تواجد احزاب وطنية فكرية تبنت تطوير الاتجاهات الادبية والثقافية وتطويرها حيث كانت القصة في تلك الفترة شهيق الشعب ضد الاستبداد والظلم والتنكيل الاجتماعي والفكري والطبقي .
قصة الستينيات ربما تكون اكثر حداثة ، ملفوفة بفكرة التسجيل لكنها كانت غامضة مرمزة بشكل لغزي، حيث ابتعدت عن هموم وإرهاصات الشعب ومعاناته الى حد ما. اما القصة السبعينية لا تختلف كثيراً عن الستينية لما مثلتها مرحلة السبعينيات من فترة استرخاء بنظر البعض وهذا الأمر كان خارجيا اذ ان الداخل كان يعج بكل اشكال القمع والمطاردة وعد العدة لضرب الآخر، حتى جاءت قصة الثمانينيات الحربية بطغيان صوت الرصاص ولون الدم والزيتوني عليها مع تفرد بعض التمردات القصصية على واقع الحرب ومغازلته لمواضيع اخرى، ليطغي الحصار والجوع والهرب على قصة التسعينيات اضافة الى ظهور قصة المنفى والحنين الى الوطن الذي جسده بعض الأدباء الذين فضلوا الهروب من براثن الدكتاتورية .
لنأتي الى نهاية المطاف وقص ما بعد التغيير في شكل السلطة وما رافق هذا الحدث من تقلبات سياسية واجتماعية وفكرية واقتصادية رمت ظلالها على البنية التركيبية للمجمتع العراقي.. هذه الفترة عاصرتها جميع الأجيال ربما نستثني الجيل الخمسيني لكن هناك الجيل الستيني وما تلاه من أجيال أخرى .
وحين نقف بمواجهة الحدث نرى هروب وانزواء الكثير من قصاصي الأجيال السابقة بالتصدي للمرحلة الراهنة والعمل على خلخلتها من ثم عكس صورة أخرى مغايرة تكون محط اهتمام عامة الناس .
فالجيل الحالي للقصة القصيرة وما أنتجه من قصص حاكت وادانت المرحلة بكل تقلباتها الجمة يقف الان وحيدا في ساحة صراع متعدد الاشكال والألوان والرؤى ، من غير ان يفكر احد بالالتفات إليه ومحاولة تقييم ما أنتجه ، وهي مهمة النقد اولا وأخيرا وبما ان نقادا لا يتعاملون الا مع الاسماء الكبيرة والمهمة التي نالت حصة كبيرة من المقالات النقدية، ربما يكون بعضها مجاملا اكثر ما هو نقدي ، يبقى جيل التغيير ما بعد 2003 السردي يواجه العاصفة وحيدا لتتساقط اورق شجرتها الواحدة تلو الاخرى، اذن لابد وقفة جادة ومهمة ، لابراز اهمية هذا الجيل من خلال نشر نتاجه السردي والعمل عليه نقديا وتقويميا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال