الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أهمية الصحف تبعدنا عن قيام جمهورية المصائب الكبرى

عفراء الحريري
كاتبة

(Afraa. Al-hariri)

2009 / 11 / 2
حقوق الانسان


أن حجب حرية الرأي والتعبير لايطفىء نور الشمس .
وأن لعنة الأيام لأتوقف رحمة الله بنا.
وسد الممرات لا يمنع المرور إلى طرقات أوسع .
ولجم المصدر لايوقف صوت الصراخ ضد الظلم .
إن مصيبة المصائب ليست في فواجع الحب وحده ، بل في كل مايحدث حولنا ؟ في كل ما يحيط بنا ؟ في كل غياب للعدالة والمساواة والإنصاف ؟ في كل فقدان للعلاقات الإنسانية التي تربط بين الناس بعضهم ببعض ، صغيرهم بكبيرهم ، رئيسهم بشعبه ، دولة بكل سلطاتها بمجتمعها الذي تتولى مسؤوليته ؟ في كل الاعتقادات والعقائد المفروضة علينا ودخيلة على سماحة إسلامنا واعتداله؟ في عدم إحساسنا بالانتماء إلى هذا الوطن وهذه الأرض ؟ مصائبنا في ذواتنا وفي تغليب الأنا على الجماعة ، في تمسكنا بارئنا التي في معظمها تخالف المنطق والعقل مثلما لاتتفق مع المشاعر والوجدان ؟ مصائبنا بأننا أصبحنا في غابة يسودها الظلم والبقاء للأقوى ؟ مصائبنا في عشوائية مسيرة حياتنا ؟ مصائبنا في كل شيء من الخاص إلى العام ومن العام إلى الخاص ؟ فتعالوا نتحسس الوجع معا ، ونتشارك في مصائبنا ونتمعن فيها في قضايانا بمختلف مجالات الحياة ؟ مصيبتنا تختلف عن مصائب الدول والمجتمعات الأخرى ! بلى ففي حين تعالج كل دولة أوجاعها ومحنها وعجز ميزانياتها تجد مخرجا من مصيبتها وعلاج لأوجاعها ؟ لان النظام والقانون يسودها وقضاء عادل يراعي مصلحة المجتمع وليس الأفراد كل حسب مايمتلكه من مال ونفوذ ! فيتحد فيها الناس لمواجهة الظلم وكل مايضر بالإنسان أو يلحق به الأذى / تتفاوت لديهم المصائب ولكن عندنا تتفاقم المصائب بلا أسباب ، بلا معنى ، بلا مبررات ، بلا حجج ، مصائبنا جعلت معظم الناس تفكر بالهجرة أوتلتزم الصمت والاستسلام ويحاصر بعضنا الخوف ويبيع بعضنا ذمته وأهله إن اقتضت مصلحته ، ونصاب بالندم حين لأنجد مبرر لإسقاط الآخر، تسير بنا المصائب ونسير خلفها بدون أن نقطعها أونرفضها أوحتى نتحاور فيها أو نشكوى منها جهرا أونرفع ضدها دعوى في المحكمة أوالنيابة أوالجهة المعنية بها ؟ المصائب تلاحقنا وأولياء الأمر منا يشاهدون ويؤججون كل مصيبة وأخرى ؟ ولم يلتزمواالامرفيما بينهم بالشورى كي يبعدوا عنا فينة من كل مصيبة بل من مصيبة واحدة ، نحن بالنسبة لهم دمى في مسرح العرائس يحركونها كما شأوا أو يتركونها فتتشابك خيوطها وتتصارع مع بعضها البعض / وإن أطلقت العنان لقلمي لجف الحبر قبل أن أسرد عليكم المصائب من كثرتها وشدتها وأثرها وتأثيرها وتفاقمها ؟ فإن بدأت بالفساد من أين سأبدأ وإلى أين سأنتهي ، وإن بدأت بالفقر وأوضاع الناس ، وحال منظمات المجتمع المدني ، وحقوق الانسان خاصة " المرأة والطفل ، وقضية الجنوب وأهل الجنوب وانتقلت إلى قضايا حجب المواقع الالكترونية ومنع الصحف وتقييدها وحصارها ابتدأ بالأيام والوطني وأنتهاءا بالمصدر ، والحرمان في منح واستخراج وثائق إثبات الهوية وانتهيت بموضة الفترة الزمنية التكفير وتشعبت في حرب صعده وعرجت إلى الجعاشن وتعمقت في عدن ومعالمها وتاريخها وأهلها ، والتربية والتعليم وانعدامها ، وأستراجية الأجور وغياب رؤيتها .. وغيرها فقائمة مصائبنا كثيرة لاتحصى ، فهل وأستحلفكم بالله نستطيع أن نفكر قليلا بماذا سنصنع صباح الغذ ؟ هل يمكننا أن ننظم حياتنا ونستفيد من الوقت على الأقل في التفكير لماذا نحن نختلف عن العالم ؟ ولماذا لايتعامل معنا العالم حين نخرج إليه بشكل طبيعي كما يتعاملون مع بقية الأجناس ؟ لماذا اليمني حالة استثنائية حين يخرج إلى العالم فيعتبر من عصر التخلف والجهل ويتعامل على أنه طرف من أطراف الإرهاب والتطرف وعضو في قاعدة بن لادن ونشئ في كهوف طالبان والمعاملة اللانسانية التي يخضع لها منذ دخوله المطارات الدولية وفي هجرته ومغادرته وحياته وحتى مماته وقلة هم الاستثناءات ...؟ لا أسخر ولكن أتحسر فاليمني وأهل الجنوب المشهود لهم بالحضارة والتاريخ والحكمة أصبح مصيبة على العالم أيضا وليس فقط مثقلا بمصائب لاتحصى ولأتعد وفي الجانب الآخر نجد أن المفاهيم التي تستخدمها السلطة السياسية ولا تقوم بتطبيقها مصائب أخرى أحرجت السلطة منها :- مصيبة مبدأ الديمقراطية ، التعددية الحزبية ، منظمات المجتمع المدني ، حرية التعبير، الانتخابات الحرة والنزيهة ، نظام الكوتا، التنمية والشراكة ، حقوق الانسان ، مكافحة الفساد ، الحكم المحلي كامل الصلاحيات ليس واسع الصلاحيات، والتعديلات القانونية الخاصة بحقوق المرأة ...وغيرها من المصائب التي – حوش وحنب النظام نفسه بها - " باللهجة الدراجة " فأصبح محاصرا بها ولا يستطيع ولن يستطيع النفاذ منها إلا بإيجاد معالجات جدرية لها ومتى أستطاع أن يخرج منها سيستطيع أن يخفف من عبء ثقلها على المجتمع وتلك تحتاج إلى معجزة إلاهية من المولى – عزوجل - فبرحمته وبركته جعلنا نصبر على هول مصائبنا فصنفنا العالم مصيبة عليه بناءا على هوية دولة بلا مقومات ولا سيادة للنظام والقانون ، فلتدعوا الصحف تنال نصيب من رحمة الله فلعله – سبحانه – يجعل فيها مخرجا وتخفف من تلك المصائب وهي لعمري - تساعد النظام في معالجتها وتسوية بعض الامورللحد من هذه الظاهرة وكي لانصبح فيما بعد سكان في جمهورية المصائب الكبرى ؟ .
" والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "صدق الله العظيم
المحامية والناشطة الحقوقية / عفراء الحريري










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أدرينالين
عماد البابلي ( 2009 / 11 / 2 - 14:23 )
أتخيل كم أفرزت من الأدرينالين وقت كتابتك هذه المقالة التي تنتمي لرياضيات الزاوايا الحادة !!!! من يستحق ؟؟؟ العرب ! مشكلة داخل مشكلة وتعقيد
داخل تعقيد يعيشون في وادي البؤس ويفاخرون العالم بهذا الوادي !!! شكرا و
تحياتي يا أخت عفراء


2 - أتضامن معك ايتها الناشطة الحقوقية
علي الاسدي ( 2009 / 11 / 2 - 20:45 )
العزيزة الاخت عفراء
تحية لصمودك
عندما ابتدأت بقراءة المقال كنت اعتقد انك تتحدثين عن مصائب العراق حتى وصلت إلى صعدة عندها أدركت إننا لسنا وحدنا في مصائب التخلف ، وكنت موقن قبل تلك اللحظة أن العراق ربما الأسوء بين الدول يحكمها الجهل والفساد ، فالدم المراق في تلكم البلدان يصب في قناة واحدة يتطهر فيها القتلة قبل الدخول الى الجنة. لا أجد إلا أن أتضامن معك ومع الشعب اليمني بشماله وجنوبه من أجل انعتاقه من السلطة الفاقدة للشرعية ، المتشبثة بالسلطة دون مراعاة لآبسط حقوق الانسان التي أقرها الاجماع الدولي. لكن لنكن واثقين بأن مثل هذه الأنظمة تفقد مقومات الحياة وأنها لابد و تترك الساحة السياسية لممثلي الشعب الحقيقيون.
شكرا لجهدك الباهر ايها الناشطة الحقوقية.
مع تقديري الخالص
علي الاسدي

اخر الافلام

.. مراسل #العربية فادي الداهوك: ‏طلاب جامعة السوربون ونواب فرنس


.. رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية: نتهم ا




.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا