الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الجزائر-شجرة باسقة في حدائق الذاكرة-

يحيي رباح

2009 / 11 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الآن.. في ذكرى الخامسة والخمسين لانطلاق الثورة الجزائرية الخالدة، التي حققت انتصارها الحاسم واستقلالها الكامل، وميلاد الجمهورية الجزائرية!!

الآن ، في هذه الأثناء نستطيع نحن الأجيال العربية التي عاصرت الثورة وانتصارها ، والأجيال اللاحقة التي لم تعاصر الثورة ، ولكنها نعمت بالاستقلال دون أن تذوق طعم تضحياته الكبرى ، وعبقرية تحقيقه التي تصل إلى حد المعجزة!!! الآن نستطيع أن نشير إلى الثورة الجزائرية ، ابتداء من لحظة انطلاقتها المذهلة ، بنوع كبير من الثقة بالنفس ، ونقول أننا من خلال الثورة الجزائرية قدمنا للعالم نموذجا حضاريا هائلا، وأننا منحنا معنى الحرية والاستقلال حلما يعيش في العقول والقلوب، وأكد لكل المقهورين على امتداد الكون ، أن هذا الشعب الجزائري بطلائعه الأوائل ، وقادته المؤسسين ورجاله ونسائه الشجعان، حاضر بميراث ثورته في نسيج العصر، وان كل يد امتدت بإشارة النصر في قارات العالم الست ، مدينة بالفكرة والحلم والانجاز إلى الثورة الجزائرية العظيمة ، وان هذا الشعب الجزائري- شاء من شاء وأبى من أبى- حمل راية الثورة والحرية والاستقلال ولوح بها لسنوات طويلة في كل أنحاء العالم ، لأنه قدم النموذج الملهم ولم يتدخل قسرا في شئون أحد ، ولأنه أجج الحلم الجميل ولم يطفئ إرادة احد ، وان الثورة الجزائرية الجميلة النبيلة أنتجت نفسها بعد ذلك في معارك طاحنة أخرى ، وهى تدافع عن حلمها في وجه العتاة الظالمين الذين استكثروا على الشعب الجزائري أن يكون نموذج الانتصار!! وفي وجه الإرهاب الدولي الأسود الذي اتخذ أسماء للتمويه ما انزل الله بها من سلطان .

الجزائر الثورة..
لم تكن الملهم والمساعد القوي للثورة الفلسطينية فقط !!ولم تكن فخر أمتها العربية والإسلامية فقط ، بل كانت موجة النور الحضارية التي وصل إشعاعها من أقاصي أميركا اللاتينية إلى أقاصي جنوب شرق آسيا ، وبعد خمس وخمسين سنة ، فإن الثورة الجزائرية تجدد نفسها في نسغ الحياة للشعب الجزائري ، إنها ليست شيئا من الماضي ، بل هي إرادة الحاضر والمستقبل ، شجرة وارفة تعطينا وتعطينا باستمرار ثمرها الحلو وظلها الظليل وحضورها الدائم في حدائق الذاكرة .

كنت في بدايات الشباب، عندما شاءت لي اقدارى الحسنة أن اذهب إلى الجزائر في صيف عام 1976، وكنت مكلفا من الرئيس عرفات بافتتاح إذاعة صوت فلسطين على موجات الإذاعة الجزائرية ، وهى الإذاعة التي استمرت بعد ذلك لعدة عقود ، وكانت الجزائر آنذاك في ذروة قيامتها ، وفي عز تفتح حدائق عطائها ، والصدر الحنون الذي احتوى كل حركات التحرر في العالم التي حصلت على استقلالها بعد ذلك ، وكنت أرى الجزائر العاصمة بمثابة حاضنة كبرى لأمل العديد من الشعوب والأمم ، وبوابة للحياة لمتدفقة .

هنا الجزائر ، فينتبه العالم
هنا الجزائر، فتضئ القلوب بالفرح
هنا الجزائر، فيعرف الشعب الفلسطيني انه لن يكون وحيدا، لان الجزائر معه ، مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.

الآن..الآن.. في الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الجزائر الخالدة ، ونحن نتذكر القادة المؤسسين والشهداء المضيئين والشعب الصامد الذي لايلين !!الآن تتلألأ الجزائر بدورها ومكانتها ، وجمال نموذجها الإنساني ، وعزة شعبها وافتخارها بجيشها الوطني ، وترابها الذي اغتسل بملايين الشهداء واسمها الذي يتوهج من فوق قمم الاوراس التي لا ترحل أبدا.

فألف تحية لذكرى ثورة الجزائر
وألف تحية للشعب الجزائري العظيم
ان الجزائر قادمة ، دائما هي قادمة بالخير والبركة والعزة والنصر قادمة ، إنها الجزائر التي استحقت انتصاراتها في كل معركة ، وكل منعطف لأنها دفعت ثمن انتصاراتها ولم تتسوله من الآخرين ..

فتحية للجزائر بهية الحضور.
[email protected]

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا