الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم أتمنى لو كُنتُ ... ؟؟ *

محمد سليم سواري

2009 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مرت سنتان على رحيل المفكر الانسان صلاح سعدالله ، وفي حسابات القسم منا كأنه رحل البارحة ، لأن الانسان الذي يجعل له مكاناً في قلوب الآخرين يعيشون معه وليس للزمن أدنى تأثير على تلك العلاقة والعاطفة ؟؟
مرت سنتان على غياب المثقف والمبدع صلاح سعدالله وفي كل يوم كم أتمنى لو كنت شاعراً لمثل هذا اليوم في ذكرى رحيله لأنسج من جمال الكلمات وبديع الصور قصيدة تسمو على المعلقات السبعة التي علقت قبل الاسلام على جدران الكعبة ، على أن تكون قصيدتي محررة من قيود الوزن والقافية ولا تخضع لكل البحور والعروض الشعرية وتعلق على جدار جسر ده لال المطل على نهر خابور الخالد "1" ، وعند كل صباح ومساء حيث تشتد أمواج النهر وتثور وتتصارع ، لتهدأ تلك الأمواج حياءً وخجلاً من موسيقى وألحان وأصداء تلك القصيدة الأبدية ، ويمضي النهر وبكل خشوع في رحلته السرمدية وبكل تأني وتصبح شربة ماءٍ لكل ضامئ على ضفافه .. ولعمري لن يكون ذلك عصياً على مبدعي وشعراء زاخو لينسجوا تلك القصيدة .
مرت سنتان على رحيل هذا المبدع وفي كل يوم كم أتمنى لو كنت لمثل هذا الاحتفال التكريمي مغنياً لينطلق صوتي من غير آلة كمان وقانون وعود ومن دون مايكرفون وأُمسد خدي بيدي وأرثي لصاحب القلم والمبدع صلاح سعدالله وتنافس أُغنيتي هذه أغاني عه مي كوزي وجه تو وقاسم مه يرو وملحمة دمدم وخاني صاحب اليد الذهبية"2" .. ولعمري ليس هذا ببعيد على مدينة زاخو منبع المغنين والفنانين أمثال طاهر سعيد عبو وأردوان زاخويي وأياز زاخويي ليؤدوا هذه الاغنية تغني ببطولة قلم ، حيث لم يألوا الجهد عندما غنوا للأمجاد والشهامة والحب .
مرت سنتان على رحيل الكاتب الكبير صلاح سعدالله وفي كل يوم كم أتمنى لوكنت نحاتاً لأنحت وأنقر وأصوغ من الصخور الحنطية في جبال كاره ومتين وسفين والجبل الأبيض نعم لأنحت تمثالاً يناغم هامة المرحوم وتوضع على بوابة زاخو من مدخل وادي زاخو ، ليراه كل سائح ومار وعابر ورحال في هذا المكان وليعلم بأن مدينة زاخو أضافت الى شهرتها بنهرها خابور وجسرها ده لال ومغنييها صاحب قلم وقضية هو القدوة نحو السمو والعلى ؟!.

* جاء هذا الرثاء ضمن كلمة ألقاها الكاتب باللغة الكردية في الاحتفال التكريمي في الذكرى الثانية لرحيل المرحوم الذي أُقيم في مدينة زاخو مسقط رأس المرحوم في 22/10/ 2009 ، والجدير بالذكر أنه انتقل الى جوار ربه في 18/10/2007 .
"1" جسر ده لال من الجسور التراثية القديمة في مدينة زاخو حيث يطل على نهر خابور الذي يمر بالمدينة مثل سور ويحولها الى شبه جزيرة .
"2" أغاني عه مي كوزي وجه تو وقاسم مه يرو وملحمة دمدم وخاني صاحب اليد الذهبية من الأغاني الكردية الملحمية المعروفة حيث غناها ومنذ عصور والى اليوم أكثر من مغني كردي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة