الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنزعوا الألغام من عقولكم ..تخلوا الشوارع من المفخخات والدماء!؟

محمود حمد

2009 / 11 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


إنزعوا الألغام من عقولكم ..تخلوا الشوارع من المفخخات والدماء!؟
محمود حمد
ان اعظم ثمار زوال السلطات الشمولية والحركات والاحزاب الدكتاتورية في اوربا هو ذلك النهج الديمقراطي الذي يحترم عقل ويد الانسان الفرد..فقد تولى هذا النهج على مدى ستة عقود ..مهمة:
1. تطهير الحياة من الاستبداد..
2. وتنقية السياسة من الاصنام اللاصقة..
3. وفك طلاسم الفكر الانساني في مختلف العلوم والثقافات لتوسيع افق معرفة الحقائق..
4. وارتقى بمفاهيم وممارسات صناعة المدنية الى طور تحريم إستلاب رأي وحرية الآخر..
5. وأبعد السياسة عن ـ قدسية ـ الدين..وجَنَّب الدين مهاوي التبضع بأسواق السياسة..
6. وأضاء المشتركات الانسانية المنتجة في تأريخ الأمم والشعوب..
7. ونبذ الطغاة والمتخلفين ودعاة الحروب ومثيري الازمات ومشعلي الفتن..
8. وأنشأ البنية الأساسية ( الاقتصادية) لوحدة المصالح لا بؤرالأزمات..
9. ورعا حقول الثقافة الابداعية (الصغيرة) و(الكبيرة) في بستان الحضارة الانسانية..
10. وبدد الحواجز التي راكمتها قرون من التناحرات الاقطاعية، مُفسحا المجال للسوق الأوسع التي تُنَمي قوة عمل ومنتجات الجميع..
11. وعصف بالهياكل الشوفينية الدينية والطائفية والقومية والمناطقية الانعزالية التي أججت الحروب وحالت بين الانسان التنموي المسالم وبين تَطلُعِه لأُفق قاريٍّ رحب.
فتمكنت امم ودول متناحرة زَجَّت العالم خلال القرن المنصرم بحربين كونيتين أزهقت ارواح اكثر من سبعين مليون انسان ودمرت القارة الاوربية وماحولها وأعادتها الى عصر الفوانيس!..
تمكنت هذه الامم بعقلائها ـ لا بامراء الطوائف والاعراق والعقائد ـ من عبور طوفان الحروب والخراب بسفينة الديمقراطية الى ( اتفاقية لشبونة )..التي تؤسس لصيرورة ـ طبيعية ـ للدولة الاوربية الموحدة ( دولة الوطن المزدهر والمواطن المرفه) من أمم مختلفة ..ودول متناحرة الى الامس القريب..ولغات متعددة ..ومذاهب متنافرة ..وثقافات متنوعة ..وتاريخ يقطر دماً..
فماذا جاءت لنا بها ديمقراطية الدبابات الغازية..غير تفشي اخطر الاوبئة السياسية في عقول امراء الطوائف والاعراق والعقائد:
1. الخوف من وقع خطوات المتحاصصين معه في الغنيمة!
2. الشك والارتياب بنواياهم !
3. النفور من افكارهم ورؤاهم!
4. التحفز والإعداد لمواجهتهم دمويا في أي حين!
5. تهيئة مستلزمات الإنكفاء الآمن للمنافي..لعدم الثقة بمستقبل (العملية السياسية)!
6. التسابق المخزي لنهب ثروات الوطن وهدر حقوق المواطنين بغطاء شريعة المحاصصة البغيضة التي ـ تُبيح ـ لهم الوصاية على مكونات الشعب والسلب بإسمها!
7. الحرص على رضا ( الخارج ) الذي أنتجهم،أو حماهم،أو دعمهم في سنوات الدكتاتورية..اوالذي شاركهم محاور الغزو..اومن عزز مكانتهم في سلطة المحاصصة خلال سنوات الاحتلال.
وباسم الخوف على ـ الخصوصية والحقوق الطائفية والقومية والعقائدية ـ افرزت مرحلة مابعد الاحتلال وسقوط الدكتاتورية ..نوايا معلنة واخرى مضمرة ( لكنها مفضوحة لكل لبيب )..تشكل العامل الأساسي والاخطر ـ الذي يقف وراءه الغزاة ـ في استمرار دوامة الموت والفساد الاداري والمالي وبقاء جيوش الاحتلال..
فلكل أمير من أمراء الطوائف والأعراق ـ دويلته ـ العائمة في بحر أوهامه..ويلقي لها الرواسي في عقل وجسد العراقيين وفي اوصال الوطن ..
مرة بالسر واخرى بالعلانية..
ويستقوون ـ من أجلها ـ بغير العراقيين على أخوتهم في الوطن!
كما تبدو في المشهد الارهابي المستمر..الذي دفع ويدفع العراقيون حياتهم ووطنهم ثمنا له على امتداد دهور الاحتلال..فتلك الالغام التي تستوطن في عقول ـ أمراء الأزمات ـ هي أخطر مصادر الكوارث التي تستبيح المدن العراقية من الغزو والى اليوم..ونعرفها بايجاز:
1. امارة ـ ولاية الفقيه ـ الشمولية ( الشيعية) التي تبشر بها قوى طائفية ..والتي نبذتها المرجعية الشيعية في العراق ورفضها العراقيون بإقصاء دعاتها عن سدة الهيمنة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة.
2. امارة الذبح على الطريقة الاسلامية الشمولية ( السنية ) التي يدعو لها تيار تكفيري..ونبذها أئمة السنة من أهل العراق وحاصرها أبناء المدن التي أستبيحت بسيوف الذباحين وأخرجها من حواضنها.
3. الامارة القبلية ( العربية ) الشمولية التي يسعى لاعادة انتاجها تيار قومي بحجة مواجهة الطائفية والنفوذ الايراني.. تلك الحقبة التي استنزفت عمر العراقيين وثرواتهم ودمائهم ومستقبلهم على مدى اكثر من اربعة عقود.
4. الامارة القبلية الشمولية ( الكردية) التي يدعو لها القوميون المتطرفون الكرد..والتي عصفت بها رياح ـ التغيير ـ لكنها مافتئت تؤجج مكامن الخلاف وتتوعد بمستقبل مظلم للعراق ان لم يُذعن الآخرون لارادتها !
ان جميع امراء الطوائف والاعراق والعقائد الذين يضمرون للعراقيين مشاريع الامارات الاقطاعية الشمولية المدججة بثقافة التناحر وتقديس الاصنام ..هم مشاركون في الازمة الوطنية العامة ..التي تستنزف حياة ووطن العراقيين..
لقد اثببت السنوات المريرة التي يمر بها العراق ان صوت الشعب الذي ينبغي ان يعصف بـ ( أمراء الكوارث ) هو :
إنزعوا الألغام من عقولكم ..
تخلوا الشوارع من المفخخات والدماء!؟

وان يُدركوا:
ان ـ الخصوصية الدينية والطائفية والقومية ـ لاتزدهي الا بحقل الوطن المشترك..لان جدران الانعزالية تؤدي الى التطرف والارهاب والضمور والتوحش والانقراض!
وقوة اي مُكوِّن وديمومة إرتقائه.. لاتكمن الا بشركاء الوطن من العراقيين..لا بتجار العجم والعرب والافرنج!
وارادة اي واحد..لاتتحقق الا كتيار دافق بنهري الوطن..
يلتقيان في مصب واحد..
لتنبثق ارادة :
المواطن الحر ..والشعب المتمدن السعيد.. والوطن الكامل السيادة..











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة