الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تنازل للاحتلال

جورج حزبون

2009 / 11 / 3
القضية الفلسطينية


رغبة في التفاؤل، أو تعبا من القائم، أو جنوحا للسلم، ثم الترحيب بانتخاب أوباما رئيسا لأمريكا، ومن طرفه أعلن في القاهرة التزامه بالسلام،وقال أنه يتحدث عن الشرق الأوسط،، القضية الأهم فيه فلسطين، وأنه ملزم بالدولة والقرارات الأممية، ومعروف أن أمريكا تفهم الشرق الأوسط على أنها لمنطقة الجغرافية الواقعة بين أفغانستان والسودان، وفي هذه المنطقة تواجه أمريكا أزمتها الحقيقية، ويواجه أوباما امتحانه الحقيقي، فإلى جانب فلسطين هناك العراق ولبنان وأفغانستان وإيران والمتغيرات الجارية في تركيا وغيرها،والتحالف مع إسرائيل لم يعد مفيدا كما كان بالسابق،بل إن إسرائيل أصبحت عبئا على أمريكا التحوط منه إن كان فعلا هناك من يريد نهجا جديدا لأمريكا.
وهكذا عين أوباما مبعوثي أحدهما لفلسطين والثاني لباكستان وأفغانستان، وبعد سبعة أشهر لم يحقق أي منهم تقدم يذكر! لا بل فإن الوضع في باكستان أصبح متفجر أكثر وتهدد بحرب أهلية إن لم تصل إلى إعادة تقسيم البلاد،وفي أفغانستان انتعشت طالبان وبدأت حرب عصابات، وحكومة قرضاي مفعمة بالفساد،والعراق عادت التفجيرات، والمعاهدة الأمريكية العراقية ستعرض للتصويت مطلع العام القادم والواضح لن تنجح؟؟! وأخيرا قالت وزيرة خارجية أمريكا( التي واجهتها في باكستان تفجيرات وأجواء غير ودية)وهي تلتقي رئيس السلطة الفلسطينية إن هذا ما استطاعت أمريكا إنجازه!!!! وإذا بعد ما يقرب من عام على انتخاب أوباما، لا يستطيع صنع السلام الذي تسرع أصحاب جائزة نوبل بمنحه إياها!!
وبادرت إسرائيل لتعلن أن الفلسطينيين هم من عرض السلام للخطر؟؟ إذا أصبح الاحتلال عملية سلمية، وسلب أوطان الشعوب عملا من أعمال السلام،؟ وإن كانت هذه هي أولى حصاد أوباما، فإن الذين بالغوا بالتفاؤل لم يستطيعوا إدراك مهمة أمريكا الأساسية والإستراتيجية وهي السيطرة على العالم ،وإعادة شيء من هيبتها التي فقدتها بفعل سياساتها خلال العقد الأخير .
وأنها دولة إمبريالية رأس مالية، وإن كافة حالات العدوان والظلم الاحتلال بالعالم تقف هي خلفه، وإنها الوريثة للاستعمار التقليدي، ولا تستطيع أن تكون غير ذلك بحكم نظامها وأسس بناء هذه الدولة/ فإن إسرائيل قفاز الوحش الأمريكي في المنطقة ، نعم تريد أمريكا اعادة صياغة خططها، ولكنها لن تغير جلدها وكما قال روزفلت يوما: لان مهمة أمريكا هي أمركة العالم؟؟!! أو بالتالي فإن الاستناد إلى كلمات طيبة هنا وهناك لن تقود إلا لجهنم.
لكن السؤال المهم ألان، هل أمريكا قدر؟ بالطبع فهي تعيش أزمة غير مسبوقة مالية وسياسية وعسكرية، ولهذا حاولت إعلان هدنة عبر أوباما،وبالكياسة التي عرضها بالقاهرة ، ولكن الأمور تتدهور أكثر وبالتالي فهي لم تعد تملك إرادة السابق،او التعامل مع العالم بالنهج السابق وان ظلت متمسكة بخططها ، انه فقط تغيربالاسلوب كما وإن دول العالم أصبحت تقول لا لأمريكا ولو أحيانا بحياء، وإن إسرائيل تعيش أزمة سياسية وعزلة دولية غير مسبوقة، وقضية تقرير حقوق الإنسان يؤشر إلى ذلك، فقد أصبحت في حالة دفاع عن النفس، ورغم كل التعاسة للأنظمة العربية إلا أن تحركاتها الراهنة ولو بالحد الأدنى جيدة، وتؤثر في الرأي العام المحلي والدولي، الذي أصبح أهم ضاغط على سياسات الدول، وعليه فإن السيدة وزيرة خارجية أمريكا أخطأت حين قالت إن هذا ما نستطيع فعله لأبو مازن، لأنها نذلك تفضح مهمة دولتها وتعريها وتدفعها أكثر إلى الزاوية، وبغض النظر عن تراجعها اللفظي في لقاء وزراء الخارجية العرب إلا أن أسلوب تعاملها مع إسرائيل لم يتغير،ولا زالت ( رغم نفيها) تعتبر المستوطنات شرعية من حيث انها وافقت على الاستمرار في بناء عدد من الابنية والتوسع المسمى طبيعي .
وإن كانت الحالة الدولية لم تعد تسمح لأمريكا وإسرائيل (بالحرن) فإن الثبات على الموقف الفلسطيني سيزيد من التأثير ويحرج أمريكا وحليفاتها وتأزم علاقاتها التي تحتاجها لفك أزمتها الإيرانية واستنزافها العراقي والأفغاني، والتدهور الأخطر في باكستان وهي المكان الذي كتب جورج تينيت عنه قبل مغادرة منصبه رئيسا ل C I A (إن أخطر مكان في العالم اليوم هو باكستان) ذلك إنها المعقل الرئيسي لما يدعى بالإرهاب ولقيادته وقواعده خاصة أنها دولة نووية.
فأمريكا مجبرة على الخروج من مأزقها، ووقف حالة التردي السياسي والاقتصادي ومواجهة تحديات الدول الصاعدة اقتصاديا وربما غير ذلك . وليس فلسطين أخر طريقها لفك أزمتها المتعددة وإبقاء نفوذها في الشرق الأوسط وما يمثله من مصدر للطاقة والموقع الاستراتيجي ، بل أولها كما تعلم، وإن حكومة اليمين في إسرائيل يجب أن تلجم ولا يجوز التعامل معها بالحوار فقط بل بموقف حازم وواضح ، كما فعل أو هدد عدد من الرؤساء الأمريكيين حين ترددت أمامهم إسرائيل ووجدوا موقف حليفتهم يلحق الضرر بهم وبها أيضا، فقد ظلت أميركا تاريخيا تدرك مصلحة إسرائيل أكثر من إدراك إسرائيل لمصلحتها، بسب دورها في الخطط الإستراتيجية الأمريكية المحلية أو الكونية وهذا عمق التحالف الاستراتيجي بين الطرفين .
ولذلك فإن أمريكا رغم تغير جلدها فإن المرحلة التاريخية الراهنة لا تسمح لها بالانكفاء وإرضاء إسرائيل على حساب أمنها القومي ؟؟!! فهي كدولة فقدت دورها كقطب أحادي عالمي بفعل الهزات التي تعرضت لها سياسيا وعسكريا وليس آخرها الأزمة المالية، التي تحاول النهوض والإفلات منها، وهذا ما جعل وزيرة الخارجية تحور أقوالها وتعيد ميتشل إلى المنطقة ، وليس موقف اليوم كموقف الأمس حين انسحب أبو عمار من كامب ديفد ليحاصر ويعاقب الشعب الفلسطيني ، وفعلا التاريخ يعود مرتين الأولى مأساة والثانية مهزلة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خذ وفاوض
فراس سعيد ( 2009 / 11 / 3 - 21:15 )
سياسة لا مفاوضات قبل وقف الاستيطان , برايى سياسة عقيمة , وهى لارضاء الشارع الفلسطينى والعربى وخوفا من الانتقادات فقط
نحن كعرب دخلنا الحرب مع اسرائيل وانهزمنا / والمنتصر يحدد الشروط وليس المهزوم , متى سوف نفهم لغة العالم
لنفاوض وناخذ ما نستطيع اخذة ولو كان مترا واحدا
اسرائيل تاكل فلسطين شبرا شبرا ونحن نتجادل على اتفه الاسباب , والانقسامات الفلسطينية تساعد المحتل
لنتفاوض ولو على سنتمتر واحد / ليش لا
خذ وفاوض
بالنتيجة بدون مفاوضات الارض تضيع , مع المفاوضات سوف تاخذ , على الاقل ما تستطيع انقاضة
امريكا لم تضعف , او على الاقل فى المدى النظور , نحن لا نساوى شى مع كل الامة العربية والاسلامية , حيث محصلتنا فى العالم تساوى الصفر , لاننا غير موثرين , لا فى السياسة ولا فى الاقتصاد , ولا فى اى شى حضارى
شكرا

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله