الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أليست أيامنا كلها دامية ؟؟

محمد سليم سواري

2009 / 11 / 4
الارهاب, الحرب والسلام


كان يوم الأحد وتفجيرات وزارة العدل والبلديات ومجلس محافظة بغداد من الأيام الدامية في حياة العراقيين ، كما كان يوم الأربعاء وتفجيرات وزارة الخارجية والمالية من الأيام الدامية في حياة العراقيين ايضاً.
وهنا يتبادر الى الذهن مجموعة من الأسئلة .. ألم يكن كل أيام العراقيين دامية منذ الاحتلال الأمريكي في التاسع من نيسان 2003 وقبله والى هذه الساعة ؟؟ ماذا كان يوم تفجير مقر ممثلية الامم المتحدة في بغداد ؟ ماذا كانت الأيام الثلاثة لتفجيرات سوق الصدرية الشعبي ؟ ماذا كان يوم شهداء جسر الأمة ؟ ماذا كان اليوم الأول لعيد الأضحى في مدينة أربيل ؟ ماذا كان يوم تفجير الأسواق في مدينة الصدر والبياع وعند الجامعة المستنصرية والكرادة وساحة الطيران وسوق الغزل وحرائق الشورجة ؟ ماذا كان يوم اختطاف المئات من التجار في أسواق السنك والموظفين من دائرة البعثات ؟ ماذا كان يوم تفجير قبة الاماميين في سامراء وما تلا ذلك من حرق لبيوت الله وتهجير الآلاف من العوائل من بغداد بحيث يندى له جبين العراقيين ؟؟ ماذا كان يوم تفجيرات الزنجيلي وتلعفر وسنجار وقرية خزنة في محافظة نينوى ؟؟ ألم يكن معظم أيام السنوات 2006 و2007 و2008 دامية حيث كانت قصة الجثث المجهولة الهوية في بغداد وسجلت في يوم واحد من سنة 2007 بـ" 270" جثة مجهولة الهوية وحتى كان ذوي تلك الجثث ينتظرهم الموت إن ذهبوا للبحث عنها في دائرة الطب العدلي القريبة من بناية وزارة الصحة ، والقائمة تطول للأيام الدامية في كل محافظات وبلدات العراق الجريح .
ماذا كانت تلك الأيام ، هل لأن المستهدف الرئيسي فيها من أبناء الشعب والمغلوبين على أمرهم وعليه لم تكن دامية ، أما يوم الأربعاء والأحد داميان لأن الاستهداف كان فيهما وزارات رسمية للدولة والسلطة والحكم.. أهذا هو الخطاب المطلوب من القادة الجدد للعراق الجديد، والمعني بأن السلطة والدولة في وادِ والشعب والفقراء والباحثين عن البسمة في واد آخر.
عند كل العراقيين الأشراف ليس هناك فرق بين الدم العراقي سواء كان دم عامل واقف للبحث عن فرصة عمل على رصيف الضائعين من أبناء هذا الشعب أو دم جندي عند نقطة تفتيش او شرطي يحرس دائرة أو في سيارة نجدة أو موظف استشهد وهو في عمله في وزارة الخارجية والمالية والعدل والبلديات ومجلس محافظة بغداد .. ولكن الذين جعلوا من يومي الأحد والأربعاء دامية من دون كل الأيام هم من منظري الطائفية والعنصرية والتفرقة المقيتة التي جلبوها معهم الى العراق ، وليس لهم هَم إلا الحكم وياليت لو عرفوا كيف يحكمون ويصونون ماء وجه الحكم والسلطة والدولة والقانون والنظام ، لأنه ليس في هَم البعض منهم من تواجدهم في مؤسسة الحكم إلا نهب العراق وإضافة ذلك الى رصيده في البنوك الأجنبية او إرساله الى عوائلهم في دول الهناء والأمان واللذة الرخيصة .
هذه ست سنوات ويحدث ما يحدث ولم تطلب اي جهة او محافظة بغداد من اي مسؤول او وزير بتقديم الاستقالة كما يُطلب الآن من وزير الداخلية وكأن السيناريو معد لإقالة الرجل سلفاً لدى كل الذين يهمهم هذا الأمر حتى من وراء الحدود.. الناس تقرأ الأحداث وما وراء الأحداث وما بين السطور ومضى زمن الجهل والامية وهي تتكلم وتحلل وتعلم بأن لعبة الانتخابات ليست بعيدة عن هذه السيناريوهات والأيام الدامية من أجندة أقليمية او طائفية او حتى الأمريكية.
ليس هناك من شيء أسهل عند المعنيين وفي هذه الحالات من التفجيرات بإتهام القاعدة وفلول البعث ، وانه أصبحت بديهية وكأن الماء يفسر بالماء ، وكأنهم بهذا الإتهام يبررون فشلهم في الدفاع عن أرواح الناس وحفظ ممتلكاتهم ، هل تنتظر الحكومة العراقية من أعدائها المعروفين عندها أن ينثروا الورد والحلوى في طريق الحكام والعراقيين ، انها حرب والحرب بين اي طرفين تكون شرسة وبعيدة عن كل القواعد الأخلاقية المعروفة وخاصة عند أئمة الارهاب ، وهنا على الحكومة أن تكون بمستوى المسؤولية في الدفاع عن أبناء العراق وأرواحهم وهم أمانة في عنقها إذ فشلت في الست سنوات الماضية عن ذلك ، فما عليها إلا الإعتراف بالفشل والانسحاب وفسح المجال للآخرين لفعل ما عجزت عنه ، ام أن فلسفة الحكم في العراق هو التشبث بالكراسي بأي ثمن وتحت أي مسمى حتى ولو على بحر من دماء الأبرياء والتحصن في المناطق الخضراء والى آخر نفس وقطرة دم عراقية.
عن هذا اليوم الدامي ماذا أراد محافظ بغداد من قوله بأن السيارة المفخخة في تفجير وزارة العدل تابعة لدائرة مياه الفلوجة في الوقت الذي نسى الكثيرون ومنهم السيد المحافظ مصير أكثر من ستين طفلاً في حضانة داخل وزارة العدل كما تقول الأخبار.. ألم يعني من قوله هذا ليكون بمثابة الشرارة لحرب أهلية كما حدث بعد تفجيرات سامراء ؟!
نحن ومنذ نعومة أظافرنا في تعلم أبجدية اللغة العربية نسمع القول المأثور " عرب وين طنبورة وين؟؟ " ولا ننسى بأن الطبيب حتى ولو كان من الدرجة العاشرة فان من بديهيات عمله هو تشخيص داء المريض وحسب قناعاته وإختصاصه ، وبعد ذلك يصف للمريض الدواء لوضع حد للوباء او الفايروس ، والعجيب أن معظم السياسيين والحكام العراقيين يعلمون جيداً المرض الذي يعاني منه العراق من الارهاب والأجندة الأقليمية وعملاء تلك الأجندة من العراقيين أنفسهم ، ولكنهم يترددون في الافصاح عن ذلك وتسمية المرض باسمه والمسميات بأسمائها فكيف تأتيهم الحكمة لوصف الدواء ؟؟ عندما أعلنت الحكومة العراقية عن الدور السوري في تفجيرات الأربعاء وفي لقاء مع مستشار الأمن القومي في إحدى الفضائيات وعندما ألح عليه المذيع لماذا لا يتهمون ايران بما يحدث في العراق ، رد عليه السيد المستشار بأن ايران كانت تفعل ذلك سابقاً ، نعم سابقاً ..وكأن ما عاناه العراقيون سابقاً من السنوات الدامية ليس لها قيمة والفاعلون أبرياء ، وعندما تشخص الدور السوري في تفجيرات الاربعاء والدعوة لتشكيل محكمة دولية فانها لم تقل كل الحقيقة ولهذا لم يكن حتى الرد الرسمي في رئاسة الجمهورية ومجلس النواب وأغلبية الناس مع هذا الطرح ولو أنها اي الحكومة تجرأت وقالت كل الحقيقة لخرجت المظاهرات في كل مدن العراق تأييداً للحقيقة .. وكم نَسعد عندما يأتي اليوم الذي تبلغ الجرأة بالحكومة لقول الحقيقة كاملة من دون رتوش وبدون خوف او تردد ووضع الخطوط الحمراء على أعداء العراق الحقيقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة