الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو الحمار؟؟

يزن شقير

2009 / 11 / 4
كتابات ساخرة


عندما كّنا في المرحلة الأبتدائية ..كانوا يدرسوننا بمادة القراءة .قصة ذاك الطفل الذكي الذي أرغم حماره على الجري والركض بعد أن كان يرفض الأنصياع لرغبة الطفل ..الذي أستخدم معه دون جدوى الكثير من الوسائل ومن ضمنها العصا قبل أن تخطر ببال الصبي فكرة الجزرة .. حيث قام الطفل بتعليق جزرة لحماره بعصا يمدها أمامه .ليحاول الوصول للجزرة دون أن يستطيع ..بالمقابل يكون الصبي قد قاد الحمار بالأتجاه الذي يريد ..
ولكن بعد مرور السنين تعود إلى ذاكرتي هذه القصة .. بنكهة أخرى ومن زاوية مختلفة ..
فكل البشر تلعب هذه اللعبة وبأدوار مختلفة وعلى كل الأصعدة. وتمارس ضد الأفراد والمجتمعات على حد سواء ...فمنا من يلعب دور ذلك الصبي الشقي ..والغالبية تلعب دور الحمار ..وأحيان يلعب الشخص نفسه الدوران .
.
فمنذ الصغر .. والوعود تنهال علينا من الأهل ..كتحفيز على النجاح .... والأمل الذي نخلقه بداخلنا في مرحلة ما بعد التخرج والأنطلاق إلى الحياة العملية حيث يقوم الشخص نفسه هنا بالدوران .. وبعدها تصبح اللعبة أشد وضوحا وأكثر ألما ..حيث الأستغلال الذي يمارسه أرباب العمل على العمال والموظفين ..مستخدمين أسلوب الوعود والترغيب عن طريق حوافز ومكافآت واهية ...وتكبر اللعبة ونكبر معها ...ويكبر أبطالها لتصير أساسا من أسس السياسة ..فلغة العصا والجزرة هي القاعدة الأولى التي يتعلمها أي سياسي ..ليستخدمها على الصعيد الداخلي والخارجي مع شعبه أو مع دول العالم الأخرى ... وتتبدل الأدوار حسب نقاط القوة والضعف .... ومن ثم تتسع اللعبة وتتشابك ..لتصبح هذه الجزرة عبارة عن حوريات وأنهر خمر ولبن وقصور وخلود في التعيم و و و .. وتصبح العصاة نار جهنم التي ستشوي الأجساد وتحرقها في عذاب أبدي ..

الأمل هو الزاوية الاضعف في الأنسان .. والدافع الأقوى بنفس الوقت ...أستغلها تجار الأمل لأقصى حدودها ..والنتيجة واحدة .. نعود مخذولين
ولكن في القصة الاصلية التي درستها في الصغر ..كان الطفل يشفق على الحمار ويطعمه الجزرة التي ركض كثيرا ليحصل عليها ..ولكن في قصتنا نحن ..لا نحصل أبدا على هذه الجزرة ....فمن منّا الحمار










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكل يعتز باصله
حمد الجمعة ( 2009 / 11 / 4 - 19:44 )
هناك تشابه في بعض الامور بين الانسان والحمار فكلاهما يتم تحميلهما وكلاهما يعمل بمبدأ الجزرة والعصا الا ان هناك فوارق كبيرة فالحمار لايكذب ولا ينافق ولا يقتتل ولا يعمل مخبرا سريا او وكيل امن لذا فأن الحمار يأنف أن يسمى انسان


2 - والدي قال
أبو هزاع ( 2009 / 11 / 5 - 06:37 )
بأن الكر لايقع في نفس الحفرة مرتين


3 - انهم يقتلون الجيادThey kill the horses
متفرج ( 2009 / 11 / 6 - 06:41 )
هو مثل من بلاد العم سام ... عندما كان رعاه البقريريدون ان يعبروا صحراء شاسعه كانوا يعلقون حزمه من البرسيم على خشبه توضع على انف الحصان الذى يركبونه الذى كان يسعى جاهدا للحصول على البرسيم وكلما استبد به الجوع والتعب زاد من مجهوده للحصول على تلك الحزمه المتارجحه امام عينيه...حتى يعبر بسيده المفازه لينتهى هو صريعا من التعب...نفس الاسلوب الحقير تجده فى امور حياتيه كثيره فى العالم كله...ولكن الطفل فى قصتك وجد لتعميه أذهاننا عن الخاتمه الحقيقيه وها قد ذكرت لك أصل المثل ونهايته....شكرا لمقالتك


4 - معك حق
ناهد ( 2009 / 11 / 6 - 13:19 )
اتدري سيدي قد ترقرت الدمعات في مقلتي من مقالك هذا ، معك حق نحن نمارس تلك اللعبة وتُمارس معنا نحن فيها الظالم والمظلوم ، نحن نلعب الدورين كما قلت ، نركض ربما وراء امل اوتدري لماذا لان اغلبنا قد يأس وانا اول اليائسات لذلك بت بحاجة لمن يلوح لي بالجزرة حتى اكمل يومي......
الاصل ان يضع الانسان اهدافا ويسعى لتحقيقا اما وان السبل قد اغُلقت بات الانسان يبحث عن شيء بديل وبحاجة لمن يشجعه على السير به ، لكني ومهما قبلت بهذا المبدأ انا ارفض تلك الوعود الخاليه من المنطق بالجنة والانهار والغلمان ، تذكر ان الاب الذي يعد ابنه قد يحقق هذا الوعد وحتى وان لم يحققه هناك مجال للنقاش ولخلق جزرة جديدة ووعد جديد اما وعد الاله فلا مبدل فيه ولا هو يحصل

اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا