الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جرح وعد بلفور لا يزال ينزف دماً

احمد سعد

2009 / 11 / 4
القضية الفلسطينية


امس الثاني من شهر تشرين الثاني صادفت الذكرى السنوية الثالثة والتسعين لوعد بلفور المشؤوم. هذا الوعد الذي قدمه وزير خارجية الامبراطورية الاستعمارية بلفور لرئاسة المنظمة اليهودية العالمية كسهم موظف في بورصة التحالف الاستراتيجي العدواني بين الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية العالمية ضد الشعب العربي الفلسطيني وحركة التحرر القومي الوطنية الفلسطينية والعربية والعالمية. فهذا الوعد الذي تعمد بدماء التآمر في الثاني من تشرين الثاني (1916) عبارة عن صفقة استعمارية سياسية استراتيجية قدم بموجبها الاستعمار البريطاني للحركة الصهيونية وعدًا بدعم والعمل على اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين مقابل أن يقوم هذا "الوطن" بدور الوكر الاستراتيجي العدواني الأمامي للامبريالية ضد حركة التحرر الوطني العربية، أن يكون بمثابة الخنجر السام في خاصرة بلدان المنطقة لتفتيت وحدتها ودق الأسافين فيما بينها بهدف افشال وحدتها الاقليمية والسياسية التحررية المناهضة للامبريالية.
ورغم مرور أكثر من تسعة عقود على هذا الوعد المشؤوم فانه لم يندمل بعد الجرح النازف دمًا من جسم وحقوق الشعب العربي الفلسطيني الضحية الأساسية من سكاكين جزاري بلفور حتى يومنا هذا. فنكبة الثمانية والأربعين التي صادرت الحق الوطني الفلسطيني بالتحرر والاستقلال الوطني وحولت غالبية هذا الشعب الى شعب من اللاجئين في الشتات القسري وفي المناطق المحتلة وداخل اسرائيل في وطنهم المستباح، هذه النكبة كانت احدى محطات الماساة الكارثية للمعاناة الفلسطينية من جراء وعد بلفور المدعوم من التحالف الدنس بين الامبريالية والصهيونية وتواطؤ بعض قوى وأنظمة الرجعية العربية. وأنياب وعد بلفور المفترسة لا تزال تلاحق الشعب العربي الفلسطيني لحرمانه من حقوقه الوطنية الشرعية حتى يومنا هذا منطلقة من أوكارها في واشنطن ولندن وباريس وبرلين وتل أبيب ومن بعض حظائر دواجن الأنظمة العربية. وبالتضليل المنهجي حاولت يعض القوى ووسائل الراقصة في الحلبة الامبريالية والصهيونية ان ادارة أوباما تحمل بشائر التفاؤل بانصاف الحق الفلسطيني وتجفيف دماء جرح نكبته وتجسيد حقه في الدولة والاستقلال الوطني. ولم نشتر هذه البضاعة الفاسدة لقناعتنا التامة أن أوباما رجل المؤسسة المخصية محاشمها بمصالح التحالف الاستراتيجي الأمريكي – الصهيوني – الاسرائيلي في المنطقة وكونيا والتي يهمها أولاً وقبل كل شيء خدمة المصالح المشتركة لهذا التحالف وليس أبدا خدمة الحقوق الوطنية الفلسطينية ودعم التسوية العادلة للقضية الفلسطينية. ولهذا لم نفاجأ بتراجع أوباما في الموقف من العربدة الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشرقية المحتلة ورضوخه لموقف حكومة نتنياهو اليمينية التي تمارس تهويدًا منهجيًا وتطهيرًا عرقيًا لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة والتطور. ووزيرة الخارجية كلينتون تصرح بوقاحة الصهيونيين المحتلين ان العربدة الاستيطانية للمحتل يجب أن لا يؤلف الطلب الفلسطيني بوقفها شرطًا لاستئناف المفاوضات. ومدلول تصريح كلينتون أن على السلطة الفلسطينية أن تخلع السراويل الداخلية في الماخور الاسرائيلي مكافأة بتهويد القدس وشطب حق العودة والقبول بكانتون فلسطيني في احدى زوايا امبراطورية الابرتهايد الاسرائيلية! ان الرد على ذئاب التآمر ولوقف نزيف وعد بلفور الدموي يتطلب وحدة كفاحية فلسطينية متمسكة بالثوابت الوطنية الشرعية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟