الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شخصنة الأحزاب العربية

جهاد نصره

2009 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


طالما أنَّ مدرسة الواحدية والإقصاء تسود في جميع البلدان العربية فإنه من الطبيعي أن يجري اختزال أي حزب بشخص رئيسه.. ومن ثم وريثه..! ويصير التعريف بالحزب والتعرف عليه مرتبطاً باسمه الكريم فيقول من يتحدث في سورية مثلاً عن الشيوعيين: جماعة يوسف فيصل.. أو فصيل رياض الترك قبل أن يصبح حزباً.. أو حزب وصال فرحة (( وريثة زوجها خالد بكداش وسيصير اسمه بعد عمر طويل حزب عمار )) أو جماعة الصهر قدري جميل..! والحكاية هذه تتكرر في معظم الأحزاب وعلى رأسها الأحزاب الناصرية وليس في هذا الأمر مبالغة أو تجني..!
لقد اكتشفنا في كثيرٍ من الحالات حقيقة أنَّ عدداً كبيراً من الأعضاء في تلك الأحزاب لا يحفظون سوى اسم الزعيم أما أسماء أعضاء قيادات أحزابهم في المكاتب السياسية، ناهيك عن اللجان المركزية الأكثر عدداً فحدث ولا حرج..! وهم لا يشعرون بأية غضاضة من جراء ذلك..! حتى أنه إذا ما أراد أحدهم التعريف بموضع اصطفافه التنظيمي يقول بكل اعتزاز: أنا من جماعة فلان عوضاً عن الحزب الفلاني.. وهذه الحالة لم تكن نتيجة الانشقاقات الحاصلة في هذه الأحزاب فحسب وإن كان لتلك الإنشطارات الفضل في تجسيدها، وتعزيزها، وإبرازها..! ولا نتيجةً للعمل السري الذي اضطرت لمارسته في حقبة مضت.!؟ بل هي بالضبط نتاجاً خصباً لبذور تاريخية لا تثمر غير التفرد، والشخصنة، والواحدية..!؟
أما وقد بدأ الداخل السوري في العقد الأخير من القرن المنصرم يشهد تأسيس منظمات حقوقية تعنى بحقوق الإنسان، فإنَّه لمستهجنٌ أن تنسحب هذه الظاهرة المرضية لتشمل هذه المنظمات أيضاً بحيث أصبح متعارفاً عليه في الشارع السوري توصيف وتعريف أية منظمة حقوقية بالقول: منظمة فلان، أو جمعية علان أو لجان فليحان وهكذا..! والاستهجان مردَّه إلى كون هذه المنظمات مدنية ومتخصصة بما هو حقوقي وكان من المفترض أن ترتقي في الشكل والمضمون والممارسة إلى سوية التمدن والعصرنة التي تستدعيها قضايا حقوق الإنسان باعتبارها مرجعيتها الأساس ولو كان حصل ذلك لما أصابها فيروس الشخصنه المنتشر في الوسط السياسي..!؟
إنَّ الاستبداد المديد في دول الشرق يعود في جذوره إلى المناخ الذي أشاعته التربية الشائعة والثقافة السائدة فتعززت قيم وأمثولات مفاهيمية من قبيل الرعية والراعي وطاعة أولي الأمر إلى غير ذلك من مفاهيم ومقولات تتربى عليها الأجيال منذ نعومة أظفارها..!؟ لقد كان من الطبيعي في ظلِّ هذا المناخ المفاهيمي التربوي القيمي المتوارث أن يستمر الناس يقبعون تحت المظلة الرعوية وأن يُختزل كل حزب أومنظمة في شخص الراعي الصغير وسيستمر الحال على هذا المنوال إلى يوم يتم فيه كسر الحلقة المشدودة إلى هذه الثقافة وتلك التربية بإحكامٍ قلَّ مثيله..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إعتراف
سوري ( 2009 / 11 / 5 - 05:54 )
أنا أدًعي الموضوعية
ولكنني أعترف أنني أصوٍت بعلامة تامة لبعض الكتًاب، وبعد ذلك أقرأ مقالهم
جهاد نصرة هو أحد هؤلاء
لأن جهاد يضع ضميره الحي نصباً أمام عينيه حتى وهونائم، فما بالك حين يكتب
وهو لا ينتظر لا الجزاء ولا الشكور
بل ينتظر استدعاء ما من طرف ممانع ما
وعسى أن نقرأ لجهاد يوماً ما قريباً حين يكتب ولا يكون فمه مليء بالماء

آمين


2 - طيب الله عيشك
ساندوير بوتو ( 2009 / 11 / 5 - 10:59 )
طيب الله عيشك وعيش السامعين


3 - إعتراف
برهان تراما ( 2009 / 11 / 5 - 19:34 )
أعترف وأنا بكامل قواي العقلية-طبعاً حسب اعتقادي- بأني أمارس نفس الخطيئة التي يرتكبها المعلق السوري رقم واحد , عذري هو الخشية من إنقطاع الإتصال بالإنتيرنيت قبل قرائة المقال. حيث الشباب المكلفين بتقرير ما هو المسموح قراءته يتابعوا بدون كلل حركتنا على الشيكة العنكبوتية - العنكبوت ياكلهن بجاه اللات والعزة ومنات الثالثة الأخرى . عتبي على الكاتب سببه الإقلال بعد أن روى ظمأنا أيام الغربلة. تحياتي الحارة


4 - ولكن
جهاد نصره ( 2009 / 11 / 5 - 20:21 )
بعد الشكر للإخوة المعلقين فقط أحب أن أعيد تذكيرهم بأن عملية الكتابة في
جنتنا السورية التي لا يحسدنا عليها غير المساطيل وهم كثر هذه الأيام صارت تشبه
عمليات التهريب وباعتبار أني لست مهرباً محترفاً أضطر بحسب الظروف إلى
إلى الانكفاء وتربص فرصة سانحة وغير مكلفة لتمرير ( تهريبتي
دمتم

اخر الافلام

.. العربية ويكند | مركز -بيو للدراسات-: هامش الخطأ في استطلاعات


.. العربية ويكند | بلينكن يعزف الغيتار في كييف بالتزامن مع تقدم




.. العربية ويكند | زوجة الأمير هاري تكشف للمرة الأولى عن أصولها


.. العربية ويكند | دراسات الجديدة: إبر فقدان الوزن تقلل خطر الإ




.. العربية ويكند | الإعلان عن نسخة ثورية من برنامج الذكاء الاص