الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهزوم ومعتقل

فرات إسبر

2009 / 11 / 5
الادب والفن


نتطلعُ إليها في المرايا خفية

الجسد عبر التاريخ مهزوم ومعتقل . على الرجال "أن يغضوا ابصارهم "وعلى النساء "ان لا يضربن بارجلهن " هذه الأوامر عمقت في غياب الجسد كظاهرة ،هي روحية اكثر مما هي مادية . الجسد طائرٌ يحتاج للطيران .طائر بلا اجنحة لا يمكن أن يعلو .هذا العلو يتجسد في صفاء الجسد وبراءته !
ننظر إلى الجسد كحرام وعورة وعلى النساء "ان يلقين بجلاببيهن ".. هذا الجلباب تحدث من تحته البرا كين الثائرة ولا ‌أحد يقف في طريقها طبعا " خفية "
الكتابة نوع من ممارسة الحرية :
إطلاق الجسد كطائر ، نعلمه الطيران و السمو ، ولا نريد به السقوط.. بعض الكتاب جعلوا من الجسد نهر من رذيلة تسبح فيه المرأة ولا تخرج منه .
وايضا القارئ لم يرحم الكاتب ، اسقط عليه ما ليس به .. وخاصة الكاتبات العربيات يتعرضن للكثير من الاساءة عندما يتحدثن عن الجنس بصراحة .
الجسد بدون الجنس لا معنى له، فهو معتقل واسير ،تضعف قواه ويهزل ويمرض .. ولا يجيد التحليق عاليا .
كلنا نحب اجسادنا ونتطلع إليها في المرايا خفية . جسد المراة بدون جسد الرجل لا معنى له وبالمقابل جسده لامعنى له ،فهو ايضا يحتاج جسد المراة في علاقة انسانية تصفو بالاجساد وترفعها كروح تحلق في الاعالي ، وهذا ما نريده أن يتجلى في الادب بكل أجناسه .
أخاف أن إظهر جسدي بالكتابة، مع أنني افهم هذه العلاقة الصافية التي تربطني به افهم ما اريد وما هو يريد ولكنني اخاف .. !
بيتنا بجانب الشاطئ وكبرنا امام البحر ولكنني لا اجيد السباحة و اخاف لانه كان من العيب ا ن تسبح البنات وتعرض جسدها اما م الرجال ، السباحة مقصورة على الرجال ، والنساء . لا ...لا عيب !
بالنسبة لي ،التعبير عن الجسد كفضاء اتعامل معه ،يخضع لكثير من المجاز وايضا للخيال. فما يكتب عن الجسد في الرواية لا يمكن كتابته في الشعر ، في الرواية يمكن ان نسرد اجسادنا وحكاياها ولكن في الشعر لانستطيع سوى التلميح ، هكذا نخطف الصور من اجسادنا ونعلقها في صدر القصائد ونبقى دائما تحت خوف مسيطر من الاخر الذي يترقبنا ويعد انفاسنا .
أجسادنا معتقلة وغائبة ، منفية عن الضوء والهوا ء والحب . علينا أن نفهم الجسد كعلاقة حياة ، لا كعلاقة خوف وقلق ، هو جزء من هذه الطبيعة ويحتاج إليها ، يحتاج إلى الضوء والشمس والهواء والعطر ، فكلما أخذ حقه ، يتحرر ويعلن عن وجوده في هذ الفضاء المزدحم بالاجساد الخائفة والاوراح السجينة .
ملف الكتابة والجسد جريدة الشروق الجزائرية









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اعجاب
يوسف علي يوسف ( 2011 / 4 / 13 - 20:47 )
انا اسمي يوسف من سوريا - دمشق ومعجب كتير بكلامكِ الرائع .

اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان