الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن لا غودو

علي شكشك

2009 / 11 / 5
القضية الفلسطينية


نحن .. لا غودو


وقد شارف العام على نهايته, وامتلأت الكلمات بالقدس, رمزاً للمسألة كلها, الوطن والشعب والكرامة والقداسة, والعزة والنهوض, كانت بداية العام مغمسةً به, كأنّ سنة القدس تُفتتح برسالة مفادها محرقة غزة, محرقة لم يصدّقها التاريخ, أبطالها الفوسفور والدايم والنساء والأطفال وكل ما تطاله ضحكات عربدة القرن الحادي والعشرين, ظنّ مرتكبوها أنهم ينتصرون وأنّ قيم الإنسان الحداثي هي فضيلة الجريمة واكتمال الحقيقة برسم هيمنة البطش, ونهاية التاريخ على خلفية صراع الحضارات, فإذا الحلقة التي ظنوها الأضعف في المعركة تنفجر في وجوههم بقوة براءة الرضع من الأطفال الذين بُترت سيقانهم وطُمست عيونهم, وبقوة صمت البيوت والجدران التي انهارت أمام عمى الطائرات, وببشاعة أشكال الدخان التي اتخذت في السماء أشكالاً تخجلُ من شكلها, كانت براءةُ الأطفال أقوى, وكانت تقلب نظرة البشر للقرن الحادي والعشرين, ونحن على مشارف هذا المشهد يبدو شيءٌ في ضمير العالم يتحرك, دون أن نستجيب له كما يستحق, كأننا بانتظار غامضٍ أن يأخذ زمام المبادرة, مع أنّ شيئاً يُلحُّ علينا أنّ أوهام الصورة قد ذابت, وملامحها قد اتضحت, إذ يكفي أن نؤمن بنا, وأن نطارد أشباح الدخان لكي يتبدّد, وأن عناصر القوة هي فقط أن ندخل عليهم الباب "فإنْ دخلتموه إنّكم لغالبون", وأنّ غودو الذي ننتظر ليس إلّا نحن, وأن المسافة بين الزيف وبين الحقيقة, أو بين التردّي وبين التحقّق ليست إلا هذا التجلّي؛ نحن .. لا غودو.
اللجنة الاعلامية لاحتفالية القدس بالجزائر










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قارورة مياه تصيب رأس #دجوكوفيتش بعد تأهّله


.. الداخلية العراقية تؤكد عزمها ملاحقة عصابات الجريمة المنظمة ف




.. مخاوف من تلف المواد الغذائية العالقة أمام معبر رفح بسبب استم


.. واشنطن تنتقد طريقة استخدام إسرائيل لأسلحة أميركية في غزة




.. قصف وإطلاق نار مستمر في حي الزيتون جنوب مدينة غزة