الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وصية ماركيز الأخيرة

حسين السلطاني

2009 / 11 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هذا الذي ستقرؤنه ليس كلامي انه كلام النبيل ماركيز فهل من الممكن بعد هذا الكلام أن لايكون صديق الله ...اذن تفضلوا للقراءة.......( لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي. ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله. سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور. سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.
لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض، ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضاً. سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقاً متى شاخوا، دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق. للطفـل سـوف أعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده. وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة بل بفعل النسيان. لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر... تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل، غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تسلقه. تعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف. تعلمت منكم أشياء كثيرة! لكن، قلة منها ستفيدني، لأنها عندما ستوضب في حقيبتي أكون أودع الحياة. قل دائماً ما تشعر به، وافعل ما تفكّر فيه. لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتك بشدة بين ذراعيّ ولتضرعت إلى الله أن يجعلني حارساً لروحك. لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها ، لقلت " أحبك" ولتجاهلت، بخجل، أنك تعرفين ذلك. هناك دوماً يوم الغد، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً. لأن الغد ليس مضموناً لا للشاب ولا للمسن.
ربما تكون في هذا اليوم المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبهم . فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولا بد أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة، أو عناق، أو قبلة، أو أنك كنت مشغولاً كي ترسل لهم أمنية أخيرة. حافظ بقربك على مَنْ تحب، إهمس في أذنهم أنك بحاجة إليهم، أحببهم واعتني بهم، وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكل كلمات الحب التي تعرفها. لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار، فاطلب من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها. وبرهن لأصدقائك ولأحبائك كم هم مهمون لديك". *









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايها النبي الراحل
رؤى ( 2009 / 11 / 6 - 00:06 )
كاتبي المفضل والكاتب المبجل والمخاطب لعمق روحنا المتهرئة نتيجة ازدواجيتنا الفارغة التافهة نحن من تاسفت الحياة علينا وبكت على خيبتنا التي عميت ابصارنا عن رؤيتها ..سلاما لك وقبلاتي محملة بورد الجوري والياسمين العبق بعطر ورود الجنة الارضية في سهول الارجنتين واميركا الللاتينية المبللة بمياه شلالاتها الهادرة الممزوجة بعرق السمراوات الفاتنات على روحك وقبرك الشامخ كحروفك الخالدة


2 - رائعة
امل العراق ( 2011 / 1 / 19 - 08:40 )
كلام رائع واتمنى الموفقية والمزيد من كاتبنا الجليل


3 - الحقيقة رغم الاوهام
المحامي :عمر محمد البصول ( 2011 / 8 / 23 - 03:45 )
عانى الانسان الكثير وهو يحث عن كنه الموت وحقيقة الحياة وما بعد الموت ؟ ان ما يؤلم ان الكثيرين منا يدركون الحقيقة وانه لا شيء بعد الموت ,وان المؤلم بالموت هو اننا ندرك حقيقة واحدة وهي ان الخسارة الحقيقية هي اننا لن نحيا يوما اخر نستمتع يه في هذه الحياة,وقد اختزل هذا الفيلسوف كل ذلك بهذه الكلمات

اخر الافلام

.. اعتصامات الجامعات الأميركية وانعكاسها على الحملات الانتخابية


.. ترامب يكثف جهوده لتجاوز تحديات الانتخابات الرئاسية | #أميركا




.. دمار غزة بكاميرا موظفة في الا?ونروا


.. رئيس مجلس النواب الأمريكي يهدد بإسقاط التا?شيرة الا?مريكية ع




.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور