الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا وسجن عدرا والمقاومة حياة!!!

شيار محمد صالح

2009 / 11 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


النظام السوري الذي أعتاد على أن يتقرب من شعبه بكل وحشية وعنجهية كشر عن أنيابه ثانية ومعرباً عن عاداته المعهودة منذ زمن غابر وذلك بتقرباته غير الإنسانية من أفراد شعبه بشكل عام وخاصة الاستاذ هيثم المالح والكرد على وجه الخصوص. إذ ومنذ مجيء الأسد الإبن تغيرت أحوال الكرد إلى الأسوء بشكل كبير بالرغم من الكثير من تصريحات المسؤولون السوريون على أن الوضع سيتجه نحو الأفضل وخاصة بعدما صرح به الاسد الإبن في قناة الجزيرة على أساس أن الشعب الكردي هو جزء أساسي من النسيج السوري. ومن خلال النظر إلى تلك التصريحات وما يتم تنفيذه على أرض الواقع نرى الفرق الشاسع والبون الواسع ما بين الأقوال والأفعال هذا في أعلى السلم الهرمي للنظام في سوريا فما بالك ببقية الأجهزة والمسؤولون فحدث بلا حرج. مقولة أن الكرد جزء هام من النسيج السوري يحتم على هذا الشعار عمل الكثير لتطبيقه على أرض الواقع بدءاً من تقديم الإعتذار للكرد على كل ما فاتهم من تقربات تعسفية قامت بها الأجهزة الاستخبارية السورية أو الشخوص في الهرم النظام بمختلف مسؤولياتهم ومواقعهم فيه. فالذي كان موجود لم يتغير البتة بل على العكس زادت حدة الإجراءات بحق الشعب الكردي وتياراتهم وممثليهم. النظام السوري بهذه التقربات وكما علمنا التاريخ أنه لن يجنِ سوى الشوك والريح لأن ما يزرعه في راهننا ليس سوى بذور الشقاق والفتنة والظلم بحق هذا الشعب الذي لم يدخر شيئاً إلا ووهبه لحماية الوطن السوري من دون أي تردد وفي كافة المجالات، فهل مكافأة الجميل إلا الجميل. لكن الظاهر أن النظام السوري لم يسمع بذلك بتاتاً لأنه مستمر في عنجهيته واستبداده على قدم وساق ويحق أن يقال عنه كما قال الشعر: "إذا أكرمت اللئيم تمردا". نعم قدم الكرد الكثير من الكرم لهذا النظام ولوطنه سوريا بعيداً عن أية حسابات أو رهانات رخيصة إن كانت في ساحات الوغى والحروب أو في المجالات الأخرى. لكن من عادات اللئيم ألا يفكر إلا بنفسه وذاته وينكر كل جميل قدم له ويقوم بالتهجم على الكرد وكأنهم يريدون ويطلبون المستحيل، مع العلم أن الكرد وإلى الآن لم يطالبوا سوى بحقهم العيش كباقي أمة الله ورسوله معززين ومكرمين. لكن والظاهر أن هذا النظام المنافق والإزدواجي يرضى لنفسه مالا يرضاه للآخرين.
يرضى لذاته أن يرفع شعار "السلام المشرف" مع اسرائيل وتركيا وتقديم كافة أنواع التنازلات من غير رقيب أو حسيب ولكن بشأن شعبه عموماً والكرد خصوصاً فهم حسب إدعاءاته خونة وعملاء ويعملون على اقتطاع جزء من تراب الوطن لمصلحة دولة أجنبية. هذه الوصفات الجاهزة لدى أي نظام شمولي لا تدل سوى على عقليته الشوفينية والقوموية العنصرية، فهو من جهة باع لواء اسكندرون من دون أن يحاسبه أحد على فعلته هذه وباع الجولان من دون مقابل وبذلك يقتطع أجزاء من تراب الوطن ويهديها لتركيا واسرائيل ويعتبر ذلك قمة الوطنية ودفاع عن قلعة العروبة والتصدي وسلام مشرف، ولكت إذا طلب الكرد أن يعيشوا بسلام وحرية يعتبرون خونة. فمقارنة بسيطة في هذه المعادلة يتبين على الفور من هذه الخائن والذي يعمل على اقتطاع جزء من تراب الوطن وتسليمه لدولة أجنبية. والحق يقال إن كان في سوريا قضاء مستقل "وهذا من رابع المستحيلات" لقام القضاة بإصدار أمر لإلقاء القبض على الأسد الإبن فوراً لأنه اقتطع جزء من تراب الوطن وقدمه هدية لتركيا ولم يبيعه. هدية ليس من وراءها منية يعني ببلاش فقط لإرضاء الذئب التركي الأغبر في عيون آل الأسد. لعمري هذه هي الخيانة بعينها ولكن لأنني لست في موقع تخوين الآخرين وهذا ليس من حقي البتة إلا أنني أجريت مقارنة بسيطة جداً ليس إلا.
الكرد حينما ينادون بحقهم في العيش بكرامة وحرية هم خونة وعملاء للآخر. بهذه التهم يتم القبض على المناضلين الكرد الذين كرسوا جلَّ حياتهم في خدمة شعبهم ولا تهمهم عصا النظام مهما كانت غليظة لأنهم على قناعة أنهم على حق وأنه لا يضيع حق وراءه مطالب. والسجون السورية معروفة للقاصي والداني فهي مبنية حسب أرقى القياسات البعثية والمشهود لها عالمياً على أن محاكم التفتيش الأوروبية أفضل منها بمئات المرات وحتى أن محارق اليهود أرحم من السجون السورية البعثية التي تغذت من الفكر والعقيدة البعثية التي لا تعترف بالآخر مهما كان. فهاهم أبطالنا في حزب الاتحاد الديمقراطي يعلنون الإضراب عن الطعام وهم على عتبة قضاء الأسبوع الأول منه وما زال النظام صمٌ بكمٌ عميُ لا يفقهون شيئاً.
تعلمنا نحن الكرد أنه من أجل نيل الحقوق والعيش بكرامة وأن طريق الحرية يبدأ بشعار المقاومة حياة التي أطلقها المناضل مظلوم دوغان في وجه الفاشية التركية في سجون آمد ومن هذا الشعار انتفض الكرد في كل مكان وحطموا المستحيل ووصلوا إلى ماهم عليه في راهننا. الجبال والسجون لن تُمحى من ذاكرة الشعب الكردي أبداً لأنه من هاتين الخطوتين بدأ الكرد مسيرة الحرية وهم مستمرون بها. الإضراب عن الطعام هو بنفس الوقت تعبيراً عن الإرادة الحقة لمطاليب الكرد المشروعة وهو إصرار على مواصلة المسيرة النضالية لكسر إرهاب الدولة وهيبتها. فهم ليسوا وحيدين بل معهم الآلاف من الكرد يعيشون معهم لحظة بلحظة وأن الكرد تخفق قلوبهم من أجلهم وللوصول إلى الحرية التي ثمنها سيكون غالياً. وليدرك النظام السوري بأن الكرد ليسوا أصحاب إرادة بل هم شعب أرقى من عقليتهم كثيراً وأنهم عاشقون للسلام بقدر تعلقهم وتمسكهم بإراتهم الفولاذية وأن السجون والضرب والظلم وسراديب الأقبية لن ترعبهم وسوف تزيدهم تمسكاً بأهدافهم أكثر بكثير وتزيد اللحمة بين الشعب الكردي في كل مكان. وأن قلبنا وروحنا معكم وننحني أمام إرادتكم الشامخة التي لا تعرف أي معنى آخر للمقاومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تغيرت التهمة
جان شير ( 2009 / 11 / 7 - 14:40 )
سيد شيار قديماً كانت التهمة: قطع جزء من تراب الأمة وإلحاقها بدولة خارجية.
الآن التهمة: وهن نفسية الأمة في حالة الحرب.
انت هلق لعنت أم نفسية الأمة وحطمت معنوياتها العالية.
دير بالك على حالك

اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب