الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستخفاف بالحق والقانون ..مقال مترجم عن الألمانية

محمود جلبوط

2009 / 11 / 6
القضية الفلسطينية


نشرت الصحيفة اليسارية الألمانية der jungen Welt بتاريخ 4.11.2009 مقالا صحفيا للصحفي Rainer Rupp تحت عنوان : الاستخفاف بالحق والقانون
والمقال منشور على الموقع الالكتروني http://www.jungewelt.de/2009/11-04/044.php

وهذا نصه بعد ترجمته إلى العربية

لم يكد يمضي فترة وجيزة على تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية المقتضب حول انتقاد رئيسها إسرائيل لاستمرار بنائها المستوطنات الغير شرعي في الضفة الغربية والقدس الشرقية , وخلال الاستعدادات التي تتخذها الجمعية العامة ومجلس أمنها في واشنطن لاتخاذ قرار حول خرق إسرائيل لحقوق الإنسان ونقاش تقرير لجنة تقصي الحقائق المنبثقة عن الأمم المتحدة برئاسة غولدستن والمكلفة بالتحقيق حول خروقات إسرائيل أثناء حربها على قطاع غزة للقاون الدولي والتي أقرت في تقريرها بارتكابها جرائم حرب في أثنائها , حتى عادت الولايات المتحدة الأمريكية من جديد وبدفعة واحدة لتلقي بأعباء الصراع في المنطقة مرة أخرى على الفلسطينيين , ويتهيأ مجلسا الكونغرس والنواب الأمريكيان للانعقاد للتنديد بتقرير غولدستن بلهجة قاسية وبعيدة عن الدبلوماسية واعتباره حكما خاطئا ومنحازا .

فك المستوطنات

قبيل التصويت ضد تقرير غولدستن الأخير من قبل مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين في واشنطن طلب كلا من أستاذي جامعة هارفرد البروفسور John J. Mearsheimer و البروفسور Stephen M. Walt الكلام ( لقد كانا قد عبرا عن رأييهما عام 2007 من خلال كتابهما المشترك الذي صدر تحت عنوان : The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy , والذي تناول التأثير الغير محدود للمنظمات الصهيونية على السياسة الخارجية الأمريكية والتي تعتبر من وجهة نظرهما " سيطرة مطلقة وبلا منازع على الكونغرس الأمريكي " ) فقالا : " من المحتمل جدا , الثلاثاء المقبل(المقصود هنا 3.11.2009 ) , أن نشهد عودة لانتهاج النهج القديم في السياسة الأمريكية والتي كانت سائدة في الفترة السابقة في الكونغرس " .
في الحقيقة إذا تابع المرء مواقف اللوبي الصهيوني في إطار ما بات يعرف ب AIPAC لتقرير غولدستن المحبوك بعناية لاكتشف أنه كان من المفروض أن يكون ما اقترفته إسرائيل في قطاع غزة خلال حربها الأخيرة عليه فرصة للتمرن على انتقاد إسرائيل على ما تقترفه والنأي بالنفس عنها , والتعبير عن التعاطف مع الضحايا المدنيين من الفلسطينيين .
ولكن الوزيرة الأمريكية كلنتون وفي إحدى لقاءاتها مع نتنياهو في مؤتمر صحفي وافقت بل أثنت على " عدم تنازل " الحكومة الإسرائيلية عن الاستيطان .

موقف انتحاري

لم تأت الوزيرة كلنتون في لقائها يوم الاثنين الماضي مع نتنياهو ولا بأي كلمة على ذكر هدم البيوت الفلسطينية المستمر في القدس الشرقية بالرغم من استنكارها لها في مناسبات سابقة , وجاءت فقط على ذكر " التنازلات الإسرائيلية " .
ماهي التنازلات الإسرائيلية هذه ؟ لقد تجلت هذه "التنازلات" باستمرار الاستيطان ليس في القدس الشرقية وحسب بل في الضفة الغربية تحت ذريعة " النمو الطبيعي " فيها . إذا تجلى التنازل الإسرائيلي بأن " تؤجل " إسرائيل بناء مستوطنات جديدة فوق أراض جديدة تصادر إلى حين , ولا يشمل هذا "التأجيل" القدس الشرقية .
يجري ذلك عبر تغييب حقيقة أن خلفية وأساس أي حل ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار أن بناء كل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية تعتبر غير شرعية حسب قوانين وشرعية الأمم المتحدة وأن بناءها مستنكر من قبل كل دول العالم ماعدا الولايات المتحدة الأمريكية .
يطالب نتياهو الفلسطينيين بالتجاوب مع كرمه و " تنازله " بالموافقة على استئناف جولات الحوار العبثية في الوقت الذي يقوم به البلدوزر الصهيوني ومخطط الاستيطان المعد سابقا بقضم الأرض الفلسطينية قطعة بعد قطعة وجزءا وراء جزء , الأرض التي يأمل الفلسطينيون بناء دولتهم عليها .

يفصلنا يوم واحد عن موعد انعقاد الكونغرس لاتخاذ قرار سيوصي الإدارة بدعم غير محدود وواضح لنتنياهو أثناء مناقشة الجمعية العمومية للأمم المتحدة لتقرير غولدستن , يأتي هذا بعد أن حذرت الحكومة الإسرائيلية للأمم المتحدة من تبني القرار بمسحة من جنون العظمة : من أن أي محاولة لمنح قرار غولدستن صفة الشرعية سينسف عملية السلام في الشرق الأوسط من جذورها .

اعتبر المؤرخ الأمريكي اليهودي الغني عن التعريف Tony Judt إن قرار الكونغرس هو استخفاف بالتزام أمريكا بما كتب على الورق بالعدل والحق والتزامها بشرائع حقوق الإنسان وأضاف : " إن هذا موجود على الورق فقط ليجمل الصورة الأمريكية وليتوافق مع تصميمها ومنذ فترة طويلة لحماية إسرائيل من عواقب ما تقترفه في الداخل والخارج , وإن الاستنكار العالمي الشامل لما اقترفته إسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع غزة وتدميره جعل من الممارسة السياسية لإدارة أوباما ( الكونغرس والحكومة ) عملا انتحاريا " . كل العالم يعلم ما حدث وجرى في قطاع غزة , وعندما تتستر الإدارة الأمريكية على ما جرى لحماية إسرائيل فسيثير ذلك انتباه العالم وباهتمام أكبر لمقاصد السياسة الخارجية الأمريكية المشبوهة وأخلاقية هذه السياسة والتي زادت الشبهات حولها من خلال علاقتنا الغير صحية مع إسرائيل " .
نقله إلى العربية : محمود جلبوط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟