الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرحلة الاصعب

عمران العبيدي

2009 / 11 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يمر العراق اليوم بالمرحلة الاصعب سياسيا، وتأتي الصعوبة هذه من حجم الاستحقاقات السياسية التي دخلت موقفا حرجا مع اقتراب موعد الانتخابات والتي فتحت الشهية بشكل واسع لتأسيس كم هائل من التشكيلات الحزبية والتي حملت مسميات جديدة وجاء نشوء أغلبها نتيجة انقسامات حدثت في اغلب الاحزاب بسبب الاختلاف في وجهات النظر وصراع السلطة.
بعض هذه الاختلافات كبيرة مما يحيلنا الى طرح سؤال عن امكانية اندماج هذه الكتل في مرحلة مابعد الانتخابات لتشكيل الحكومة القادمة وهل بامكان تلك الكتل والكيانات من تناسي الخلافات والطروحات التي تحدث الان (اي في مرحلة التحضير للانتخابات) وعدم ترحيلها الى المرحلة القادمة ام ان هنالك صعوبة في التمييز مابين مرحلة ماقبل الانتخابات وخطاباتها ومرحلة مابعد الانتخابات؟
هذه النقطة ليست الصعوبة الوحيدة التي تواجه العملية السياسية في المرحلة الراهنة والقادمة، بل ان الملفات المؤجلة ستجد نفسها في مرحلة المواجهة واولها كانت قضية كركوك والتي اصبحت القضية الابرز في نقاشات قانون الانتخابات، فلو وجدت مشكلة كركوك طريقها الى الحل ولم يتم تأجيلها لما حدث ماحدث، قضية كركوك هي واحدة من قضايا تم تأجيلها مما ينبىء بمرحلة مواجهة على الكثير من القضايا في المرحلة القادمة بعد الانتخابات.
الصعوبة الاخرى التي تواجه العمل السياسي العراقي الان هو الترهل السياسي الكبير الحاصل والذي يؤكده العدد الهائل من الاحزاب والكيانات، وعدد كبير منها له مطامحه في الوصول الى قمة الهرم وهو مايشكل تحديا واضحا امام مستقبل الحكومة القادمة وكيفية الخروج بها وتهيئة الظروف المناسبة لولادتها التي يبدو انها عسيرة اكثر من عسر ولادة قانون الانتخابات.
الترهل السياسي الحاصل بشكله الحالي ليس حالة صحية كما يتصور البعض بل يشكل استسهالا واضحا في الوصول الى السلطة في ظل غياب قانون ينظم عمل الاحزاب، مما اتاح الفرصة لتشكيلات لاتملك اي رصيد يذكر من المغامرة في خوض الانتخابات طمعا في فرصة ولو قليلة مادامت الخسارة في الانتخابات لاتعد مشكلة وليس لها اي تبعات اخرى.
ان غياب القوانين التي تنظم العمل الحزبي شكل خلالا في هذه المرحلة، لذلك لابد من البحث عن سبل تحد من مرحلة الترهل السياسي وبشكل جدي، بل من المهم فرض قوانين تحد من الرغبة الجامحة في خوض غمار الانتخابات وهي كثيرة ان تم البحث عنها.
الغريب ايضا في كل ذلك ان العمل الحزبي والسياسي بحاجة الى رصيد مادي قوي فمن اين تأتي الاموال لهذه التشكيلات والتي تتناسل بسرعة البرق؟ ، بل ان التجمعات والائتلافات التي تشكلت افرزت عددا لايمكن استيعابه في الساحة السياسية العراقية بل يصعب تصديق ان دولة مثل العراق لديها آلاف الاحزاب والتكتلات حتى اصبح لدينا اشخاص بعينهم يمثلون تكتلا وحزبا كاملا حتى وصل الامر في ان امتلاكك شرطي العمر والتحصيل العلمي كافيين لخوض الانتخابات بعيدا عن عوامل الخبرة السياسية وثقافتها التي تختلف اختلافا كبيرا عن الحالة العلمية التي يمتلكها الشخص، فالسياسة علم بذاته ليس له علاقة بالتحصيل العلمي فليس كل من حصل على شهادة البكالوريوس قادر على خوض غمارالسياسة وأن كان شرطا اوليا لولوجها.
نتوقع مرحلة صعبة سيمر بها العراق سياسيا مما سيلقي بظلاله على مجمل الوضع العام والامني منه بشكل خاص وهو الاخطر بين كل الملفات العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة