الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشامية وأنفلونزا الخنازير

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2009 / 11 / 6
كتابات ساخرة


تداولت وسائل الأعلام المختلفة في العراق أن أنفلونزا الخنازير قد غزت مدينة الشامية الواقعة وسط العراق وأن الجهات المعنية قامت بإغلاق المدارس خشية انتشار المرض بين طلبة القضاء،ولا ندري من أين جاءت الأنفلونزا الغازية لهذه المدينة الباسلة التي وقفت بوجه الغربان السود في 8 شباط 1963 ولقنت الحرس القومي درسا ظلت الأجيال تتناقله جيلا بعد جيل باعتبارها النواة الأولى للكفاح المسلح الشيوعي الذي تهيأت له الظروف المناسبة لينطلق من تلك المدينة وأريافها الأهلة بالشيوعيين،وكانت الكوادر الشيوعية المتمرسة قد انتقلت لأرياف القضاء المذكور بعد أن تمكنت من جمع الأسلحة لبناء النواتات الأولى للحركة المسلحة وقد التحق بها أكثرية الكادر القريب منها أو الذي أستطاع الوصول إليها وفي مقدمتهم الفقيد زكي خيري وباقر إبراهيم الموسوي وعدنان عباس الكرد والفقيد صالح الرازقي والشهيد الشيوعي الخالد محمد أحمد الخضري والشهيد البطل كاظم الجاسم أبو قيود والفقيد معن جواد و(طويل العمر) حسين أبو خبط الذي لا زال يستلهم من ذكريات الماضي وألق الحاضر وتشوف المستقبل،وغيرهم ممن كانوا أعلاما شيوعية ترفرف في ربى الفرات الأوسط وبين أنهاره وأهواره العصية على البعث الأهوج.
ولا أدري كيف ترضخ المدينة لهذه الأنفلونزا فعهدي بذئابها الطلس وفي مقدمتهم الذئب العراقي ذياب آل غلام تطارد الخنازير وتمنعها من اجتياز أسوارها أو الوصول الى معاقلها وأهوارها فمن أين أتتها الخنازير الغازية وعاثت فيها وجلبت لها هذا البلاء الوبيل،فقد علمنا أن الشامية تركت زراعة العنبر الذي تضرب به الأمثال وزرعت في أراضيها حشيشة الكيف أو الترياك فهل جاءت هذه الأنفلونزا عقابا لهم على تركهم زراعة العنبر ،ولماذا لم يتمكن ترياكها من تخدير هذه الخنازير الغازية ليتجنب ما تحمله من أمراض.
ولا أدري ما هو موقف ذياب الشامي على ما أحاق بمدينته من جراء هذه الهجمة الشرسة فقد التزم جانب الصمت في الوقت الذي عهدته مدافعا عن حماها محاربا دونها ،لا تأخذه في ذلك لومت لائم فهل كبرت الذئاب لتبربع بها الواوية أم أنه لا يتابع أخبارها ولا يدري ما حل بها من تقلبات الزمان ،ولعل الدكتور الظاهر سيكون له موقفه النبيل في دفاعه عن هذه المدينة التي طالما نعم بعنبرها وتنشق عبيره الفواح وأن يوجه اللوم والتثريب لأبنها العاق الذي تناساها وتركها لمصيرها تصارع الخنازيز بعد أن كانت لا تعبأ بالأسود.
ولا أدري هل نبقى نردد في أسمارنا جوهر يزناد الشامية أم أن زنادها لا يقدح وذهبت قوته وتلاشت هيبته وانحسرت سطوته وأصبح كغيره لا دخان ولا نار،وأين أولئك الذين ملئوا الدنيا وشغلوا الناس من أبنائها في مواجهتهم الصاخبة لاعتى الهجمات وصمودهم الرائع في أشد الأزمات هل تغيرت الدنيا أم تغير الناس وهل هذه من نتائج الزمن أم نتائج الإفلاس ،أسئلة مثيرة تحتاج الى إجابات من أبنائها الذين رضخوا للخنازير ،وتركوا صيد الدبابير ولعل الأيام القادمة تظهر لنا ما سيكون الرد من هذه المدينة التي عركت الخطوب وقاومت الأرزاء ولم تخشى المرجفون.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لله درك أبا زاهد
ذياب آل غلآم ( 2009 / 11 / 6 - 14:39 )
تعاتبني وتنتظر وأنت في الشريان دم أحمر فلك المحبة وطولة العمر فأنا رب العشق العراقي والذكريات والخمر...وللشامية رب يحميها من أفلونزا العصافير! والخنازير ! والواويه؟ أفزع الشعب نعم ....وأما لحكومتنا فأنا لم اقصر في حبي لها ولقرارات مجلس قيادة الثورة البعثأسلامي !!؟واذا كانت هذي مثل ذيج خوش مركه وخوش ديج....وأنتظرني لك صنوان القلب وانت فيه


2 - الشامية
علي حسين كاظم ( 2009 / 11 / 6 - 22:47 )
ا لعزيز ابو زاهد
الشامية سوف تنتفض ضد الأمراض مثل ماانتفضت ضد الأقطاع وغربان البعث وخفافيش الليل الجدد.انتظر اخبار مدينة النضال قريبا.
وانا للشامية عاشقون.
تحياتي


3 - العزيز أبا زاهد / مع المحبة
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2009 / 11 / 7 - 06:20 )

بكل صدق اتمنى أن تبرأ الشامية وأهلها .. ومو بس الشامية ، بل مدن ومحافظات وأقضية ونواحي وقرى العراق ، وكل أطفال وابناء وبنات العراق من الطيبيين والطيبات من انفلونزا الخنازير، أو أية أنفلونزا بسبب البدريين أو الصدريين أو الدعوجيين .

لكنني أتمنى أن أرى اليوم الذي تحل فيه تلك الجسيمات البروتينية الصغيرة والتي تسمى ، ( البريونات ) ، والمسببه لمرض جنون البقر ، وياريت تكون من النوع السوبر مثل التي لها القدره السريعة على تغيير شكل البروتينات الطبيعية الموجودة في خلايا مناطق حساسة ، مثل خلايا الدماغ لتحولها الى ( بريونات ) ... أن تحل ضيفاً عزيزاً على ( المعروفين ) من أعضاء برلماننا الوطني .. ليصبح الأسم ... البرلمان البقري .
كولــوا آميــــــن ....!


4 - ردود
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 11 / 7 - 10:31 )
العزيز ذياب
تناشدني عليك الناس واتحير شجاوبه
وهالسكته اللي ما تنراد كلي منين جايبها
كنت أعتقد أنك أول من ينتفض على الخنازير الغازية التي داست الحمى واقتحمت الديار دون أن تمتشق سيفا أو ترفع رمحا أو تمسك قلما فهل سمعت أن الذئاب الصيد تخشى خنازير البيد عودوا الى سوانيكم وحاربوا الخنازير الغازية ولا نامت أعين الساكتين.


عزيزي علي
وهذا عهدي بها حاضنة المجد العراقي الأثيل وقائدة الزحف النبيل ومنها انطلقت الشرارة الأولى لانتفاضات العراق في مواجهة الاستعمار الانكليزي الذي لا يعد أمام الخنازير وطردته شر طرده ومن أهوارها انطلقت حمامات السلام لترفرف في عراقنا العزيز ولا زال أبنائها وشيوخها على ما عهدناهم جرأة وتضحية لا يمر الهواء على خشومهم هذا أملنا وبانتظار همتكم لطرد الخنازير.


العزيز ابا فادي
تعددت الأنفلونزات والهدف واحد وأملنا أن يعي الناس مخاطر هذه الأوبئة التي غزتهم للخلاص منها وأعادة بناء البلاد لتكون خالية من جميع الأمراض المعدية والمستوطنة والوافدة ..تحياتي.

اخر الافلام

.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حملة هاريس: انتخبونا ولو في السر و فن


.. -أركسترا مزيكا-: احتفاء متجدد بالموسيقى العربية في أوروبا… •




.. هيفاء حسين لـ «الأيام»: فخورة بالتطور الكبير في مهرجان البحر


.. عوام في بحر الكلام | مع جمال بخيت - الشاعر حسن أبو عتمان | ا




.. الرئيس السيسي يشاهد فيلم قصير خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى