الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة في كوبنهاگن لقتل سبعة آلاف مواطن دنماركي

ضياء حميو

2009 / 11 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


مازالت هذه الدعوة مستمرة لغاية التاسع من هذا الشهر نوفمبر عام 2009 ضمن كتيبات تباع في مايسمى " المعرض الشرقي الترفيهي" المصري في كوبنهاكن..!
المعرض تقليد سنوي له مكانة خاصة لدى الدنماركيين وأبناء الجالية العربية ،يعرض مختلف الصناعات الحرفية والثقافية الحضارية المصرية ،وقام المشرفون علية بالدعاية له بشكل جيد من خلال إعلانات غطت صفحة كاملة في أكثر الجرائد المجانية الواسعة الانتشار والقراءة.
لم يكن يخطر في ذهني أو ذهن أي ممن ارتادوا هذا المعرض أن يجدوا " كتيبات الكراهية " هذه...!!
وللأمانة مازلتُ وحتى هذه اللحظة افترض حسن النية لدى المشرفين على المعرض وعدم معرفتهم بالجهة التي دست هذه الكتيبات في معرض الثقافة والحضارة المصرية.

والى القراء الكرام مقتطفات مما ورد في هذه الكتيبات:
الكتيب الأول كان بعنوان : "كيف نربي أولادنا التربية الإسلامية الصحيحة " وهو من تأليف" محمد بن جميل زينو" المدرس في دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة،حقوق الطبع محفوظة للناشر وهي مكتبة السنة بالقاهرة " الدار السلفية لنشر العلم "الطبعة الثانية .
وفي باب الجهاد والطاعة يرد في الفقرة الثالثة التالي: ( أن نغرس في الأولاد حب الانتقام من اليهود والظالمين، وان شبابنا سيحررون فلسطين والقدس حينما يرجعون إلى تعاليم الإسلام والجهاد في سبيل الله وسينتصرون بإذن الله ).
قطعا إن من جلب ووزع هذا الكتيب في المعرض لايعرف وربما لايهمه أن يعرف إن هنالك قرابة 7000 مواطن دنماركي يعتنقون الديانة اليهودية ،وهو وبصريح العبارة يدعو للانتقام منهم ليس لشيء إلّا انه لايرى ابعد من طرف إصبعه.
واليكم كيف يدعوا مؤلف الكتيب وموزعوه ومن روج له العوائل المسلمة في الدنمارك لكيفية تربية أبنائها :( علموا أولادكم الصلاة إذا بلغوا سبعا ،واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا).
لاننسى إننا في بلد يحتل أعلى المراتب في الشفافية والديمقراطية وحقوق الإنسان وفي القوانين الاجتماعية التي تحفظ كرامته من الجوع والمرض ،وفي تامين السكن الآدمي ،ومن هذه القوانين حقوق الطفل.

وفي باب الستر والحجاب يقول المؤلف:( يجب أن تأمروا بناتكم بوضع منديل " غطاء على الرأس منذ السابعة من عمرها، وبتغطية وجهها عند البلوغ، وباللباس الأسود الساتر الطويل الفضفاض الذي يحفظ شرفها ).
هل يعلم من وزع الكتيب هذا في الدنمارك إن هكذا دعوة لإكراه الأطفال على لبس لباس ديني دون رغبتهم يعرض عوائلهم إلى فقدانهم ضمن قوانين الرعاية الاجتماعية الدنماركية ، وستؤول حقوق رعايتهم إلى عوائل أخرى ،وإننا في بلد قوانينه الوضعية هي التي جعلته ملجأ إلى هجرة العوائل المسلمة له منذ عشرات السنين والى الآن.

في باب الأخلاق والآداب "( يجب أن نعود الطفل استعمال اليد اليمنى في الأخذ والعطاء والأكل والشرب ، والكتابة والضيافة ).
ماذا لو كان الطفل أعسرا يستخدم يده اليسرى؟!
هنا سأورد رأي متخصص هو د. محمد مصطفى الديب - أستاذ بقسم علم النفس التعليمي - جامعه القاهرة كما ورد في تحقيق للكاتبة "هالة حلمي":(
الأطفال الذين يكتبون باليسرى يسيطر عليهم فسيولوجيا النصف الأيمن من المخ، ويستخدمون النمط المتكامل من أنماط التعليم والتفكير بدرجة كبيرة ويسود هذا النمط على تفكيرهم، ويتميز المتفوقون عقليا باستخدام النمط المتكامل مما يدل على إن كل الذين يكتبون باليد اليسرى لديهم قدرة على التعلم والتفكير الجيد ولديهم عقلية ابتكاريه، لذلك يمكن الاستفادة من تفكير وابتكارات هذه الفئة).
قطعا إن من كتب هذا الكتيب ووزعه لم يقرأ أو يسمع في حياته عن علم " وظائف الأعضاء ،علم الفسلجة " وكلامه هذا مقنعا لمن يسكن في أعالي جبال " تورا بورا "وليس في الدنمارك التي نسبة الأمية فيها صفر منذ أكثر من خمسين عام .

وفي باب حكم الغناء والموسيقا يرد التالي ( الموسيقا حرام ، والمعازف :كل ماله نغمة وصوت مطرب : كالعود والناي ،والطبل ،والكوبة ،والدف وغيرها ،حتى الجرس ..ويمكن الاستغناء عن الجرس بصوت البلبل ).
هل يعني ذلك إن كل مسلم علية أن يحمل" بلبله " معه أنى رحل ،ولأكثر من مليار مسلم ،أين نجد هذا العدد من البلابل..!!ولكن حتى البلبل فيما إذا كان صوته مطربا فانه سيكون حراما وفقا لقوله " كل ماله نغمة وصوت مطرب حرام "...!!
ماذا لمن يطربه حفيف أوراق الشجر وصوت تساقط المطر..كيف يحرم هذا الشيخ " هبة الله "من دون أن يقع في الكفر..!؟
وفي موضوعة العاب الأطفال يرد التالي :( يسمح للبنات باللعب المصنوعة في البيت من الخرق ،على شكل طفلة صغيرة تلبسها الثياب ،وتنظفها وتنيمها ،وذلك لتتعلم تربية الأولاد عندما تكون اما،ولا يجوز شراء اللعب الأجنبية للأطفال، ولاسيما البنات السافرات المنكشفات،فتتعلم منها وتقلدها وتفسد المجتمع بذلك،بالإضافة صرف الأموال للبلاد الأجنبية واليهودية).
أي عصر وأي عزلة يطالبنا بها الشيخ أن نفرضها على أطفالنا حتى في لعبهم ليصح إسلامنا الذي سيمكننا لاحقا من الانتقام من اليهود وتحرير فلسطين بعدها..!!؟
الباب التالي ليس مخصصا قطعا لدور الفرد في التقليل من الانبعاث الحراري والحفاظ على البيئة ولكن لأمر أكثر أهمية من هذه الترهات الدنيوية ألا وهو باب ( إعفاء اللحية واجب ):
وفيه يقول الشيخ بلا نقاش أو تأويل "( وحلق اللحية، تغيير لخلق الله، وطاعة للشيطان ).

الكتيب الثاني لن أطيل فيه لان عنوانه واسم مؤلفه يكفيان الدلالة
اسم الكتيب ( التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل ) ذات المطبعة، واسم المؤلف " سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ".

مالم يره الشيخان صورة بسيطة لاتحتاج أكثر من أن ننظر إلى الأعلى لنرى إنها حقا " سماء واحدة " تظللنا جميعا على اختلاف مشاربنا وانتماءاتنا وروعة هذا الخلق وسره العظيم هي باختلافنا لاخلافنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العقل فى الراس زينة
مواطن ( 2009 / 11 / 6 - 20:18 )
يبدو ان سقوطنا للهاوية ما زال فى وتيرة التسارع
اصبحنا عالة على الغير
هذا كلام علماءنا فما بالك فى كلام العامة؟؟؟
اللة يكون فى عون هذة الامة


2 - العزيز ضياء حميو / مع المحبة
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2009 / 11 / 6 - 21:27 )
أقرأ ما تكتبه بتشوق ، فأنت تكتب للجميع ، للكل حتى من يخالفك الرأي ...
عزيزي .. مؤسسات الدين الوضعي بشكل عام ( وفي الأسلام ) بشكل خاص ، هي التي كانت ولا تزال تناهض العلمانية وتكفر العلمانيين وتفسر وتحدد مفهوم وممارسة الحريات وتضع الضوابط والحدود دستورياً لأليات النظام الديمقراطي في دولة اتحادية جديدة تدعي بناء مؤسسات مدنية وهياكل قانونية ديمقراطية .. مثلاً بـ ( لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام ) ، الى جانب غمط حقوق المرأة والطفل ، وغلق نوافذ الشمس والضوء والمعرفه ، وسجن العقل في سرداب حكم اللحية والمسواك ، لابل تحدد التعامل مع الآخر عبر علاقة السيف والخنجر .

لكن الأهم من ذلك وبمجرد وجود شيئ أسمه ( عبد العزيز بن عبد الله بن باز، او القرضاوي أو مقتدى الصدر وآخرين ) يعني غلق دق المسامير في أطر وجوانب وزوايا نوافذ الفكر والحرية وافضاء الأبداع الأنساني ، والأكتفاء باعتبار حوريات الجنة هدفا يستحق بذل النفس في سبيل واحدة منهن ، وهم معذورين في ذلك ، لأن المرأة في مجتمعاتنا الشرق أوسطية العربية الأسلامية بشكل عام تمثل الجنس فقط ، لذلك نجد أن للمؤمن المسلم حرية الاستمتاع بحور العين في الجنة من ذوات الصدور النافرة والقوام الجميل والشعر الأشقر والعيون الزرق والنظ


3 - تحية لك عزيزي ابو لينا
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 11 / 6 - 21:56 )
احيك على هذا المقال عزيزي ابو لينا
الكارثة ان مثل هذه الكتب الصفراء تجد لها سوق وقراء وشعبية وتطبيق على ارض الواقع بين الاكثرية الساحقة من الجاليات المسلمة ولذلك استطاع هؤلاء المشايخ ان يعزلوا المسلمين في الدول الغربية من تقبل القيم الحضارية والانسانية من شعوب هذه الدول المتقدمة وبالتالي رفض ثقافتها وعدم الاندماج بها من دون كل الجاليات الاخرى التي تدين باديان اخرى وتراهم بعيشون في كيتوات منعزلة عن هذه المجتمعات وترى الافكار الوهابية والخمينية تتعشش وسطها وتمنعها من اي تفاعل مع شعوب هذه الدول
الف تحية لك حبيبي ابو لينا


4 - تحية خالصة للكاتب السيد ضياء المحترم
الحكيم العراقي ( 2009 / 11 / 6 - 22:29 )
أقترح وبأخلاص ..القيام بترجمة بواطن هذه الكتب والسطور الأرهابية ... الى اللغة الدانمركية ... وتسليمها للجهات المختصة الرسمية ومنها البرلمان الدانمركي وحزب الشعب ... لكي تتفتح أعينهم وبصيرتهم على أمثال هذه القاذورات والسموم ... أعداء البشرية والأنسانيـــــة


5 - أستاذ ضياء
ج حايك ( 2009 / 11 / 7 - 03:41 )
شكرا لك لإيضاح ما ينويه المسلمون عمله ببلد يستقبلهم، ويُغدق عليهم من الحرية، والأمان الصحي والعائلي والعجزي
وكما قال السيد الحكيم العراقي يجب أن تعطي الكتب للمسؤولين
خدمة إنسانية أن يُنقذ 7000 شخص دون ذنب


6 - الموقف الأيجابي
رعد الحافظ ( 2009 / 11 / 7 - 12:11 )
إعذرني صديقي العزيز ضياء حميو
مالم يتبع مقالك المثير هذا خطوة إيجابية , فستبقى مواقفنا ضمن الحياد أو أضعف الأيمان
الحل العقلاني الصحيح لمواجهة هذهِ الهجمة من دبابير الموت السامة هي إقتراح الأخ الحكيم العراقي....إيصال الترجمة مع نفس الكتيب للجهات الدانماركية النائمة
لأن هؤلاء يتصورون أنّ الدنيا بخير ..وأنّ الحب هو ردّ فعل اللاجئين إليهم
لايدرون مقدار الشرّ الذي غرسهُ قثم في نفوس أتباعهِ الحقيقيين
إعلانكَ هذا خطوة أولى فقط يجب أن تتبعهُ خطوات عملية كرد فضلٍ.. بعض الفضل لمن آوى وأطعم وأنعم......ويريد الأشرار عضّ اليد التي ساعدت
تحياتي للحكيم العراقي والأخ إسماعيل الجبوري وباقي الأخوة المعلقين والاخ الكاتب


7 - الأمراض الخطيرة الحديثة
خليل مردم ( 2009 / 11 / 7 - 12:12 )
أستاذ ضياء. كلامك أوضح صرخة حقيقية صحيحة واقعية. ولكنها صرخة في وادي الطرشان, كما ذكر أحد المعلقين قبلي عدة مرات في هذا المجال وعلى صفحات هذا الموقع. لن يسمعك أبدا الإسلامويون الجدد الملتحون ونساؤهم المحجبات والمتنقبات قسرا أو باختيارهن جهلا أو غـبـاء أو أملا بجنة طردت منها النساء واحتكرت فقط لأصحاب الجلباب واللحية.
يا أستاذ ضياء. من توصفهم هم الخطر الأول اليوم على الحريات العامة في كل نقطة في الأرض أينما وجدوا. في الشرق أو في الغرب. هم الخطر الجديد أكثر من أنفلونزا
H1N1
أو من السيدا...


8 - الناران
ضياء حميو ( 2009 / 11 / 7 - 13:04 )
الاخوة والسادة المعلقين
شكرا لكم من القلب على مروركم الكريم وتعليقاتكم
المصيبة ستكون بمصيبتين فيما لو عرف اليمين الدنماركي بهذا
ولنفس السبب اخترت ان انشر المادة بعد ان قارب المعرض على نهايته كي لاتعطى فرصة لليمين في ان يستخدمها خصوصا ونحن على فارق اسبوعين من انتخابات بلدية مهمة
اي اننا بين نارين نار التخلف الديني ونار التعصب اليميني
وكل منهما اوسخ من الثاني
محبتي وشكري وتقديري لكم جميعا
ضياء

اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا